منير مزيد
رداً على مقال الأستاذ محمد سناجلة " فضيحة الصمت "
قال ابن إسحاق : حدثني يزيد بن عبد الله بن قسيط عن عطاء بن يسار أو أخيه سليمان بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب الناس على منبره و هو يقول أيها الناس إني قد رأيت ليلة القدر ثم أنسيتها ، ورأيت في ذراعي سوارين من ذهب فكرهتهما ، فنفختهما فطارا ، فأولتهما هذين الكذابين صاحب اليمن ، وصاحب اليمامة ..
ربما دبي أو الرياض أو نيودلهي أو بوخارست أو حتى تيمفو ، يا صديقي ، أفضلُ مكانٍ للمبدع الأردني ما عدا عمان و مدن الأردن ، ليس لأن عمان تفتقر للجمال و الإبداع والطيبين ، ولكن لأنها تحتضن بعضا فيها من أهل الردة و أصحاب الفيل الذين يحاربون الإبداع ويكرهون كل مبدع ناجح ومتفتح . وحتى يكون لك مكان بينهم عليك أن تكون فرداً أو عضواً نشيطاً جداً في إحدى عصاباتهم المأجورة التي تأسست بصولوجان الفساد و الرياء و النفاق و بصولوجان الديكتاتور( صدام ) والإرهابي ( ابن لادن والزرقاوي) وتحت شعار الأدب والفن و الثقافة وأصبحت برعايتهم بؤراً لعقد صفقات الدعارة الأخلاقية والسياسية والدينية والاجتماعية ، ففي زمن أهل الردة و أصحاب الفيل كل شيء قذرٍ يصبحُ فنا وإبداعا وصالونات الدعارة مزاراً ..
لا تحزن يا صديقي حين لا يذكرك أهل الردة و أصحاب الفيل ، فهذا وسام شرف على صدرك وتاج من نور يزين هامتك ، لأنك لست منافقاً أو فاسداً أو عميلاً مأجوراً لهدم أي شيء يمكن أن يساهم في خدمة تاريخ أمتنا المثخنة بالجراح. فأنت يا صديقي قامة إبداعية تتألق في سماء الإبداع ، فلماذا يا صديقي تكترث بالحفر…؟! لا تنظر إليهم يا صديقي حتى لا تتقيأ من رائحة عفنهم و قذارتهم … و تذكر يا صديقي قول الشاعر أبي القاسم الشابي :
ومن يتهيب صعود الجبال ….. يبقى أبد الدهر بين الحفر
هؤلاء ، يا صديقي ، عشاق الحفر و المجاري وخفافيش تعيش في كهوف الظلمة وتحترق مع أول بصيص ضوء ومن يرغب صعود الجبال أو فتح نوافذ لدخول الشمس ينظرون إليه بعين الحسد و الخوف على مصالحهم القذرة حتى لا تظهر عوراتهم أمام الآخرين وتفضح رائحتهم و حقيقتهم المتصهينة بأنهم أهل الردة و أصحاب الفيل – اعداء الحضارة …
أما إن أردت التعرف على أهل الردة و أصحاب الفيل فسأقص عليك قصصاً يخجل منها الشيطان و زمرته الملعونة إلا هؤلاء من مشعوذين و دجالين . مهرجان ثقافي بدأ بفيروز العظيمة وكبار الشعراء لينتهي بمطربات التعري و عاهرات النوادي الليلية ، وبدلاً من محاكمة مديره على ما اقترفت يده ويد عصابته ، تم تكريم المدير بمنصب أعلى لينظم إلى وزارة " رقصني يا جدع " و ليأتي مؤخرا إلى عاصمة الجمال والثقافة لإقامة الدعارة تحت شعار التبادل الثقافي بين البلدين وحين أدرك الإعلاميون مسعى الضيف الوافد من زمرة هؤلاء، لم يذهب أحد إلى فعاليات الأسبوع الثقافي ، فكانت القاعة فارغة و خافتة ما عدا يوم الافتتاح لعدم معرفتهم بعد بسيد الفيل (أبرهة) .
بعد تدمير مهرجان أوديسا للإبداع الشعري والالتقاء الحضاري ، ذهب عضو ناشط من عصابة رابطة الكتاب الأردنيين لدولة عربية و قبض ثمن جريمته و كأنه حرر فلسطين و ليعين لاحقا أميناً عاماً لدائرة ثقافية و مسوؤلا عن تنظيم الفعاليات الثقافية في مدينة أردنية. وهناك أيضاً شاعر و فنان تشكيلي وصحفي في جريدة الرأي تم شراء ذمته وتم وعده بأن يصبح رئيسا لرابطة الفنانين التشكيلين إذا حارب و قاطع مهرجان أوديسا وهذا ما قام به هذا المأجور العبد . أما مدير دائرة ثقافية في عمان رغم كل رسائلي له من أجل إقامة فعاليه على إحدى مسارح عمان ، لم يرد على أي من رسائلي وحين ذهبت إليه شخصيا قال : لا توجد أي قاعة أو مسرح فارغ ، كلها محجوزة . وكأننا في نيويورك أو لندن أو باريس ، والشيء المضحك بأن سفارة لدولة أوروبية في عمان استطاعت و بمجرد مكالمة هاتفية الحصول على مسرح من تلك الدائرة
و وصل وقاحة مديرها أن يطلب من المستشار الثقافي لتلك الدولة أن يتم استضافته في إحدى مهرجاناتها الثقافية و حين علمت بتمكن تلك السفارة من الحصول على المسرح ، ذهبت إلى المستشار وأخبرته بما حصل بيني وبين مدير تلك الدائرة عندها قص علي ما حدث وقال ساخرا : هل يعتقد هذا الفاسد بأنني فاسد مثله لكي أزكيه .هذا ينفع في مهرجاناتهم وليس عندنا وما سمعته منك ، يجعلني أكثر تصميماً بعدم الاهتمام به وبأمثاله ولكن لا مانع من أن نلقي لهم عظمة من حين لآخر لأجل إسكات نباحهم لكي نتمكن من القيام بعملنا كما نريد .
