ما أن أعلن أوباما عن اختيار اثنين من المسلمين كمستشارين له ، إلا وكشر اللوبي الصهيوني عن أنيابه ، لدرجة دفعت قناة "فوكس" الإخبارية الأمريكية لمقاطعة المؤتمر الصحفي الذي ألقاه الرئيس الأمريكي في 29 إبريل بمناسبة مرور 100 يوم على تسلمه منصبه كرئيس للبلاد.
وكان أوباما أعلن اواخر إبريل عن اختيار داليا مجاهد وهى مسلمة محجبة مستشارة له ، كما أعلن عن اختيار العالم المصري الكبير الدكتور أحمد زويل الحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999 ليكون ضمن أعضاء مجلس المستشارين العلميين والتكنولوجيين التابع للبيت الأبيض مباشرة والمعروف اختصارا باسم مجلس "بي.كاست" PCAST.
تلك القرارات التي بررها أوباما بأنها تأتي في إطار تحسين صورة أمريكا في العالم الإسلامي ، رأى فيها أنصار إسرائيل تهديدا خطيرا لمستقبل العلاقات بين تل أبيب وواشنطن لأنها بمثابة دليل على عدم نسيان أوباما أصوله الإسلامية ، ولذا سرعان ما سارع اللوبي الصهيوني إلى اتخاذ خطوات عقابية ضد أوباما.
ففي 28 إبريل ، أعلنت شبكة تليفزيون "فوكس" التي يديرها اللوبي الصهيوني أنها لن تبث المؤتمر الصحفي للرئيس الأمريكي بمناسبة مرور 100 يوم على تسلمه منصبه في 20 يناير .
وتعتبر هذه المرة الأولى التي ترفض فيها الشبكة طلباً لإدارة أوباما بالبث في وقت الذروة ، حيث كانت وافقت على بث مؤتمرين صحفيين سابقين له ، وبلغ عدد المشاهدين حينها نحو 4.2 مليون شخص.
في المؤتمرين السابقين ، لم يتخذ أوباما قرارات تغضب إسرائيل أما الآن وقد انحرف عما هو مرسوم له ، فقد كشرت عن أنيابها وبدأت الانتقام ، ويؤكد ذلك أنه بالتزامن مع إعلان فوكس عن قرارها ، أعلنت شبكات "سي بي أس" و"أن بي سي" و"إيه بي سي" عن الموافقة على بث برامجها المعتادة في وقت مبكر وذلك لإتاحة المجال لبث المؤتمر الصحفي الثالث لأوباما منذ توليه السلطة على الهواء مباشرة والذي تزامن مع الاحتفالات بعيد العمال .
وبالإضافة إلى قرار المقاطعة الذي اتخذته فوكس، شن أنصار إسرائيل في الكونجرس حملة إعلامية حامية الوطيس ضد أوباما على خلفية إنحنائه أمام العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز على هامش قمة العشرين في لندن في مطلع إبريل .
وكان البيت الأبيض صرح بأن أوباما مال وهو يحيي خادم الحرمين الشريفين احتراما له وذلك في أول لقاء بين الزعيمين منذ انتخاب أوباما رئيساً في 20 يناير الماضي ، إلا أن هذا التفسير لم يقنع اللوبي
الصهيوني وسارعت اللجنة القومية للنواب الجمهوريين لنشر إعلان على شبكة الإنترنت ، خيرت خلاله القراء الضغط على زر بكلمة "نعم" أو "لا" للإجابة على سؤال "هل ينبغي لرئيس أعظم قوى في العالم التذلل تحت قدمي ملك سعودي ، وهل من اللائق انحناءة قائد العالم الحر أمام ملك السعودية ، هل لأمريكا أن تنحني أمام ملك؟ .
الإعلان السابق يشير إلى أن مستقبل أوباما بات محفوفا بالمخاطر، وليس ببعيد عن الأذهان محاولات الاغتيال التي تم الكشف عنها وكانت تستهدفه إبان حملة الانتخابات الرئاسية بسبب أصوله الإفريقية والمسلمة.