قصيدة حب لفلسطين

منـير مـزيـد

كانت تلفنا الأحلام الإلهية
 بثوب السكون
نقطف وردة الخلق
 من مروج الجسد الملتهب
نرشف الرحيق المترف
من شفاهالعنب
ونشرب نخب الحبّ
 نخب الحياة….
 
شعور اللمس الخفي
وعرق الرغبة
يأخذنا إلى جزر الوجد
نرقص …. نغني ليل نهار
 
أيقظنا عواء الجنون
الآتي من الظلام
فوضى الزمن الرديء
وخرائب هذا العصر
المتخم بغرائز الجشع
و البغضاء….
 
الأشجار واقفة حزينة
عارية
تموء بالعطش و الرغبة
والعشب ملَّ تخاريف البشر….
وفي الأعالي لا تزال النجوم تلمع
لا تدري شيئاً عن الإنسان الذي نسيها….
 
آه يا حبيبتي
الروح تبكي حرقة على رحيل النوارس
و القلب ثقيل ، بارد
و اليأس يجرجرك
 ويجرجرنا إلى حافة السقوط….
 
حتماً
سأذبح هذا الموت المتغلغل في أحشاء الليل
و أقتل هذا الجنون المتصاعد من آبار الوهن
المختبئ في كهف الأحزان
و أحرق هذا المصير الساخر من عجزنا….
 
سآخذك من جزيرة الجحيم
إلى مكان لا يرانا أحد سوى الله
لن أستسلم إلى هذا المصير
وأعلن هزيمتي
أنت ربيع وشتاء تلك الجحيم
الضوء الوحيد الناعس على مخمل البحر ….     
 
حبيبتي
أنت ألمي و بهجتي
أنت الليل حين ينثر أسراره
 والنهار حين تغزل الشمس أكاليل الورد
 أنت الرشد والجنون
أنت الشعر وكأسي….
 
حبك يزرعني
غابات من الفرح و الجنون
يعلمني كيف أرسم وجه إله
 يغزل خيوط الشمس
ويرسمني طفلاً نزقاً
يلمس سقف النجوم ….
 
حبيبتي
العصافير لا تزال تغني على أغصان الغربة
وعطرك ما زال يعبق في أجواء الروح
تسكر سماوات الشعر والأحلا
م….
والذكريات
 أسراب من السنونو تعشعش في الأهداب….
 
حبيبتي
ورد الروح يذبل
مطر حزين يهطل في القلب
وصور الخوف تطاردني
تستوطن ذاتي
وتطبع صورة امرأةٍ عجوز
تفتش في قبور الحنين عن صباها المفقود….
 
عانقيني
أَتّكئ على جدار الشوق
أرى أشباح الحطمة
تلون رؤياي بألوان الألم
الوحدة تلتهمني
ترسل ظلاماً بارداً ليغزو خيالي…
 
عانقيني،
انزعي أشواك المرارة من صدري
لملمي شتات غربتي
انثريها في عينيك اللامعتين
واتركيني أنام في كف الحلم….
لم يبق لي غير هذا الدفء
و نزوعا نحو الخرافة….
Exit mobile version