أرشيف - غير مصنف

انتخابات جامعة بير زيت انتصر الانشقاق!!

محمد أبو علان

انتخابات جامعة بير زيت جاءت في ظل تصاعد الحديث عن المبادرة المصرية التي تتمحور حول ما يشبه الفيدرالية بين حركتي فتح وحماس في إدارة شؤون البلاد والعباد كمخرج من حالة التمترس لكل جهة حول مطالبها وشروطها للمصالحة الوطنية الداخلية.
هذه المبادرة المصرية شكلت صدمة لكل فلسطيني حريص على وحدة وطنية حقيقية يكون دحر الاحتلال هدفها الأول والأخير، وعلى المستوى الشخصي كان لدي اعتقاد بأن الترحيب المبدئي من قبل طرفي الصراع بهذه المبادرة سيخلق ردة فعل رافضة لهذا الموقف، وأن طلبة جامعة بيرزيت أو جزء ليس بسيط منهم سيصوت بطريقة تظهر رفضه لهذه المبادرة وللمؤيدين لها من أجل التأثير على مواقف الطرفين لما فيه المصلحة الوطنية الفلسطينية.
لكن نتائج هذه الانتخابات شكلت خيبة أمل جديدة تضاف لسلسة طويلة من خيبات الأمل التي عاشها شعبنا الفلسطيني ولا زال يعيشها في شتى بقاع الأرض بعد طول انتظار، ولكي لا نصل للذكرى الثانية لأحداث غزة المؤلمة والحال على ما هو علية.
فجاءت صناديق الاقتراع في حرم جامعة بير زيت ب 90% من مقاعد المؤتمر والبالغ عددها (51) مقعد لصالح الحركتين طرفي الصراع، وليس هذا فقط بل كان التراجع إن لم يكن التلاشي من نصيب دعاة الوحدة والمصالحة على الساحة الفلسطينية والمتمثلة بجيوب اليسار الفلسطيني في الجامعة.
وقد يقول قائل أننا نحمل انتخابات جامعة بير زيت أكثر مما تحتمل، وأن الأمر لا يتعدى انتخابات طلابية نقابية، وقد تكون الأطراف الخاسرة في هذه الانتخابات من أول من يحمل هذا الرأي كجزء من تبرير الهزيمة، ولكن الكل منا يعلم تمام العلم أن كافة الأطر والتيارات السياسية كانت ولا زالت تنظر لانتخابات الجامعات بشكل عام ولجامعة بيرزيت بشكل خاص "كباروميتر" لقياس الواقع السياسي والجماهيري لهذه التيارات السياسية على الأرض.
بالتالي أول العبر والدروس المستقاة من نتائج هذه الانتخابات هي أن حالة الاستقطاب والانقسام هي المسيطرة وستبقى لفترة طويلة هي سيدة الموقف على الساحة الفلسطينية الداخلية، مما يعني أن دفع الشعب الفلسطيني لثمن هذا الانقسام سيطول أكثر مما توقع البعض.
أما العبرة الثانية والتي لا تقل أهمية عن الأولى هي ضرورة قيام جيوب اليسار الفلسطيني والشخصيات المستقلة والتيارات الوسطية بمراجعة برامجها بالشكل الذي يخرجها من حالة انعدام الوزن والتأثير سواء على الشارع الفلسطيني أو على الحركتين طرفي الصراع.
ولكن هذا الواقع لن يجعلنا ننسى نقطة هامة وإيجابية جداً في هذه الانتخابات وهي إجرائها في أجواء ديمقراطية ودون أية إشكاليات على الرغم من حالة التوتر الدائمة بين أنصار حركتي فتح وحماس.

زر الذهاب إلى الأعلى