أرشيف - غير مصنف
جديد المصطلحات : الأمن السّــــني العربي ! بقلم : محمدعبدالرحمن
رحم الله إدوارد سعيد . كان (وما يزال) باباً مشرعاً على الحقيقة . كلما احتجتُ إلى جرعةٍ من ترياق الحصانة أعود إليه ، فإذا لم أكن ذئباً أمام مسوخ المستشرقين (الضاديين) الموبوئين أكلني هؤلاء مزقاً ممزقة . يا الله كم هم على عداءٍ مع أصولهم وذواتهم ومجتمعاتهم وأوطانهم وشرقهم المبتلى بهم عدى عن بلواه بأرباب الإستشراق (الهوليودي) الوريث لأبيه الفرنجي ! . لكنّ الثاني (الفرنجي) رحمة إذا ما قيس بنقمة الأول (الأمريكي) . فالأخير لم يصرخ كالأول: ها قد عدنا يا صلاح الدين فيما هو يقف على باب الشام ، لكنّ دبابته البرادلي القادمة من الكويت زمجرتْ فيما هي تقصف باب المتحف العراقي : حَـوسَـــمة ! .
تنصُـت لتلميذ إستشراقي ضادي (يتصدى) لمعضلة من معضلاتنا العربية التي لا حصر لها ، فتجده يلهج بلسان معوجّ لا هو بالشرقي ولا هو بالغربي . جذوره مقطوعة وحروفه عجفاء ، كأنه شجرة قطبية يـُراد لها أن تخالف الطبيعة لتزدهر في قيض الصحراء العربية ، فيقوم القائمون عليها بإجتراح المعجزات لكي ينفخوا فيها رمق الحياة ، لكن هيهات ! .
وكمثال على واحدٍ من أشكال الإغتراب الذاتي العدمي وفي ظاهرة تتعدى أعراض الشيزوفرينيا ، تـُزاوج إنتلجنسيا الإستشراق الضادي حضيض المذهبية الإسلاموية بذروة العلمانية الغربية ! . وأمامنا الثقافة التهجينية لقناة العربية وشقيقاتها الممسوخات أنموذجاً مضحكاً ـ مبكياً لهذا الزفاف الأخرق ! . فلنتفرج معاً على فصل من فصول هذه الملهاة السوداء :
كنا مهمومين بأمن واحد ، واليوم نحن مهمومون بأمنين إثنين ! . إذ لم يعد يكفينا أمن قومي عربي مخردق ، فأصبحنا الآن مرعوبين على ( أمن سنـّي عربي !) تهدد نقاءه وصفاءه وبكارته جيوش (الوحوش الشيعية ) ! . يا للسعادة الشافعية والحنبلية والمالكية والحنفية و… إلخ .. إلخ ! . ألا يستدعي مثل هذا الهلع العربي الرسمي على (العفـّة السـّنية المصونة) والمطبوع كمساحيق الغانيات على شاشات الفضائيات والصحف الحكومية السؤال عما وراء الأكمة ؟. أم إنّ الناس على نهج ملوكها تسير ، فما دام القائد المفدى يستنجد بنخوة المثقفين والكـَتبة (المؤمنين) لصدّ جحافل (الغزاة الشيعة) فعلينا بهم ياعرب ؟! . بالتأكيد علينا بهم تصكّ المحروسة بملائكة (عبد الرحمن الراشد) أسنانها مزهوة بآخر صيحة أزياء عولمية من بلاد العم والخال والجد و (الولي) سام ! . كيف يجمتع الروك أند رول الفوق ـ علماني مع الدروشة التحت ـ مذهبية ؟! . هذا ما تتفتق عنه عبقريات الزمن الصهيوني العاهر . فبإمكان الفاتح القادسيّ (طارق حميد الشرق الأوسط) أن يجعل من حسن نصر الله أكبر تنين (مجوسي) يسعى لإحراق (الأمة العربية السّـنية !) مثلما يستطيع أحمد الجار الله أن ينبري صحابياً فارساً جَسوراً يحول دون رئة غزة والهواء الملوث بالجراثيم (الصفوية) ! . وغير بعيد ، بل أقرب إلى قناة العربية من حبل الوريد ، بإمكان نايتْ كلوبْ الـ أم بي سي أن يطير بنا على جناح الخفة الإباحية إلى أقاصي اللذة الغرائزية الدونية الرخيصة ، أو إلى مدرسة الإستشراق الأمريكي إن شاء أولادكم المدمنون على أفلام الحركة تعلم فنون القتال على يد المحررين المارينز المجاهدين ضد أعداء الحضارة والمدنية في شرق التخلف والبداوة ! .
