أرشيف - غير مصنف
هل تقصف مصر اهداف تابعة لحزب الله؟
أكد مصدر سياسي مسؤول أن القاهرة وجهت إنذاراً شديد اللهجة إلى قيادات حزب الله عن طريق الحكومة اللبنانية، ومحددا وقاطعا، بأن يلتزم حزب الله حدوده، وأن يعي بأن مصر دولة كبرى وأراضيها خطوط حمر ولاتسمح بمجرد التفكير في تجاوزها، و لا تقبل في الوقت نفسه تهديد أمن أية دولة عربية أخرى، ولاتقبل المزايدة على دورها في مساندة ودعم الحقوق العربية.
وتضمن الإنذار مطالب مصرية محددة أهمها التعهد في بيان علني باحترام السيادة المصرية، وعدم استخدام الأراضي أو المياه الإقليمية المصرية في أي أنشطة أو عمليات سرية، في إطار ما يسميه الحزب بدعم المقاومة الفلسطينية . وطالبت مصر تزويدها بجميع المعلومات حول عمليات سرية رصدتها أجهزة الأمن المصرية ولم تكشف عنها بعد .. وحث الحزب على تحسين لهجته في الحديث عن مصر.
وتضمن الإنذار تهديداً صريحاً بأن مصر سوف تضطر للقيام بعمليات نوعية ضد أهداف تابعة للحزب في حال رفض الاستجابة للمطالب والشروط المصرية، وأن موقف مصر من حزب الله سوف يتحدد وفقاً لتصرفات الحزب نحو مصر.
وقال المصدر السياسي المسؤول: ان الرسالة التي نقلت عبر الحكومة اللبنانية طالبت الشعب اللبناني بأن يقدر حجم التجاوز الذي ارتكبه حزب الله في حق مصر، وان اعتراف الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بالتخطيط لعمليات على الأراضي المصرية هو السابقة الأولى من نوعها، وتعد اعترافاً بالقيام بعمليات خارج الأراضي اللبنانية وخارج إسرائيل، وإذا كانت القاهرة تنظر بإيجابية لهذا الاعتراف، إلا أنه غير كاف، وأن على الأمين العام لحزب الله أن يدرك أن مصر بلد كبير، وأن لها مكانة في المنطقة، وأن تعاطف الرأي العام مع حزب الله وأمينه العام قد تدنى للغاية.
طالبت الشعب اللبناني بأن يقدر حجم التجاوز
الذي ارتكبه حزب الله في حق مصر
وأضاف المصدر للعرب اليوم: ان ردود الفعل العصبية من إيران كان متوقعاً بعد كشف خيوط التنظيم في مصر، وأن ما يقال بأن الأزمة تصب في مصلحة إسرائيل، فان مصر ليست مسؤولة عن التصريحات الإسرائيلية، ولكن المسؤولية تقع على عاتق حزب الله الذي تجاوز حدوده كثيراً، بل تجاوز ما يتم الإعلان عنه من مبادئ الحزب المحددة بمقاومة الاحتلال الإسرائيلي لمزارع شبعا ومواجهة التهديدات الإسرائيلية للبنان كما يعلن الحزب، وإذا كانت هذه مبادئ الحزب فعليه عدم تجاوز هذه الحدود إلى الدول العربية، وإذا كان حزب الله حزباً للمقاومة كما يدعي فإن هذا شأن داخلي لبناني، كما أن المبررات التي ساقها حسن نصر الله بأن المتهم اللبناني كان يسعى لتقديم دعم لوجستي لأهالي غزة، غير صحيحة ولاتنطلي على أحد، وكان بإمكان الحزب مثلاً تقديم الدعم اللوجستي للذين أطلقوا أو حاولوا إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان بدل اعتقالهم أو منعهم والمسارعة إلى نفي علاقته بهم!
وقال المصدر: ان حزب الله هو الذي أساء إلى نفسه لمصلحة إسرائيل وضد موقفه في لبنان، وان قيادات الحزب قد سقطت في هذه المؤامرة لدوافع أخرى تتصل بمصلحة التوجيهات الإيرانية للحزب ودون أن يُقدر نصر الله هذه المخاطر على وجود الحزب نفسه!! وأن التحقيقات مع أعضاء خلية حزب الله في مصر كشفت عن أسرار كثيرة وخطيرة وعلى لسان المتهمين ومن بينها أن الحزب يمارس نشاطه سراً داخل مصر منذ تسع سنوات، وقد أكد المتهم الثاني ناصر خليل أبو عمره والمقيم في سيناء ويكنى أبو مسعود أن تنظيم حزب الله يمارس نشاطه داخل مصر منذ عام 2000 ويتابع هذا النشاط أحد ضباط مخابرات الحزب ويدعى سعيد وكان يعطيه التعليمات وكلفه بشراء قطعة أرض في منطقة اسمها الكاردة في العريش!
وأكد المصدر أن أجهزة الأمن المصرية قد رفعت درجة التنسيق بينها وبين نظيراتها في كل من السعودية والأردن واليمن لرصد وإحباط انتهاكات حزب الله وحلفائه لأمن واستقرار هذه الدول.
(العرب اليوم)