أرشيف - غير مصنف
موقع "إسلام أون لاين" يكسر الحظر الإعلامي العربي عن شريط التعذيب الإماراتي الفضيحة فيما يبدو رداً على منع القرضاوي من دخول الإمارات
بعد نحو اسبوع من نشر محطة أيه بي سي الأمريكية شريط تعذيب لشيخ إماراتي بحق مواطن إماراتي والذي نشرته "وطن" في حينها، نشر اليوم موقع "إسلام أون لاين" تقريراً حول الموضوع اعتبره المراقبون بمثابة الرد على منع الشيخ يوسف القرضاوي المقرب من الموقع من دخول الإمارات مؤخراً للمشاركة في مؤتمر ديني في الشارقة.
وقد فرضت معظم أجهزة الإعلام العربية حظراً شديداً على نشر الشريط أو حتى التحدث عن تداعياته فلم ينشر موقع إيلاف مثلاً الذي لا يكف ليلاً ونهاراً عن الترويج لليبراليته أي اشارة عن الشريط. ولم تعذع الجزيرة عبر شاشاتها ولم تنشر حرفاً واحداً في موقعها عن هذا الشريط الذي أحدث ضجة كبيرة في الولايات المتحدة الأمريكية وتناولته وكالات الأنباء الأجنبية.
هذا ما نشره موقع "إسلام أون لاين" اليوم
برغم تسوية القضية.. قصة تعذيب إماراتية تنتشر على "يوتيوب"
حازم مصطفى
يقتاده مقيدًا الصحراء ويبدأ حفل تعذيبه بالجلد.. ثم ينثر الملح على جروحه قبل أن يأمر بإلقامه الرمال.. ينزع ملابسه ويجلده مجددا بمساعدة شرطي ثم يضع عصاة في مؤخرته.. وفي النهاية يقود سيارته ويدهس أطرافه.
تلك بعض مشاهد شريط فيديو بثته مؤخرا شبكة "أيه بي سي" الإخبارية الأمريكية ويظهر الشيخ عيسي بن زايد آل نهيان الأخ غير الشقيق لرئيس الإمارات وهو يعذب رجلا أفغانيا، ولا يزال عدد من مستخدمي الإنترنت يتداولونه على موقع "يوتيوب" الشهير، برغم تسوية القضية.
وبحسب وكالة آسوشيتد برس، أقرت السلطات الإماراتية بصحة الشريط، فيما حثت "أيه بي سي" الولايات المتحدة على الضغط على الحكومة الإماراتية لاتخاذ إجراء حاسم بشأن "شريط التعذيب الخاص بأحد أفراد الأسرة الحاكمة"، وطالبت منظمة حقوقية إماراتية بمحاكمة الشرطي ووزير الداخلية شقيق الشيخ عيسى.
وتفجرت القضية بشكل واسع الأسبوع الماضي بعد بث شبكة أيه بي سي الأربعاء الماضي شريط فيديو يظهر فيه الشيخ عيسى، وهو يعذب رجلا أفغانيا في منطقة صحراوية، بمساعدة رجل يرتدي زي الشرطة.
وفي السياق ذاته، لفتت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية إلى أن الأفغاني الذي تعرض للتعذيب في الشريط هو محمد شاه بور، وهو تاجر حبوب.
وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" أن شريط الفيديو الذي يعتقد أنه صور في 2004 يظهر "إطلاق نار بالقرب من الرجل الأفغاني، ويعتدي عليه بالضرب بقسوة بعد أن احتال على الشخصية الإماراتية في معاملة تجارية".
وقد بدأ هذا الشريط يتسرب إثر نشوب خلاف بين رجل الأعمال الأمريكي العربي الأصل بسام نابلسي والشيخ عيسى الذي كانت تربطه علاقات شراكة تجارية، قام على إثره النابلسي برفع دعوى قضائية ضد عيسى في الولايات المتحدة، ويرجح البعض أن النابلسي هو من سرب الشريط.
وعلى صعيد متصل، أشارت وكالة آسوشيتد برس إلى أن السلطات الإماراتية أقرت بأن الشريط يظهر بالفعل أحد أفراد العائلة الحاكمة في أبو ظبي، ونقلت تقارير صحفية عن بيان لوزارة الداخلية أن أطراف النزاع سوت الخلاف بينها خارج قاعة المحكمة، وأن أيا من الأطراف لم يرفع دعوى بالقضية في دولة الإمارات.
الجدل لم يتوقف
وبرغم تسوية القضية فإن الجدل حولها لم يتوقف ولا يزال يتداول على نطاق واسع، فقد دعت "أيه بي سي" قبل أيام الإدارة الأمريكية إلى التدخل والضغط على الإمارات لفتح تحقيق شامل في "شريط التعذيب".
كما عرضت الشبكة لقاء مع أحد أعضاء ال
كونجرس الأمريكي يحث فيه واشنطن على التدخل "لمنع هذه الانتهاكات الفظيعة في دولة هي من أكبر حلفاء أمريكا".
كونجرس الأمريكي يحث فيه واشنطن على التدخل "لمنع هذه الانتهاكات الفظيعة في دولة هي من أكبر حلفاء أمريكا".
منظمة "ميدل إيست ووتش" الحقوقية الإماراتية، من جانبها أيضا أدانت الشريط، وطالبت الإمارات بمحاكمة الشرطي الذي شارك في "حفلة التعذيب؛ لأنه وشيخه يستخدمان القانون في تعذيب البشر".
وأردفت قائلة: "ليس فقط محاكمة الشرطي بل أيضًا رئيسه ووزير الداخلية".
وفي السياق ذاته قالت متحدثة باسم المنظمة: إن الإمارات "إن لم تحاكم الشيخ والشرطي وجميع من شاركوا بالتعذيب؛ فإن ذلك معناه أن الدولة الإماراتية مشتركة هي الأخرى بالتعذيب ويجب مساءلتها دوليًّا".