أكشــن ، صاح المخرج الهوليودي بالهَـلــُمّة الضّادية ، فـدبّـت الحميـّة في عـروق الجميـع ، ممثلين رئيسيين وثانويين وكومبارس . وإنْ هي إلا ليلة ليلاء حتى دُبـّر أمر أحدث أفلام الإثارة المذهبية تحت عنوان (بعبع نصر الله) . وفي دور العرض التلفزيوني العربي لا يزال العرض قائماً . وبالطبع لا تـُسدل الستارة بعد الفرجة ، فهناك النقاد الفهلويون والمُفتون الفاتنون والمحللون العسكريون بصولجاناتهم والمخابراتيون بسياطهم والرداحون النواحون بدموعهم ، وكلهم يستصرخون المشاهدين : وا … ســُـنــّ ـ ـ ـ تـاه ! .
هكذا إذاً ، لا يكفينا أنّ أصواتنا بُحّتْ وعيوننا نضبت على عروبةٍ مخروبةٍ (توّهناها ) في دهاليز اغترابنا عن ذاتنا بذاتنا ، فإذا بنا نلطم خدودنا على مذهبٍ ســنـّي يترصّده المـدّ (الشيعي ـ الصفوي ـ المجوسي) ! . بـِمَ سـنلوذ حين يضيع المذهب بعدَ أن ذبحنا الدين بسكين الأول والقومية العربية بسكين الإنكفـاء القــُطــري وهذا بسكين الجمهوريات الوراثية والملكيات المشيخية ؟! . أثمة حضيض أعمق من الحضيض المذهبي ؟! .
لكنْ : من عسانا نسأل ؟! . ماذا يملكون من أنفسهم مسوخ الضاد المسلوخ عن لحمه الإسلامي وعظمه العربي ؟! . إنما نحن ننفخ في قربة مخردقة مثلها مثل الأمن القومي العربي الذي تنفذ الطائرات الحربية الصهيونية من ثقوبه الواسعة إلى ما شاءت من أعماق عربية لتلاحق ما تشتبه به على أنه (تـُرب صلاة !) شيعية في طريقها إلى غزة السّـنية !. أرأيتم ؟ . حتى هذه لا يقدر عليها جنرالاتنا فيوكلونها سراً حيناً وعلانية أحياناً للصهاينة ، فكيف الحال (بالتعويذة) النووية الإيرانية ؟! . هل يلوون على شيء سوى التوسل باللقيطة الص
هيونية لكي تنجيهم من ( لعنتها الشيعية !) ؟! .
هيونية لكي تنجيهم من ( لعنتها الشيعية !) ؟! .
بَيـدَ أن توسلاتهم هذه قد لا تجدي ، لا هي ولا تحريضاتهم وإغراءاتهم لأوباما ونتنياهو تحت شعار ( السلام الإنبطاحي مقابل إيران) . فحتى هذا العرض الدوني للضعفاء قد يتحول بإرادة الأقوياء في طهران إلى ( النووي مقابل تقاسم الحظيرة .. والأغنام ) . وعلى نفسها جنت براقش من البحرين إلى مراكش .
أليس كذلك كومبني مستر أبد الرهمان الراشد ؟!