أرشيف - غير مصنف

مبارك يطالب نصر الله بالاعتذار والندم على المس بالسيادة المصرية

ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن وسطاء عربًا يبذلون جهودًا ‏لتهدئة حدة الأزمة بين مصر و"حزب الله"، تمهيدًا للتوصل إلى مصالحة بينهما، في وقت رفض فيه الرئيس حسني مبارك، استقبال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، بهدف التخفيف من حدة التوتر بين الطرفين، مبررا رفضه بازدحام أجندة لقاءاته، وسط تأكيدات من أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري بأن قضية تنظيم "حزب الله" لا تخضع للوساطة.‏

ونقلت "هآرتس" عن‎ ‎مصادر مصرية، أن الرئيس حسني مبارك وضع مطالب عديدة لتسوية الخلاف، ‏بينها أن "يقدم ‎الحزب اعتذاراً للقاهرة، يعرب فيه عن ندمه على المس بالسيادة المصرية واستخدام‎ ‎أراضيها لتنفيذ أعمال غير قانونية، وقد تلحق ضررًا بالدولة".‏‎
وبحسب مصادر هآرتس،‎ ‎فإن مبارك يطالب أيضاً بالحصول على معلومات حول أي ناشط لبناني أو غير ‏لبناني ضالع‎ ‎بالقضية، ومحاكمته حتى لو تم ذلك أمام محكمة لبنانية. لكن الناطق باسم وزارة الخارجية ‏المصرية حسام زكي قال إن "مصر لن تقبل بتسويات سياسية أو غيرها في ما‎ ‎يتعلق بقضية خلية ‏حزب الله"، معتبرًا أن "التسوية تتعلق بأمور سياسية وهذه القضية‎ ‎جنائية وأمنية، وهى موضوع تحقيق ‏قضائي".‏
ونشب الخلاف بين مصر و"حزب الله" بعدما ألقت السلطات المصرية على مجموعة الأشخاص ينتمون للحزب اللبناني تتهمهم مصر بالتخطيط لأعمال عنف على أراضيها.
وعلى ما أفادت قناة "أخبار المستقبل"، فإن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري طلب زيارة مصر للقاء الرئيس حسني مبارك وبحث موضوع شبكة "حزب الله"، لكن الرئيس رفض متعللا بأن لديه مواعيد كثيرة وقد لا يستطيع لقاءه، وأنه أُبلغه ترحيبه به في مصر حيث باستطاعته لقاء رئيس مجلس الشعب الدكتور أحمد فتحي سرور.
وأكدت مصادر دبلوماسية لـ "المصريون"، أن رفض الرئيس مبارك استقبال رئيس مجلس النواب اللبناني، هو بمثابة رفض لوساطته في قضية "حزب الله"، وأن القاهرة لم تعد تحمل ودا له، بعدما كال انتقادات شديدة لها خلال السنوات الأخيرة، طالت القيادة السياسية المصرية، إبان اشتعال الأزمة في لبنان، وهو ما أغضب مبارك كثيرا.
وكان بري التقى الجمعة السفير المصري ببيروت أحمد البديوي، وتناول معه في التوتر الأخير بين القاهرة و"حزب الله"، وأكد في أعقابه أن الأجواء ايجابية، مضيفا: "الأجواء إيجابية إن شاء الله، هذا لا يعني أن المشكلة انتهت ونحن سنتابع الجهود لنرى إلى أين ستفضي"، إلا أن هذا لم يبدد الغموض الذي يكتنف زيارته المزمعة إلى القاهرة.
وعاد بري ليدعو أمس أمام حشد جماهيري إلى طي ملف الخلافات بين ‏مصر و"حزب الله"، وقال "إننا نضمن ونؤكد أن ‏المقاومة في لبنان غيورة على الأمن القومي للأمة بل إنها تشكل أحد خطوط الدفاع عن مصالح الأمة ‏وهي بهذه الصفة ضنينة وغيورة على أمن الشقيقة الكبرى الجمهورية العربية المصرية، وهي لن ‏تتورط بالتخطيط لضرب أية منشآت سياحية كانت أم استراتيجية في ذلك البلد الشقيق".‏
وأضاف: "أن ما جرى على خلفية الاعتقالات لأفراد شبكة في مصر هو خلاف في وجهتي نظر ترى ‏الأولى أن غزة تشكل حديقة خلفية لمصر يؤثر اللعب بها على مصالح النظام ووجهة النظر الأخرى ‏ترى أن غزة مساحة وقاعدة ارتكاز للمقاومة، هذا كل ما في الأمر".‏
ودعا إلى طي هذا الملف والى حوار يمنع صناعة الاختلافات لمصر مع أي طرف عربي سواء ‏كان دولة أو غير دولة".
لكن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أكد للمحررين الدبلوماسيين أن قضية تنظيم "حزب الله" ليست خاضعة لأية مسائل سياسية أو محاولات لاستخدام السياسة والوساطة بل هي مسألة سوف تخضع للقضاء المصري، وسوف يقوم النائب العام المصري بتوجيه الاتهام وإحالة القضية إلى القضاء المصري عندما ينتهي من تحقيقاته بشكل كامل.
وقال أبو الغيط- ردا على سؤال حول ما تردد عن وجود وساطات من بعض الأطراف العربية في قضية تنظيم حزب الله – أنه لا مجال لأي مناقشات أو محاولة إقامة مقارنات مع أوضاع سابقة اتضح أن حزب الله كان له يد فيها في هذه الدولة أو تلك.
(المصريون)

زر الذهاب إلى الأعلى