أرشيف - غير مصنف
هيلاري كلينتون ستكون الخاسرة في الانتخابات اللبنانية القادمة
محمد أبو علان
السابع من حزيران/يونيو المقبل سيشهد لبنان انتخابات نيابية سيكون لها ردات فعل قوية كونها جاءت بعد سنوات من المواجهة السياسية الداخلية العاصفة شابها بعض المواجهات المسلحة بين تياري 14 آذار و 8 أيار، وبعد حرب إسرائيلية على لبنان وجدت من يؤيدها في صفوف الساسة والقوى السياسية اللبنانية، وسيكون لهذه الانتخابات تأثيرها على الساحة الإقليمية والدولية لكثرة الأطراف اللاعبة على الساحة اللبنانية من خلال التيارات المتصارعة في هذه الانتخابات، وهي أول انتخابات تتم بعد خروج القوات السورية من لبنان مما يعني غياب التأثير المباشر على سير الانتخابات النيابية في لبنان.
ولكن غياب التأثير السوري المباشر على هذه الانتخابات لم يمنع الأطراف الأخرى المضادة لها من السعي للتأثير على هذه الانتخابات، وما زيارة "هيلاري كلينتون" وزيرة الخارجية الأمريكية قبيل الانتخابات للبنان إلا بهدف إيصال رسالة بأن الولايات المتحدة الأمريكية مع معسكر "الاعتدال" في لبنان، وما اجتماعها (ولو كان على الواقف) مع "سعد الحريري" وزيارة قبر والده إلا رسالة تبين ما هي نوعية الساسة التي تريد الولايات المتحدة الأمريكية أن تفرزها نتائج الانتخابات القادمة في لبنان.
وما حديث "هيلاري كلينتون" عن رغبة الولايات المتحدة الأمريكية بدعم لبنان والجيش اللبناني إلا جزء من رسالة أشمل تريد وزيرة الخارجية الأمريكية القول من خلالها إن كان خيار المواطن اللبناني بعيد عن طموحات وتوجهات الولايات المتحدة الأمريكية السياسية في المنطقة بشكل عام وفي لبنان بشكل خاص قد يؤدي ذلك لوقف هذه المساعدات وهذا الدعم عن الدولة اللبنانية.
وإن أردنا ترجمة ذلك باللغة والتجربة الفلسطينية يعني ذلك أن "كلينتون" تريد القول ممنوع فوز القوى والشخصيات اللبنانية المؤيدة والداعمة للمقاومة الوطنية اللبنانية والذي سيكون مرده تكرار الحالة الفلسطينية ونسخها في لبنان مما يعني فرض الحصار الاقتصادي والسياسي على أية حكومة لبنانية تكون الأكثرية فيها من أنصار التيار المقاوم للنفوذ الأمريكي والإسرائيلي ومعسكر الاعتدال العربي في للبنان والمنطقة برمتها، والكل يدرك ما معنى فرض حصار سياسي واقتصادي على دولة مثل لبنان مديونيتها الخارجية قاربت الخمسين مليار دولار أمريكي.
والمحاولات الهادفة لمواجهة تيار المقاومة الوطنية في لبنان لم تبدأ بزيارة وزيرة الخارجية الأمريكية للبنان قبل أيام، بل بدأت منذ شهور إن لم تكن سنوات عبر تدفق مال البترول العربي للقوى المؤيدة "للاعتدال العربي" إما عبر الدعم المالي المباشر، وإما عبر ما يعرف بمشاريع التعمير في بعض المناطق اللبنانية بهدف التأثير على الناخب اللبناني بطريقة تخدم "تيار الاعتدال" في لبنان كما سمته "هيلاري كلينتون".
ولن ندعي اكتشاف البارود إن قلنا إن "حزب الله" هو المستهدف الأول والأخير من كافة المحاولات التي تسعى للتأثير على الأجواء الانتخابية في لبنان، وما الأزمة الأخيرة التي افتعلها النظام المصري تحت عنوان "خلية حزب الله" إلا جزء من مخطط أكبر يحاول تشويه صورة المقاومة الوطنية بشكل عام والمقاومة الوطنية اللبنانية بشكل خاص.
بالتالي سيكون يوم السابع من حزيران القادم في لبنان بمثابة امتحان مستوى جديد لقياس الموقف الشعبي اللبناني تجاه ما بات يعرف بمعسكر الاعتدال ومعسكر الممانعة في العالم، ولا شك لديّ بأن نتائج هذه الانتخابات ستكون بمثابة لكمة قوية على وجه "هيلاري كلينتون" وسياسة بلادها الخارجية كتلك اللكمات التي لا زالت تعيش آثارها في كل من العراق وأفغانستان.