هناك قصص كثيرة يا صديقي أخجل أن أقولها قد تجعلك تكفر بهذه الأمة و بتاريخها ، ولا عجب أننا أكثر شعوب الأرض تعاني من التخلف، ناهيك عن الفساد الذي نخر فيها حتى بات من الصعب إيجاد أي علاج لتخلف هذه الأمة والهزائم يا صديقي تلاحقنا مثل ظلنا ، فلا تستغرب حين تسمع أم الهزائم تتحول في قاموسنا اللغوي إلى أم المعا
رك، وتدمير غزة وإبادة الشعب الفلسطيني صموداً وانتصاراً أسطورياً ومن يشك بهذا الانتصار العظيم فهو خائن وعميل و كافر ولا تستغرب حين يغتال العقل والإبداع تحت شعار المحرمات وحدود الله ، ولا تستغرب أيضاً أن يخرج علينا يوماً زعيم عربي ليقول لنا إن تحرير فلسطين يتم بإغلاق الجامعات والمعاهد ودور العبادة وقتل الشعراء الذين لا يجيدون مدح هذا الزعيم المفدى ولا تستغرب حين يقوم إرهابي مجرم بقتل النساء والأطفال في العراق كما نرى يوميا على شاشات التلفاز وتجد من يمنح هذا المجرم لقب الشهيد البطل ، وآلاف الأمثلة ، يا صديقي ، كل هذا يحصل ، ويحصل فقط في بلاد كرمها الله بقوله الكريم (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) .
رك، وتدمير غزة وإبادة الشعب الفلسطيني صموداً وانتصاراً أسطورياً ومن يشك بهذا الانتصار العظيم فهو خائن وعميل و كافر ولا تستغرب حين يغتال العقل والإبداع تحت شعار المحرمات وحدود الله ، ولا تستغرب أيضاً أن يخرج علينا يوماً زعيم عربي ليقول لنا إن تحرير فلسطين يتم بإغلاق الجامعات والمعاهد ودور العبادة وقتل الشعراء الذين لا يجيدون مدح هذا الزعيم المفدى ولا تستغرب حين يقوم إرهابي مجرم بقتل النساء والأطفال في العراق كما نرى يوميا على شاشات التلفاز وتجد من يمنح هذا المجرم لقب الشهيد البطل ، وآلاف الأمثلة ، يا صديقي ، كل هذا يحصل ، ويحصل فقط في بلاد كرمها الله بقوله الكريم (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) .
ناهيك عن جرائمهم بحق المبدعين من أمثالكم أستاذي الفاضل و أمثال القاص المبدع عبد الله البوريني والشاعر والفنان نائل جرابعة والشاعر أحمد مزيد أبو ردن والصحفي تيسير نظمي وغيرهم ، لكن تأكد يا صديقي بأنني أعد كتابا عنهم لفضحهم وفضح جرائمهم للأجيال القادمة فالصمت على جرائمهم أكبر خيانة للوطن وللأمة وللإنسانية وللدين ولتاريخ هذه الأمة العظيمة وحضارتها . نعم إن أهل الردة وأصحاب الفيل استطاعوا الوصول الى سدة السلطة أاصحاب القرار لهدم مستقبل هذه الأمة وتاريخها فما لم يستطيعوا فعله في الماضي وجدوا الآن الطريق معبداً لهم من خلال رفع شعارات القومية تارة و الدين تارة أخرى.
كلمة أخيرة يا صديقي و تذكر هذه الكلمات من أخيك منير مزيد المؤمن بإبداعك و بصدق نواياك وحبك للأردن :
أترفعُ عن رجمِ ريحٍ زانيةٍ
تعوي وراء ظلي
ولا أَستمعُ للصيحات الحادة
أحلقُ طويلاً مع أسراب الحوريات .. ..
أيتها الريح التي لا تجيدُ غير العواء
في الأيامِ الخافتةِ لا تفقصُ القصائد
ولا يومضُ هذا الوميض الأبدي
إلا عندما تتألقُ الرؤية
تصعدُ إلى البقعةِ الطاهرةِ
محاطةً من كل جانب
بنارِ الحبّ الخالصة
وتذوبُ في متعةِ التأملِ .. .
فلنترك لهم العواء و الحفر ولنحلق معاً إلى الفضاء الواسع ، وسنعود يوما إلى حبيبتنا عمان التي تؤمن بمن أحبها لذاتها ، وسيكون لها إن شاء الله كلمة الفصل فيمن يصادر الإبداع، وإن غدا لناظره قريب فانتظرينا يا يد الجاني