أرشيف - غير مصنف

اليمن: تحت دعوى الانتصار لله هدموا بيته فيما الأمن يتفرج..!!

لم تكن تهمة عبد الملك المنصور سوى تبريرا لحاجة في نفس مشايخ الخراب القديم الذين يريدون ان يجسوا نبض قدراتهم المسلوبة في تحشيد البشر خلف فتواهم  التي لم يلتئم منها جراح الوطن بعد. فمنذ أن سعرت جحيم حرب 94 بفتوى صادرة من جامعة الإيمان التي يرأسها الشيخ الزنداني ، لازال العقل اليمني يرزح تحت وطأة الدين بمفاهيمه التي حرفت لتخرج عن كونها مفاهيم بناء إلى مفاهيم خراب وإبادة ، تحت دعوى الانتصار لله ، والله لايحتاج  لنصر كهذا ، ولا ينصره فعل الخراب لأنه أرحم الراحمين.

 

هدم بيت سفك آخر للكرامة تحت ستار الدفاع عن دين الله  الذي جاء لصونها أساسا ، ففي الوقت الذي يعانق البلاد طقس جنائزي قادم لموت تلوح بعض بشائره في الأفق ،ينشغل دعاة حماية الله ودينه بطقوس الهدم لبيوت أسر فقيرة أقفرها من الرغيف جوع متواثب ، وبدلا من أن يلجا الهدامون إلى التساؤل حول دوافع ما أطلقوا عليه كفرا تناسوا أن الرسول كما في الأثر قال " كاد الفقر أن يكون كفرا ".

 

سب الله ومزق المصحف ، تلك تهمته ، وبدلا من ان تتحرك أساليب البناء لترميم ذاته المصدعة ربما تحركت نزعة التخريب ليخرجوا بقايا إيمان كان يقطن قلبه ، هدموا بيت من ثلاثة طوابق خمسمائة فارس همام،  كانت تتناوش جرا فتهم بيت رجل قالوا أنه سب الله ، ولو ان الله تجلى لهم كما تجلى لنبيه موسى عليه السلام لكان ارحم به منهم وأحرص على بقاء بيته كما هو . ولتجلى لبيته بالرحمة والمغفرة ولكنهم قوم يحملون الكفر سلوكا في أيديهم وتخريبا في ضمائرهم الخربة.

 

ظهر الأربعاء الفائت كان مسجد العنقاء-بصنعاء- الذي يقع بجوار منزل عبد الملك والذي يتكون من ثلاثة طوابق يعانق غبار الهدم المتصاعد من أدخنة القلوب الصدئة قبل الأحجار الصماء التي لانت أمام قسوة بشر تحجرت قلوبهم ، فنصر الله لايحتاج إلى هدم بيوت عبادة فللبيوت حرمة كما لمساجده ، والخطيئة لا تشمل غير صاحبها والله اكبر من انتقام يتدثر تحت تبريرات مختلفة ضحيتها الدين ذاته .

 

 الأمن لم يقم بواجبه واكتفى بالفرجة السلبية المقصودة ، كنوع من تلمس حالة الوعي لدى هؤلاء الهدامون، الذي تقطرنوا ليعبروا عن تخلفهم بطريقة أكثر همجية من أسلافهم ، وربما رفعوا تقريرا مفاده لا زلتم يا صناع التخلف قادرون على الحكم ثلاثون عاما قادمة..!!

 

التهم التي لا يبت فيها الأمن ولايقول فيها القضاء كلمته العادلة ليبقيها غامضة ، هي الجريمة الوهمية التي تستخدم عند الحاجة ، أو لجس النبض كذاكرة تنبش من أعماق الماضي الغامض لمعرفة الى أي مدى بدأ هذا الشعب يصحو من سباته ، ولفك شفرات هذا الغموض الذي يكتنف الحياة الوطنية كان لابد أن تستخدم الأوهام كإلهام لعصابات الخراب الوطني التي لازالت تحكمنا وهي متكئة على عقول ممسوسة بلعنه الجهل الأبدي ، لكن دواب الفساد تنخر هذا المنسأة وسيسقط هذا النظام قريبا من يدري ، إن لناظريه قريب..!!وإلى ذلك اليوم نناشد ذوي الخير أن يجدوا لآسرة المنصور مأوى أو كهفا في ضيعة متنفذ كبير.

 

[email protected]

 صحفي يمني

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى