أثارت التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الصهيوني بشأن السلام مع سوريا ردود أفعال متباينة فى الأوساط السياسية بتل أبيب، حيث وجه نائب صهيوني بارز انتقادات حادة له، متهماً إياه بالسعي لإشعال المنطقة. وقال النائب المعارض "نيحمان شاي" إن وزير الخارجية "أفيجدور ليبرمان" بشأن سوريا والتى وصفها بأنها ليست شريكًا للسلام بسبب دعمها لمنظمات المقاومة الفلسطينية، متعهدًا بعدم الانسحاب من هضبة الجولان المحتلة، تؤكد مرة أخرى على نوايا "ليبرمان" لإشعال المنطقة، وتدهور الوضع الأمني والسياسي فيها.
وأشار إلى أن تصريحات "ليبرمان" بشأن عدم جدوى المفاوضات مع سوريا ستجعل مستقبل "إسرائيل" سيكون أكثر كآبة، وأن علاقاتها مع جيرانها ستكون على المحك.
ونقل موقع "القناة السابعة" الإخباري العبري عن "شاي" قوله إن "ليبرمان" قد تجاوز كافة الحدود فى التطرف، فجميع حكومات "إسرائيل" بمختلف اتجاهاتها السياسية، لاسيما الحكومات اليمينية لم تستبعد إجراء مفاوضات سلام مع سوريا، وذلك لتخفيف حدة العداء والخطر بين دمشق وتل أبيب.
وأنهى النائب الصهيوني تصريحاته بالتأكيد على ضرورة إجراء المفاوضات مع سوريا، رغم دعمها لمن وصفهم بأعداء "إسرائيل"، لأنه يجب على تل أبيب أن تسعى للسلام مع سوريا ومع أي دولة عربية أخرى.
سوريا لا ترى شريكًا صهيونيًا:
ومن جانبه، استبعد الرئيس السوري "بشار الأسد" إمكانية استئناف محادثات السلام مع الكيان الصهيوني في الفترة القادمة، وشدد على أن تحرير هضبة الجولان شرط لتحقيق السلام.
وقال الأسد في مقابلة مع صحيفة "داي برس" النمساوية: "ما يهم في نهاية الأمر هو أن هناك أرضًا محتلة يجب إعادتها لسوريا، وحينها يمكننا الحديث عن السلام". وأوضح "الأسد" أن دمشق ستظل ملتزمة بالعمل على تحقيق السلام إلى أن تجد الشريك المناسب الذي يمكن بناء مفاوضات حقيقية ومثمرة معه.
وكان وزير الخارجية السوري "وليد المعلم" قد استنكر تصريحات نظيره "الإسرائيلي" معتبراً أن موقف "ليبرمان" إزاء سوريا يعارض مرجعيات عملية السلام في المنطقة ويعتبر إشارة سلبية كبيرة على نوايا الحكومة الصهيونية التي تشكلت مؤخرًا. وأوضح "المعلم" أن تصريحات "ليبرمان " لا يستحق الرد عليه لأنه متناقض.