اتهم مسؤولون أميركان حزب (الحدباء) الفائز بـ19 مقعداً من أصل 37 مقعداً في مجلس محافظة نينوى، بالخضوع لحزب البعث التابع للرئيس السابق (صدام حسين) وقالوا إن للبعثيين نفوذاً شديداً في أوساطه، فيما أكد شيوخ من العرب السنة في المحافظة أنّ الحزب له علاقة سرية بمن أسموهم المتطرفين الدينيين.
وقالوا إنّ الأخيرين كانوا قد منعوا المواطنين من المشاركة في انتخابات سنة 2005، وكانوا يهدّدون بقطع يد من يشارك فيها، إلا أنهم أمروا المواطنين في الانتخابات المحلية الأخيرة بانتخاب الحدباء. ووجّه مسؤولون أكراد في المحافظة اتهامات مماثلة.
وقالت صحيفة النيويورك تايمز إنّ الفائزين من الزعماء العرب السنة بمجلس محافظة نينوى يبشّرون همساً بعودة النظام السابق. وأشارت الى أن حزب الحدباء الذي يقوده (أثيل النجيفي)، يعتمد على الدعم العشائري من الشيخ (عبد الله عجيل الياور) وأنّ الإثنين يشكلان الآن أكبر عقبة في طريق تطلعات التوسّع الجغرافي الكردية.
ونسبت الصحيفة الى (الياور) و(النجيفي) قولهما أنْ لا منطقة كردية في نينوى تستطيع كردستان إلحاقها بها، وأنّ قضية المناطق المتنازع عليها بين الأكراد والعرب السنة في شمال العراق، ترك البتّ بها الى الحكومة المركزية في بغداد. من جانب آخر رأى المسؤولون الأميركان أنّ ما يدعو الى التفاؤل أنّ العرب السُنة بدأوا يتّجهون الى السياسة بدلاً من العنف.
وقال محللان سياسيان في الواشنطن بوست إنّ الفائزين مارسوا عملية انتقامية بتجميد الأكراد وعدم السماح لهم بأي منصب سياسي، إلا أن الأخيرين هدّدوا بمقاطعة المجلس نهائياً. وأوضح المحللان أنّ الأكراد الذين حكموا المحافظة لست سنوات على الرغم من أكثرية العرب فيها، يواجهون الآن خيارات صعبة.
وعلى صعيد آخر هدّد الشيخ (الياور) بتفكيك حزب الحدباء ما لم يحقق التطورات التي تتطلبها حياة المواطنين في نينوى. ويذهب الزعماء السياسيون الأكراد – كما تقول الصحيفة – الى أن تحالف العشائر العربية والنخبة المدنية هو (زواج منفعة) نشأ عن كراهيتهم المشتركة للأكراد. ويقول (النجيفي) إنه لا ينطوي على أية ضغينة للأكراد، وأنه لا يعارض حلاً فيدرالياً يستجيب للمطالب الإقليمية للأكراد.
لكنه والشيخ (عبدالله الياور) يؤكدان وبصراحة نقطة واحدة، وهي: ((في محافظة ذات أغلبية عربية، مهما اشتدت فيها النزاعات أو طالت، ليس هناك ولن يكون هناك أرض كردية في نينوى. لكن ديناميكية التحالف، تبدو أكثر تعقيداً من مجرّد المعارضة لـ ((التوسعية الكردية))!. ويتوقّع مسؤولون أميركان تحدثوا للنيويورك تايمز أن المشاكل الكبيرة التي تعاني منها محافظة نينوى ستفرض على حزب (الحدباء) التوجه البراغماتي والبحث عن فرصة المكوث في السلطة، متخلياً عن ضغوطه الأيديولوجية. وقالوا إن النزاع العربي- الكردي في الشمال، ينذر بالتفجّر، لكن الطرفين مهما جرى بينهما سيضطران الى العودة للحوار. من جانب آخر أكد (النجيفي) أن الموصل ستسترد صورتها على نحو سريع.