صحيفة اماراتية "تردح" للصحف البريطانية رداً على هجومها على دبي: صحافة متهورة ورديئة تختلق الحكايات ولا تجد ما تكتب عنه

ارتأت صحيفة "ذي ناشيونال" الإماراتية والتي تصدر في إمارة أبو ظبي التصدي للصحافة البريطانية في معرض هجومها على الإمارات وخصوصاً إمارة دبي حيث اتهمتها الأخيرة بأنها مدينة الثراء في الصحراء بناها الرقيق ولمحت إلى أنها تعتاش على الدعارة وأصبحت موطن المثليين.

الصحيفة الإماراتية لم تجد ما تبرره أمام ادعاءات الصحافة البريطانية وعلى رأسها المؤسسة العتيقة (بي بي سي) التي أوردت تقريراً يتحدث عن معاناة العمال في مخيمات بالإمارات، وأوردت مقالاً يدخل في باب "الردح" العربي دون أن يفند الادعاءات أو حتى يفهم القارئ لماذا أصبحت الإمارات مستهدفة من قبل الإعلام البريطاني في هذه الأيام؟
 
وهذا نص المقال:
 
انها صبيحة باردة وممطرة في بريطانيا غوردون براون التي يهيمن عليها الانكماش. وفي مكاتب "الديلي بيست" بلندن، تلك الصحيفة البريطانية المتهورة، يتجمع المحررون للتخطيط لتقارير الاسبوع المقبل. كل منهم ينتابه القلق على وظيفته ورهنه العقاري وكيفية تسديد رسوم المدارس لابنائه.. وما الذي سينشره في الصحيفة.
 
 
طوال شهور عديدة، أصاب قراء الصحيفة الضجر من الحديث الذي لا ينتهي عن الخسائر والمخاوف: البنوك المفلسة، البطالة المتزايدة، هبوط اسعار الممتلكات والجرائم التي تجتاح الشوارع. وهنا يريد رئيس التحرير ان يلفت انتباه القراء: "إذاً، ماذا لدينا للاسبوع المقبل؟".
 
 
تنحنح محرر الاخبار قائلا "حسنا، أرسلنا الى دبي ابرز صحفي عندنا، وهو الان يعد تقريرا مهما حول المتسولين الذين يتضورون جوعا في الشوارع، والحيوانات البرية التي تتجول وسط فنادق الخمسة نجوم والسجون المكتظة بالمغتربين المفلسين. حتى انه اجرى مقابلة مع فتاة تعيش في سيارتها في اعقاب اطلاق سراحها من السجن بعدما عملت ستة اشهر في مهنة الدعارة على شواطئ دبي ولم تعد قادرة الان على تحمل العيش في منزلها الذي يكلفها مليون جنيه استرليني ويقع في جزيرة النخيل. إنه لأمر رائع حقا".
 
 
ساد الاجتماع شعور مشترك بالسعادة الخبيثة. "هذا هو! دعونا نقول للمتهربين من الضرائب والذين يقودون سيارات الدفع الرباعي أنهم لن يكونوا في منأى عن الذراع الطويلة للديلي بيست رغم أنهم يمضون اوقاتهم على الشواطئ الخليجية المشمسة، اليس كذلك؟ حسنا، هذا سيؤدي الى غليان برك السباحة التي يتناولون افطارهم على جوانبها".
 
 
هذا مشهد تخيلي بالطبع.. لكن ربما يكون هذا هو الحديث الذي يدور في مكاتب الصحف البريطانية خلال الشهور الستة الماضية، اذا كانت التغطية الاعلامية حول امارة دبي هي مجرد الكتابة عن اي شيء.
 
وشنت الديلي بيست هجوما عنيفا على دبي وكل ما يعتقد محرروها انها تمثله: بلاد الشمس المتوهجة، انماط الحياة المولعة بالتفاخر، لا ضرائب واعداد كبيرة من الخدم في المنازل.
 
 
خلال الاسابيع القليلة الماضية، أخذ صوت الصحافة الرديئة يتعالى تدريجيا وبدأ بمقالة لأحد أكبر كتاب الاعمدة في الغارديان وهو سايمون جنكنز عن دبي والصحراء.
 
 
وامضى "بانورما"، برنامج بي بي سي الذائع الصيت، ثلاثة اشهر في دبي لدراسة سوق العمل ثم امطر البرنامج الإمارة الخليجية الاسبوع الماضي بوابل من الادعاءات حول القوى العاملة في الامارات.
 
وكتب جون هاري، المعلق في الاندبندنت مقالة طويلة حول "الجانب المظلم من دبي"- مدينة ديزني لاند كبيرة يبنيها العبيد ويسكنها المغتربون السكارى واشجار النخيل البلاستيكي، كما قال.
 
بيد ان بعض الاوساط الحكومية البريطانية شعرت، ولو بصورة متأخرة، بأن التغطية الاعلامية حول دبي "مبالغ فيها بشدة".
 
ونأى وزير التجارة البريطاني لورد ماندلسون بنفسه، خلال جولة في الشرق الاوسط، عن النبرة الاعلامية "المثقلة بالكآبة" في بلاده حول الامارات.
 
ولا شك ان دبي شعرت بأن ثمة هجمة اعلامية بريطانية عليها، مثلما وصفها موريس فلاناغان، نائب الرئيس التنفيذي للناقل الجوي الوطني- طيران الامارات، بأنها حملة "مشينة".
 
وقال رياض كمال، رئيس ارابتك وهي احدى الشركات المستهدفة في برنامج "بانوراما"، انها تغطية "ظالمة".
 
كما قال صقر غباش، وزير العمل الاماراتي ان وزارته ستحقق فيما قالته البي بي سي عن ان عمال البناء يعيشون "ظروفا غير انسانية".
 
واعرب البريطانيون في دبي عن صدمتهم مما تتناقله وسائل الاعلام في بلادهم عن دبي، وقال احدهم "ليست هذه هي دبي. لم استطع التعرف عليها. لقد اختلقوا شكلا جديدا للمدينة وقرروا مهاجمته بقوة".
 
إذا، هل ثمة من اجندة مخبأة لدى الاعلام البريطاني؟ هل يعتبر ذلك حالة من السادية الاعلامية؟ ما هي الفكرة التي يحملها فعلا قادة الرأي الاعلامي البريطاني حول دبي؟ (عن: ذا ناشونال)