أرشيف - غير مصنف
الخطر على أمن مصر.. من التكفيريين وليس من (المقاومة) بقلم د.رفعت سيد أحمد
صحيح أخطأ حزب الله فى تشكيل تنظيم صغير له ،فى مصر من وراء ظهر الدولة ،حتى لو كان هدفه شريف ونبيل وهو دعم المقاومة الفلسطينية وصحيح أن هذا يمس أحد أركان الأمن القومي المصري وما يسمى بسيادة الدولة ورغم أنها دولة بلا سيادة فعلية على سيناء وإن تقعر وتفلسف إعلاميو لجنة السياسات ومديرو المراكز الاستراتيجية فى بلادنا بخفة لا يحسدون عليها، ورغم ان كل هذا صحيح إلا أن الأكثر صحة هو أن الخطر الحقيقي على امن مصر القومى إذا ما فهٌم باعتباره أمن الوطن والشعب وليس أمن النظام وحساباته الضيقة ، يأتى فى تقديرنا من مصدريين رئيسيين هما :
الأول : هو العدو الصهيوني وأذنابه من المطبعين وتابعيهم وتابعي التابعين بغير إحسان وما اكثرهم فى بلادنا والذين وجدوا فى ((خطأ حزب الله)) مناحة وفرصة ليسددوا فيها الطعنات لكل من هو مقاوم وشريف وكأنهم فعلا غيورين على امن مصر رغم أنهم كانوا ولا يزالوا أول من تاجر واضر وأهان هذا الأمن فى معناه الصحيح .
أما المصدر الثانى للخطر والذى سيطال قريبا رؤوسا قد أينعت وبعضها شاخ على مقاعده من أركان نظامنا العتيد ،وهم هؤلاء الوهابيون الجدد أصحاب فكر الغلو والتكفير القادم إلينا من صحراء البداوة والنفط،أولئك الذين أسماهم العلامة الراحل الشيخ محمد الغزالي بأصحاب (فقه البداوة) هؤلاء هم مصدر الخطر القادم على مصر ،شعبا ومؤسسات وثقافة إسلامية معتدلة وأزهر ومجتمع مدني ،هؤلاء هم الذين حرموا كل شئ وكفروا كل المذاهب الشيعية والسنية،وأحدث فتاويهم هو تحريم إنارة المقابر والتي أصدرها أحد الوهابين من مملكة أل سعود وأسمه (فيصل العتيبى)وفقا لما نشرته صحيفة عكاظ الأسبوع الماضي ومن قبل حرموا تقديم الزهور للمرضى لأنه تقليد غربي،وحرموا كروية الارض ،وحرموا المظاهرات المساندة لأهلنا فى غزة،وحرموا الجهاد من غير موافقة ولى الامر،وكفروا أتباع المذاهب السنية المختلفة ومنهم (الاشاعرة )مذهب الأزهر الشريف ولكنهم حللوا مساندة الاحتلال الامريكى للعراق (فى الحرب الاولى 1990 والثانية2003 )ورحبوا بالقوات الامريكية وأيدوا إسرائيل فىحربها ضد حزب الله وان بطريق ملتوى(هل تتذكرون فتوى ابن عثيمين) هؤلاء التكفير يون الغلاه لهم أتباع كثر فى مصر ولهم قنوات فضائية ومشايخ يستخدمون لفظ (التكفير) مع كل وجبة إفطار ،وكأنهم يتسلون بها ،هؤلاء هم العدو فاحذروهم،هؤلاء سيطيحون باركان الامن القومى المصرى الحقيقية ،ولا داعى لأن تفرح اجهزة امن الدولة بهم حين يقولون لهم انهم رجالهم ضد الاخوان والجماعات الاسلامية وقوى التيار اليساري والليبرالي فهذا تكتيك مؤقت وسرعان ما سيتحول الى تنظيم قاعدة سيناوى او قاهرى او صعيدى ،فإذا كان ما أرتكبه حزب الله خطأ فان ما سينتظر مصر من هؤلاء خطيئة ولا داعى لان يصرف نظامنا الانظار بعيدا عن الاخطار الحقيقية ليقدم لنا أخطارآ وهمية أو على الاقل ليست فى مستوى خطورة هذا التجيش الفكرى والفقهى التكفيرى القابل لان يتحول فى لحظة قريبة الى قنابل تنفجر فى وجه الوطن فلا دعى لان تأخذه لعبة المصالح المؤقتة مع نظامى السعودية وإسرائيل لينسى المصالح الآستراتيجية للوطن وللامة التى تهددهما هاتان الدولتان والتاريخ والوثائق تشهد؟
إننا بالطبع ضد أن يتهم الناس فى دينهم ،أو أن تصادر حريتهم العقائدية او السياسية ،ولكننا فى الوقت ذاته لسنا مستعدين لأن نجلس صامتين وهذه الحقائق المٌره تزيف أمامنا وان يتساوى فعل للمقاومة بافعال للعدو،ولدعاة العنف ضد الابرياء الآمنين دعاة التكفير الحقيقيين فهؤلاء هم مصدر الخطر الحقيقي القادم على مصر فانتبهوا ايها السادة المحرضون ،والمزيفون والجالسون على مقاعد الحكم ،ومقاعد الاعلام فالنار تحتكم وانتم لا تعلمون..والله أعلم.