على جدار الوطن
علي عبيدات
جدار,,,,
عيناها ترقُبه
رويدا رويدا يَبتعد
وظله يتلاشى وراء السور
لم تناطقه من يوم غادرها إلى شَرقِه
وباتت هي في الغربِ حزينة
أيُ مكانٍ .. أيُ مدينة
يلتفُ حولَها كحبلِ المشنقة
لكنها تأبى إلا أن تواعدَ نسيمَ الريحِ
يحملُ رائحةَ الأحبةِ وعطر الشوق
لم يعد لها بعدَ اليومِ
إلا دعاء … وتسابيح
كي تداعبَ خصلة من
شعرها وتستريح
وأن يكفيها القدرُ شرَ الانتظار
وتشرق شمسُ صباحها
يوما بدون جدار
حاجز ,,,,
على أعتابِ المدينةِ .. قومٌ يسافرون
يجترأون من بينِ الأسلاكِ الشائكةِ
طريقَم إلى الحياة ….
وقف قطاعُ الطرقِ منتعلي قبعاتهم
وشقراء جاءَت من روسيا الصُغرى
أشارت لهُ بأن يغادرَ السيارة
وضربت لهُ موعدا مع "الشبّح"
والشمس تتوسط عنان السماء
راقبتهُ واقتربت
"شو أنت مع مين"
شو يعني مع مين؟
أنت حماس، لا شكلك فتح
ابتسمَ رغمَ حرارة الشمسِ
وقال لها بلهجة صفعَتها
أنا فلسطيني أيتها العا(ب)ـرة
وطن ,,,,,,
ستونَ وزدها عاما
وليلُ قضيتنا يزدادُ ظلاماً
ولا زالَ يحدقُ في الظلمةِ
مع أنهُ لم يشعر ببردِ ليلِ القضية
إلا ثلثِ عُمرها ونيف
تاريخٌ يهدم .. وبيوتٌ تردم
وثورتُهُ التي تعيشُ في مخيتله
يوميا بفلول الخائينين تُصدم
أبدا لن يندم
وكلما راودَهُ المتآمرون بقصصٍ من شجن
وتوعدوهُ بمزيدٍ من عذابٍ
من صلبٍٍ وشتمٍ
ومن أيامٍ تعجُ بالمحن
راودوهُ على أن يَنسى
كيف لهُ
وهو الوطن
طيارة ,,,,,
وصفوا لهُ الجنةَ في ثنايا عمارة
ورسموا لهُ سراطا مستقيما
يقودُ عليه السيارة
وأشبعوهُ ذماً في الوطن
ساقوا له قصصا وحكايات
عن ظلمٍ وقهرٍ ومعاناة
وقالوا له أترُك هذا الوطن
وجرب معنا طعم الحياة
طأطأ راسه خجلا من محادثتهم
وقال لهم لن أتركَ الوطن
فكما قال الماغوط:
"أنا بدوخ من الطيارة"
توبة،،،،،
صادقَ الحزن كظلِه
وصاحبهُ كأخ لم تلده أمُه
في كل صباح يطرق زياد الرحباني بابه
ويقول: "عايشه وحدا بلاك
وبلا حبك يا ولد"
وكأنه لم يأبه لضحكات البلد
يفيق وينهض ويبتسم
يفتح بابه للزائر الجديد
يغلق صفحات الماضي
ويتناسى أنه قد تاب
ويفتح صفحة لتبقى
ليخط عليها
معالم حياة جديدة
وكأنه ولِدَ ليشقى