أرشيف - غير مصنف

بركات الشيخ برّاك حسين أوباما ! بقلم: محمدعبدالرحمن

 

هناك بَرَكَ وهناك بـِرْكة وهناك بَرَكة ، وأما الأولى فلا تعنينا هنا لأنها تختص بالبعير فنقول (برَكَ البعير) . وأما الثانية فهي كذلك لا تعنينا لأنها تختص بالماء وجمعها بـِرَك ، وسميت كذلك لإقامة أو تجمّع الماء فيها . وأما الثالثة فهي موضوع بحثنا لأنها تختص برئيس الولايات المتحدة الأمريكية !. والبَرَكة : النـّمـاء والزيادة . والتبريك : الدعاء بالبَرَكة . ويقال : بارك الله لك وفيك وعليك وباركك . وتبارك الله : أي بارك . وتبرّكَ به : تيمّنَ به . لنصل إلى برّاك وهي من باب أو على وزن (نسّاج ، سَـرّاج ، سـبّاك ) ، وبرّاك : المرء المعني بالتبريك ، كأن يقال : فلان برّاك ، أي فلان يصنع البرَكة . فيكون الإسم برّاك حسين أوباما : صانع البركة حسين أوباما !.

 
 
 
أول مَن أول إسم رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بهذا المعنى هم العرب لأن المفردة برّاك عربية كما يزعم بعض أحفاد صاحب مختار الصحاح محمد بن أبي بكر الرازي ! . وأول وأكثر العرب الذين رددوا هذه المفردة هم وزراء خارجيتهم ثم يأتي بعد هؤلاء سفرائهم في واشنطن ثم مندوبيهم في الأمم المتحدة بنيويورك ثم قناة العربية ثم صحيفة الشرق الأوسط السعودية ثم صحيفة السياسة الكويتية ثم الناطق بإسم المنطقة الخضراء من بغداد ثم جريدة المستقبل اللبنانية ثم ياسرعبد ربّـه ثم موقع إيلاف السياحي ثمّ المجنون المشرد الذي يظهر يوماً ويختفي أياماً في الحي الذي أقطنه ثم أنا !.
 
 
 
بالنسبة للمجنون فإنه ما برح يردد برّاك .. برّاك .. برّاك كلازمة دائمة منذ أن وقعت عيناه على صورة إبن حسين أوباما في قناة العربية عندما دخل ذات يوم على أحد المقاهي قبل أن يطرده الكاشيير اللعين بقسوة شديدة فلزمته هذه المفردة كنوع من رد الفعل على ما يبدو . وبالنسبة لي فقد وضعت الإسم برّاك في البريد الصوتي لهاتفي المنزلي ، بحيث عندما يتصل بي أحدهم وأختار أن لا أرفع السماعة أو أكون خارج المنزل يرد صوتي قائلا : أنا برّاك حسين أوباما أحييكم وأبارك فيكم وأهديكم بركاتي المباركة وأعتذر عن الرّد عليكم لأني خارج البيت الأبيض في مهمة تبريكية ! . أما بقية المدرجين في القائمة البرّاكية ، فإنهم بكامل وعيهم وشامل إرادتهم يسهرون على مقبلات برّاك وينامون على موسيقى برّاك ويحلمون بملائكة برّاك ويفيقون على صياح ديك برّاك . يتنفسون برّاك ويأكلون برّاك ويشربون برّاك ويُفرغون برّاك . بإختصار : حياتهم برّاك ! .
 
 
 
غير أنّ هنالك من غير العرب من ينسبون إلى رطانتهم إسم الرئيس الأمريكي مبنى ومعنى . وهم يصرون على أنّ اسمه (باراك) وليس كما يزعم الحالمون من الضاديين . لكنّ هؤلاء غير العرب بالكاد يأتون على إسم رئيس الولايات المتحدة الأمريكية إلا حين تتناوله وسائل إعلامهم بالتقريع والتوبيخ !. إذ أنهم يشمخون بأنوفهم المعقوفة على إبن حسين أوباما على اعتبار أنه ما كان قد صار رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية لولا أنْ حلقَ شعر رأسه على الصفر في صالونهم . وبهذا الصدد فهم عادة ما يكررون للناسين والمتناسين السؤال التالي : هل تذكرون البركات التي منحها حلاقونا التلموديون في (أيباك) لباراك بعد أن سلــّم لهم رأسه (ليجلطوا) شعره على الصفر كشرط شروط التأهل للسباق إلى كرسي البيت الأبيض ؟! .
 
مجنون يردد برّاك .. وعاقل يسمع .

زر الذهاب إلى الأعلى