تعازينا لزوجة الشهيدين رسامة الكاريكاتير أمية جحا

بقلم: محمد أبو علان

رسامة الكاريكاتير الفلسطينية "أمية جحا" ارتقى زوجها الأول المهندس "رامي سعد" شهيداً وهو يدافع عن حي الشجاعية أمام الدبابات الإسرائيلية، وها هي اليوم تفجع باستشهاد زوجها الثاني المهندس "وائل عقيلان" والذي استشهد نتيجة إغلاق معبر رفح ومنعه من السفر للعلاج في الخارج كما هي حال الآلف الفلسطينيين في قطاع غزة.
قبل أيام من استشهاد زوجها المهندس "وائل عقيلان" كتب رسامة الكاريكاتير الفلسطينية رسالة نشرة على العديد من مواقع الانترنت تحت عنوان "عندما يبكي الرجال" لتعبر فيها عن حجم الألم والمعاناة التي تعيشها وزوجها نتيجة منعه من السفر للعلاج نتيجة الإغلاق الظالم لمعبر رفح، وبعد أيام فقط من رسالتها توفي زوجها المهندس "وائل عقيلان" لينضم بوفاته لمئات الفلسطينيين الذين ارتقوا للعلي بسبب الحصار ومنعهم من العلاج. 
 لا أظن أن رسامة الكاريكاتير الفلسطينية أرادت أن تعرض قضية شخصية في رسالتها بقدر ما كانت تريد قرع جدار الخزان لتلفت النظر من جديد لقضية حصار غزة، ومنع العلاج والدواء عن مواطنيها، قضية حصار يموت بسبها عشرات الضحايا كل شهر، حتى تجاوز عدد ضحاياها منذ بداية الحصار المئات والقضية لم تنتهي بعد، ولا أفق بأن تنتهي في المدى القريب.
فهل قرأ الساسة الفلسطينيون في شقي الوطن رسالة "أمية جحا"؟، وهل يُقدر أحدهم حجم المعاناة التي تعيشها عائلات قطاع غزة نتيجة هذا الحصار، حصار من العرب والعجم ليس لجريمة ارتكبوها إلا لكونهم حددوا خيارهم السياسي بشكل ديمقراطي وحر، لا اعتقد أن أي من السياسيين في بلادنا بات يجيد القراءة عندما يتعلق الأمر بأبناء شعبه، بل أصبحوا مبدعين في القراءة لما يخدم مصالح تنظيماتهم السياسية وقضاياهم الشخصية لا أكثر ولا أقل.
كيف يجرؤ قادة الفصائل والقوى الفلسطينية أن يجتازوا معبر رفح بسياراتهم الفارهه ووفود المودعين والمستقبلين ويتركون من خلفهم مليون ونصف المليون فلسطيني منهم من يعاني ألم المرض، ومنهم من يعاني ألم الجوع وقسوة الحصار ؟، لماذا لا تكون رسالتهم إما رفع الحصار عن كامل شعبنا في قطاع غزة، وإما نحن باقين معهم حتى تفتح المعابر مهما طال الحصار وكثر الانتظار ؟.
إن كنتم تدعون أن الحوار وتحقيق المصالحة الفلسطينية  هدفكم من جولاتكم وصولاتكم في القاهرة ودمشق واندونيسيا واسطنبول فهذا التبرير لم يعد مقبول، فبعد كل جولة من جوالات الحوار تزداد الاشتراطات المتبادلة، وترتفع وتيرة الحرب الإعلامية والكلامية، فعن أية مصالحة تتحدثون؟ 
ولكل المدافعين عن قومية ووطنية النظام المصري، كيف هو شعوركم وانتم ترون هذا النظام يفرض الحصار على فلسطيني غزة دون عذر أو سبب مقنع، ويتركهم يموتون من شدة الألم ومن نقص حبة الدواء، قد تقولون إنها
الاتفاقيات الدولية !!!، لماذا نحن الوحيدون الذي علينا الالتزام بالاتفاقيات الدولية؟، ولماذا تطبق الاتفاقيات فقط عندما تخدم أعداء شعبنا من العرب وغير العرب؟، الاتفاقيات الدولية والقوانين باتت عبارة عن سياط في أيدي جلادينا لا أكثر ولا أقل.
وفي ظل هذه اللامبالاة من الساسة الفلسطينيين تجاه مصير أبناء شعبهم لم يتبقى لسكان قطاع غزة غير أخذ المبادرة لأيديهم وتحطيم المعبر والجدران التي تحاصرهم بأرجلهم لعل الأمر يثير اهتمام العالم بشكل عام وأطراف الحصار بشكل خاص لوقف الموت البطيء الذي يعيشه فلسطينيي قطاع غزة.
وهنا أكرر ما ختمت به رسامة الكاريكاتير الفلسطينية ما رسالتها " أليس فتح الطرق و المعابر.. وإنهاء الحصار… و إعادة  حقنا في العيش بحرية و كرامة … وحقنا في السفر والتنقل… وحقنا في العلاج….. وحقنا في التعليم … أولى من فتح الطرق و المعابر لجولات حوار…ثبت أنها لا تشفي من سقم و لا تسمن من جوع"!!.
وعزائنا لرسامة الكاريكاتير الفلسطينية "أمية حجا" بوفاة زوجها، وتعازينا لكل عائلات غزة التي فقدت أبنائها جراء الحصار، ولكل من سيرحلون عن هذه الحياة ما دام هذا الحصار قائم، وعزائنا لشعبنا الفلسطيني بسياسيه وقادة فصائله وبعمقه العربي والإسلامي.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
Exit mobile version