أرشيف - غير مصنف
أنفاق غزة: مصر تفوقت على إسرائيل في تدميرها
بعد أن كان مصدرا لتجارة مربحة تعطل نفق ابو عبد الله اسفل الحدود بين مصر وقطاع غزة عن العمل لثلاثة أسابيع بسبب حملة يشنها الأمن المصري ضد التهريب. وتقلصت الشبكة الفلسطينية المؤلفة من نحو ثلاثة آلاف نفق وحفرت لإحباط الحصار الذي تفرضه اسرائيل على القطاع الساحلي وتسيطر عليه حركة حماس الى مئات الأنفاق من جراء القصف خلال الهجوم الاسرائيلي الذي دام ثلاثة أسابيع في يناير كانون الثاني.
والآن تؤثر الجهود التي تبذلها الشرطة المصرية على نظام إمداد غزة الموجود تحت الأرض والذي يكمل تدفق المساعدات من السلع والخاضعة لقيود صارمة والذي تسمح اسرائيل بدخوله.
وقال ابو عبد الله "الشغل في الانفاق تقلص لنسبة 20 في المئة عما كان عليه الحال قبل الحرب على غزة بسبب التدمير الاسرائيلي وتصاعد الحملة الأمنية المصرية."
وتابع أن الجهود المصرية "اكثر فعالية" من القنابل الاسرائيلية. ولم يكتفوا بتفجير الانفاق فحسب بل ايضا منعوا السلع المهربة من الوصول الى مدن مصرية قرب غزة.
وتعمل مصر – التي اتهمت فيما مضى بغض الطرف عن عمليات التهريب- بمساعدة من الولايات المتحدة في محاولة لمنع تهريب السلع التي تقول اسرائيل إنها تشمل صواريخ يستخدمها مسلحو غزة ضد اسرائيل.
ومنذ بسطت حركة حماس سيطرتها على غزة عام 2007 وأطاحت بالقوات التابعة لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس المدعوم من الغرب محمود عباس منعت اسرائيل تماما دخول الاسمنت والصلب حيث تقول إن حماس سوف تستخدمهما لأغراض عسكرية.
وأضاف ابو عبد الله قائلا لرويترز "لقد علمنا أن الشرطة المصرية أقامت نقاط تفتيش لتوقيف الشحنات من البضائع المتوجهة الى منطقة الانفاق" وتابع قائلا "احيانا قاموا بمراقبة الشاحنات التي وصلت الى مداخل الأنفاق على الجانب المصري وصادروا البضائع قبل أن يفجروا النفق."
وتعتمد غزة على إمدادات يومية من المساعدات الدولية التي يتم توصيلها عبر اسرائيل وتخضع للموافقة الاسرائيلية.
ويقول مسؤولون عن الأنفاق إن معظم السلع المهربة من الاغذية والملابس والادوية وأضافوا أن الجهاز الامني التابع لحركة حماس حذرهم من تهريب اي اسلحة او مخدرات.
وكان من المعتقد أن الجماعات الفلسطينية المتشددة بما فيها حركة حماس تمتلك أنفاقا خاصة بها وهو الأمر الذي ظل سرا دوما. وحثت اسرائيل مصر مرارا على منع المتشددين من إدخال الاسلحة عبر شبكة الأنفاق الخاصة.
وكانت أسواق غزة ذات يوم عامرة بالسلع الالكترونية وسخانات المياه والمراوح التي زاد الطلب عليها الآن كثيرا مع اقتراب فصل الصيف.
وقال عهد ابو ايمن الذي كان يستورد السلع ويبيعها لتجار محليين وفي بعض الاحيان بأسعار باهظة بسبب التكلفة الإضافية لتهريبها "الآن كل هذه البضائع لا تدخل غزة."
ويقول تجار إن إمدادات الوقود التي تدخل عبر الانفاق انخفضت الان بمقدار النصف. وتحصل غزة على مئات الآلاف من اللترات من الوقود يوميا من اسرائيل لكنها تكمل هذا المصدر ببنزين وسولار مهرب.
لكن منطقة الأنفاق على مشارف مدينة رفح بجنوب قطاع غزة لا تزال خلية نحل من النشاط الخفي. تتصاعد أصوات الكثير من مولدات الكهرباء من وراء أكوام الرمل التي تخفي خياما وملاجيء مصنوعة من القماش والالواح المعدنية.
وتوجد الأنفاق على عمق يتراوح بين سبعة و15 مترا تحت سطح الأرض وقد يصل طولها الى الف متر.
ويقول مسؤولون عن الأنفاق إن المصريين يستخدمون حفارات ومعدات امريكية خاصة لاقتفاء مسارات الانفاق. ثم يقومون بتفجيرها او ضخ المياه بدا
خلها حتى تنهار. ويتهم مسؤولو انفاق وحماس ايضا مصر بإطلاق الغاز داخل الأنفاق لإخراج الفلسطينيين قبل إغلاقها.
خلها حتى تنهار. ويتهم مسؤولو انفاق وحماس ايضا مصر بإطلاق الغاز داخل الأنفاق لإخراج الفلسطينيين قبل إغلاقها.
وذكر عمال طبيون أن فلسطينيا لاقى حتفه عندما انهار نفق فوقه الاسبوع الماضي. وقتل عشرات آخرون في العام المنصرم لكن العاملين في الأنفاق يواصلون الحضور لأن الشبان الفلسطينيين في حاجة ماسة الى العمل.
وقال مشغلو أنفاق إن المصريين يزيدون من المجازفات البدنية الكبيرة بالفعل التي يخوضها الفلسطينيون الذين يديرون الأنفاق بملئها في بعض الأحيان بالغاز.
وقال ابو احمد الذي غطى وجهه بقميص قطني أسود "انا اكسب 50 دولارا فقط نظير سحب الرمل الى خارج النفق واكسب 100 دولار عندما أقوم بنقل بضائع من هذا النفق" مضيفا أن الأعمار بيد الله.
وقال ابو اسلام وهو شاب بلحية خفيفة "انا لي اسهم في هذا النفق… أعتقد أنني بحاجة الى خمسة شهور لكي اقيم حفل زفافي. انا ادخر نقودا لكي اتزوج."
ويشير ابو عبد الله وهو اب لاربعة ابناء ويوظف طاقما من اربعة اشخاص لصيانة وتشغيل نفقه إن تجارته توقفت حين عثرت الشرطة المصرية على مدخل على جانبها من الحدود متاخم للمدخل الخاص بخطه.
والآن يصنع العمال منعطفا ويحفرون 100 متر إضافية لفتح مدخل جديد.
وقال "لا خيار لدينا سوى أن نستمر في هذا العمل. احتياجات السوق في غزة تتزايد كل يوم."