يتمتع الشيخ حميد الأحمر بكاريزما وطنية يستمدها من خلال وجود توليفة من الرؤى العقلانية المتزنة البعيدة عن الانفعال أو الانغلاق. الرجل جاء إلى منصة السياسة بقدرات ذاتية أكثر مما هي موروثة ، فلو كان الميراث يصنع شيئا لكان بقية أقرانه –ابن الرئيس مثلا- يتحلى بذات القدر من رجاحة العقل التي يتحلى بها .
وأكد حميد في سياق رده على بعض التساؤلات في الملتقي التشاوري أن ما يهدد الوحدة الوطنية هي ممارسات السلطة وأن ما يبدو غير طبيعي اليوم من وجود أصوات تنادي بالعودة إلى ماقبل الوحدة هي نتاج سياسات مختلة وأداء غير وطني من قبل السلطة ، وحين أقدم البعض على محاولة إرباك هدوءه بتساؤلات مستفزة أستطاع حميد ان يكشف عن عمق آخر للوعي تجلى في رده الذي أكد ان الماضي لا يجب أن ينبش ، فبقدر ما انتهى فإنه لم يعد يفيد سوى الذين يقومون بنبشه، وهم الذين يوظفون الماضي الذي استفادوا منه، كي يستفيدوا منه مرة أخرى ، وقال حميد أن التعايش يجب أن يكون بين كل اليمنيين مع احترام خصوصيات وعادات وتقاليد بعضهم ، على أن تتوافر الدولة التي تنظم حياتهم بمختلف مجالاتها وفق أسس عادلة ، مستعرضا أهمية النضال في إطار وطني ووحدوي جامع ، وأن ذلك السبيل إلى الخروج من الأزمات التي صنعتها هذا السلطة التي فقدت القدرة على البناء ، وأضحت غير قادرة على الخروج من دوامة الغرق ، وتيه الحال الذي أوصلت البلاد إليه.
ويفتح حميد ثغرة للتفاؤل حين يؤكد أن المشترك قادر على مراكمة دواعي التغيير وتعزيز مبدأ الحوار العقلاني مع كافة قوى الوطن الحية والمهمومة بالتغيير ، وأنه الإطار الأقدر على تسوير الجميع والسير معهم وبهم نحو صياغة واقع وطني أجمل ، وكأن حميد يريد أن يقول أن اكتمال حلقة النضال لن تتم إلا على قاعدة الوحدة اليمنية التي هي مدار كل اليمنيين .