أرشيف - غير مصنف

عَزْفٌ مُنفرِدْ

 

 
أحمد فوزي أبو بكر
 
أنا ما أَتيْتُ وليدَ العدَمْ
أنا راسخٌ في القِدَمْ
أتَيْتُ مع البَرْقِ والرّيحِ والسُّحبْ,
أتَيْتُ مع الرَّعدِ والغيثِ والعُشْبْ,
أتيتُ كما يَنْبُتُ الشَّعْرُ حُرّاً طليقاً
عَلى أَوْجُهِ الثائرين,وَذَقْنِ الفقيرِ,
لِحى الأولياءِ التَقِيّة
كما ينبتُ الشِّعرُ تحت الدّوالي
فَيُمْسي نبيذاً على صََََدْرِها ,"القَرَويَّة"
كما يَقْطَعُ اللقلقُ المُستكينُ تخومَ البلادِ,
يُحلّقُ فوق الجيوشِ
وفوقَ دُخانِ الحروبِ ويرمي بزَرْقِهِ
يعبثُ مع فكرةِ الإنتصارِ الغبيّة
بِصَمْتٍ أشاهدُ عينَ العقابِ وقلبَ اليمامةِ ,
رَعْدٌ يُزَفُّ بخوفٍ فيأتي بِقَطْرِ الغيومِ الشّهِيّة
ويَروي ضفيرةَ نَرْجِسَةٍ كَرْمِليَّة..
أنا ما أتيْتُ وليدَ العدَمْ
أنا زَهْرُ بابونجٍ سالِميّْ*
عَلى قُبّةِ الجامعِ الساحِليّْ
وَجِنِّيَّّتي إذ تُعِدُّ جُنونِيَ شاياً
للغائبينَ عن المشهدِ المُتَبَقَّي
ليرسمَ وَجْهَ الجميلةِِ فوق السطوحِ العَتيقَة
فعينايَ ترتَقِبانِ الجمالَ وراء الحَديقَة
وَبَعْدَ عُبورِ جِمارِ الحَقيقَةِ
إذْ بعد خطوةِ طفلٍ حدودُ السّماءْ
تُخَطُّ كَخارطةِ الإنعتاقِ بِِوَحْيِ القَلَم
أنا ما أَتيْتُ وليدَ العدَمْ..
لأنّي عَزَفْتُ عن الاستماعِ إلى مَوْعِظَةِ الرُّعاعْ
 أُفتّشُ عمَّن يُضيئونَ جُرْحي
فلستُ أرى لي رفيقاً سوى البسطاءْ
وَقَدْ عِفْتُ خوفَ العوامِ على خُبزِهِمْ
فصارَ كَلامِيَ خبزاً عَلى مَذْبَحِ الفُقَراءْ
أَنا ما أَتَيْتُ وليدَ العَدَمْ
 
 
 
 
 
 
 
 

زر الذهاب إلى الأعلى