‘النجدة الشيعة قادمون’ هذا هو الشعار غير الرسمي الذي تحاول به القيادة المصرية هذه الأيام تحريك المزاج العام ضد كل من حزب الله اللبناني وإيران.
فقد صورت وسائل الإعلام الحكومية المصرية الشيخ حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله كذئب في ثياب حمل.
وتتهم السلطات المصرية إيران بتصدير أسلحة إلى السودان يتم نقلها بعد ذلك عبر الصحراء إلى مصر ومن ثم يتم تهريبها إلى قطاع غزة. وألقت قوات الأمن المصرية القبض على خمسة وعشرين شخصا يعتقد أنهم أعضاء في حزب الله ولا تزال الشرطة المصرية تبحث عن أعضاء آخرين ينتمون للحركة.
وتقول السلطات المصرية إنها رأت عددا أوليا من المدربين العسكريين الإيرانيين في قطاع غزة.
إلا أن الرئيس المصري حسني مبارك ليس هو الزعيم العربي الوحيد الذي تساوره المخاوف حاليا من ازدياد قوة ‘المحور الشيعي بين حزب الله وإيران’، حيث تنظر كل من مملكة البحرين التي تحكم فيها أقلية سنية الأغلبية الشيعية، كما تنظر المملكة العربية السعودية التي تتمركز فيها الأقلية الشيعية في المنطقة الشرقية الغنية بالبترول بعين الريبة نحو طهران.
أما الرئيس اليمني علي عبد الله صالح فيتهم ‘خلايا من حزب الله’ بمساندة المتمردين من أنصار عبد الملك الحوثي الذين ينتمون إلى الأقلية الشيعية التابعة للطائفة الزيدية باليمن. ويقول شعار الحرب الذي ترفعه حركة التمرد الحوثي المتمركزة في محافظة صعدة اليمنية ‘الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام’.
وكان معهد الأبحاث البريطاني تشاتهام هاوس نشر دراسة نهاية 2008 عن اليمن جاء فيها ‘أن الرئيس اليمني أثار بطريقة ساخرة مخاوف الأسرة الملكية الحاكمة في السعودية من القلاقل الشيعية على الحدود اليمنية السعودية حتى يتلقى منها مساعدات مالية وذخيرة ليستعين بها في حربه ضد أنصار الحوثي’.
وحدها الأسرة الحاكمة في الولاية الخليجية الصغيرة قطر – والتي تحاول أن ترسخ مكانتها كعامل من عوامل القوة العربية من خلال عقد المؤتمرات وترتيب مبادرات الوساطة بل ومن خلال قناة الجزيرة الفضائية المثيرة للجدل – ليس لها مشاكل مع إيران ولا مع حلفائها اللبنانيين – بل بالعكس فعلاقاتها بهما متميزة. ولم يسمح القطريون للرئيس اليمني بإلقاء كلمة في لقاء القمة العربية التي نظمتها الدوحة في نهاية آذار/مارس الماضي، ما حدا بصالح إلى العودة مبكرا بطائرته إلى اليمن قبل ختام القمة. وقيل في أعقاب ذلك إن القطريين كانوا غاضبين على علي عبد الله صالح لأنه قال في لقاء أجري معه قبيل انعقاد القمة إن حزب الله يدعم المتمردين الحوثيين.
وقد اتسعت الفجوة بين السنة والشيعة في هذه الأثناء حتى وصلت اليوم من الخليج إلى شمال أفريقيا. فقد أعلن علي أكبر نوري مستشار الزعيم الروحي الإيراني آية الله خامنئي في شباط/فبراير الماضي أن البحرين هي في الواقع محافظة إيرانية ، ما أثار حفيظة البحرينيين. وفي أعقاب ذلك بأيام قلائل قطع المغرب علاقاته مع إيران بسبب هذه التصريحات.
وكما اتهمت القيادة المصرية حزب الله بمحاولة ترويج المذهب الشيعي بين المصريين السنة، اتهمت حكومة المغرب إيران أيضا بمحاولة تحويل المملكة المغربية إلى دولة شيعية تتبنى مبادئ وأيديولوجية المذهب الشيعي. (د ب ا)