يعتقد مراقبون غربيون موجودون في العاصمة العراقية، أن الحكومة والقوات الأميركية عاجزتان عن تأكيد اعتقال "البغدادي". وأكدوا أن المعتقل ربما يكون (أحمد المجمّعي) الذي اعترف بالحقيقة. وقال خبراء لرويترز إن (البغدادي) شخصية خيالية اخترعتها القاعدة، لكي توحي أن الذي يقود التمرد، هو عراقي وليس من القادمين من الخارج.
وتقول مراسلة لرويترز إنّ السلطات العراقية، والقوات الأميركية في العراق، بقيتا غير قادرتين حتى يوم أمس على تأكيد أن الرجل الذي اعتقل قبل أيام هو "زعيم القاعدة" في العراق. وأوضحت أنّ اعتقال (أبو عمر البغدادي) سيكون "ضربة" للمتمردين في وقت يبدو فيه العراق يواجه موجة عنف متصاعد قبل تخفيض القوات الأميركية، وأيضا قبل إجراء انتخابات برلمانية على صعيد العراق كله. ونقلت رويترز عن بعض الخبراء قولهم إنهم باقون غير مقتنعين أن (البغدادي) موجود حقيقة، وهم مستمرون بالتخمين أنه "شخصية خيالية" اخترع من قبل القاعدة في العراق. وقيل إنه أمير مجموعة تُسمّى "دولة العراق الإسلامية".
ويؤكد (تيري كيلي) الباحث المرموق في مؤسسة "راند" التي تمثل مجلساً للخبراء: ((أبو عمر البغدادي –كما أعتقد- ليس شخصاً حقيقياً، لكنه عنوان أعطي لشخص عراقي يعمل رمزاً لما يسمى الدولة الإسلامية في العراق، لكي يستطيعوا الادعاء أن التمرد يُقاد من قبل العراقيين. وبالتأكيد فإن تنظيم القاعدة يُقاد في العراق من قبل جهاديين غير عراقيين)).
وأوضح (كيلي) الذي عمل مستشاراً سياسياً للسفير الأميركي السابق في العراق (زلماي خليلزاد) قائلاً: ((هذه ليست المرة الأولى التي يدّعون فيها اعتقال البغدادي أو قتله. ربما تكون الادعاءات السابقة حقيقية)). ونقلت رويترز عن الناطق باسم خطة أمن بغداد الذي أعلن نبأ اعتقاله، قوله ليس هناك معلومات أكثر متوفرة.
من جانب آخر، فإن الجيش الأميركي –الذي يستعد للانسحاب من المدن مع نهاية حزيران المقبل، والانسحاب من البلد بشكل كامل مع نهاية سنة 2011- قال لم يكن هناك أية معلومات بشأن الاعتقال. أما الناطق باسم الحكومة العراقية (علي الدباغ) فكان قد أكد أن الرجل احتجز في بغداد، ومُيّز نفسه باسم (أحمد عبد أحمد خميس المجمّعي) وادعى أنه (البغدادي). وأوضح (الدباغ) إن الادعاء دُقّق، لكن المؤشرات تؤكد أنّ الرجل كان يخبر المسؤولين بالحقيقة!.