أرشيف - غير مصنف

…..وهو ما نفتقده في وطننا العربي

 

لقد مرت على تثبيط آلة الدمار الإسرائيلية ولا أقول إيقافها،110أيام، وكاد غبار النسيان أن يضع القضية في أرشيف المهملات العربية، ولم تعد تذكر إلا من خلال مناورات التسابق على الزعامة الوهمية بين الساسة العرب.
لكن مهرجان الجزيرة الدولي الخامس للأفلام التسجيلية،الذي انطلقت فعالياته أمس الإثنين13 أفريل2009م،وجعل شعاره هذه السنة 5 أعوام من الأمل،والمهرجان إن دل على شيء إنما يدل على اهتمام المنظمين و رئيس شبكة الجزيرة بالقضايا المصيرية والواقع المعيش في فضائنا العربي، وقد أعادنا إلى واقع حالناوجعلنا نستقرى الكثير من تصريح السيد عباس أرناءوط مدير مهرجان الجزيرة الدولي للأفلام التسجيلية الذي أوضح أن الدورة الخامسة للمهرجان سوف تتمي عن الدورات السابقة من حيث تخصيص قناة الجزيرة الإخبارية 3 جوائز لأفضل 3 أعمال تتناول القضية الفلسطينية ، وتخصيص مركز الدوحة لحرية الإعلام 3 جوائز لأفضل 3 إعمال تدور حول قضايا الحرية…
 وأثناء تكريم الطفل الفلسطيني احمد زايد الذي اشتهر عبر الجزيرة بفضل تصريحه إبان الحرب على غزة، قال مدير المهرجان:"لاشك ان أحداث فلسطين كانت حاضرة وسط الضجيج وبرز هناك صوت يحمل البراءة هو صوت الطفل احمد زايد، والليلة نعلن تكريمه كصوت إعلامي جديد نقل قضية الشعب الفلسطيني وملايين الأطفال المعذبين"" وللأسف الشديد الطفل احمد يقف حاليا على بوابة رفح وينتظر دخول قطر، لذا نستضيف طفلة أخرى تدعى ورد لتتسلم الجائزة نيابة عنه" يقول السيد: عباس ارناؤوط.
 لوعدنا إلى شعار مهرجان الجزيرة هذا العام -5 أعوام من الأمل-لأدركنا قيمة التكريم وترتيب عنصريه،فبالأمل سيتم تخطي الصعاب وتحقيق الأهداف،سواء على الصعيد الشخصي،أو المحلي أو الإقليمي أو العالمي، وحق لشبكة الجزيرة أن تحمل هذا الأمل كجزء من رسالة الإعلام ومطلب من مطالب الانفتاح على الرأي الآخر والثقافات بمختلف ألوانها وصيغها.
ولو عدنا إلى التكريم وترتيب عنصريه،نجد أن من خلال تكريم الطفل-احمد زايد-كصوت إعلامي أوصل بصوته البريء قضية الطفل الفلسطيني إلى دهن مئات الملايين من البشر،ما دفع الملايين إلى التنديد بفظاعة الحرب التي شنها الكيان الصهيوني على غزة بدء من ليلة 25-12-2008 م، ودامت 23 يومًا وأضافت ما يقرب من 1500 طفل إلى قافلة الأيتام في القطاع،ولم تقتصر معاناة الأطفال على مرارة اليتم التي تعني حرمانهم من عطف الأبوة أو حنان الأمومة أو الاثنين معًا،بل كانت الطفولة البريئة ضحية مباشرة لذلك العدوان الهمجي الذي استهدف كل شيء،البشر والشجر والحجر، وخلف1434 بينهم 960 مدنيًّا،وبين المدنيين 437 طفلاً.يضاف إلى ذلك الآثار النفسية لهذه الحرب العفنة على الأطفال بكل ماصاحبها من مشاعر مؤلمة ناتجة عن صور الدمار والخراب والقتلى والمصابين،ومايرتبط بتلك المظاهر من اضطرابات وصدمات. يقول الطفل علي دردونة ابن السبعة أعوام الذي أصيب جسده الصغير بشظايا الصاروخ الإسرائيلي،:"كنت ألعب الكرة مع أولاد عمي، وفجأة أنفجر بيننا جسم ولم أستطع إدراك ما حصل لي إلا بعد أن استيقظت في المستشفى
وانطلاقا من الضرب المباغتة التي صار بعدها كل شيء في حكم المفقود …. صار الحلم يتمثل في رقطعة خبز أو إضاءة لمبة أو حتى إشعال شعلة نار وإنهاء مشقة جلب الماء من أماكن بعيدة،
كل شيء أصبح ألان ممزوجا بالوجع وبالألم في ليلة باردة.
هذه واحدة من عنصري التكريم، وثانيهما تكريم الأعمال الفنية في مجال قضايا الحرية،وهنا بجدر بنا فتح قوس والقول أن حرية التعبير وعاء لحرية الجسم وفضاء لحرية العقيدة،ومركز حرية الإعلام وشيكة الجزيرة على الخصوص كان لهما الفضل في تحريك الأفكار في اتجاه إزالة الحواجز والحواجز المفتعلة في طريق حرية التعبير في الوطن العربي، وكسر الطبوهات منذ أيام حرب الخليج الثانية عام 2003م.
قد لا نأتي بجديد إذا قلنا أن أهمية الإعلام ودوره المتعاظم في النشاط البشري على كافة الأصعدة هو إخراج الإنسان من عزلته، وتبصيره بما يعنيه، فالإعلام اليوم هو مؤسسة حيوية تتقدم المؤسسات كلها،بل من خلاله تمارس المؤسسات الأخرى، والدول والشعوب، دورها ونشاطها،إذ لا يخفى على احد ان الإعلام اليوم أصبح الأكثر تأثيرا على الشعب وعلى المجتمع العربي والإسلامي والدولي ولا نكون مبالغين إذا جعلناه واحدة من وسائل حفظ الأمن داخل المؤسسات الوطنية والتنظيمات الشعبية،وسير المسائل العمرانية، ومن افتقده، افتقر إلى أهم مؤثر فعال فاليوم يصرف نرى دول العلم المتحضر تنفق أموالا طائلة في سبيل إنجاح الإعلام كأحد وسائل الهجوم والدفاع والأمن والتأثير على الناس في الداخل والخارج وخدمة الاقتصاد،وتمرير السياسات وتبرير الممارسات أنظر ما يفعله الإعلام الغربي في خلق الفتن والتضليل وتهييج المجتمع العربي والدولي من خلال حملاته الإعلامية الضخمة وقلب، المفاهيم ما جعل أمتنا مخترقة امنيا وسياسيا وحتى عقائديا متخذا نفرا من الساسة والإعلاميين وسيلة مقابل أجور عالية من المال تدفعها لهم، وقل من يقاوم الإغراء الوقت الراهن.
إن نقل الحدث من ساحة الحدث وبشكل فوري،بأسلوب فعال من شانه أن يساهم بشكل ايجابي في مرحلة النشوء والارتقاء وفي تحقيق الأمن والاستقرار في الوطن العربي،وهو ما لن يتحقق ما لم تتوفر حرية الفكر المرهونة بحرية إبداء الرأي،لفسح المجال أمام الكفاء
ات العربية للإبداع والتصدي للتضليل والمسخ، وهو ما نفتقده في وطننا العربي

 

زر الذهاب إلى الأعلى