أرشيف - غير مصنف

دماء القتلى عندما تصبح مطيّة للساسة .. سعد الحريري قاتل ابيه

دماء القتلى عندما تصبح مطيّة للساسة .. سعد الحريري قاتل ابيه

في كل الحالات أنا لا أحب رجل الأمن … و أنا لا اكرهه أيضا ..فهو مكلف بقرار حكومي .. و هو على دين من كلفه  حتى  ، و إن أصبح برتبة سفير كما هو حال  " عمر سليمان… بتاع حسني مبارك  " … أو ناعما سلسا كما هو حال جميل السيد ،  أو أصبح  لاهوتيا كما هو حال ريمون عازار .. و الاثنين الأخيرين هما جزء من مجموعة أربعة كانوا متهمين بتوليف عملية اغتيال " رفيق الحريري " .. بالإضافة إلى أنهم عملاء النظام الأمني السوري بحسب توصيف عصابة 14 آذار … و قبل ذلك ، و ذاك هم بإقرار الجميع كانوا معتقلين بقرار سياسي.. مبني على أكاذيب شهود تمّ إعدادهم في مطابخ العصابة سالفة الذكر … و شارك في ذلك كل النظام القضائي ، و الأمني التابع لها  … و هذا أولا

و في حالات كثيرة جدا من وجود ما يسمى عرب  و مذ وجدوا في هذه المنطقة كانت مسألة الثأر من قاتل عصب لا تتعلق بأمور ردود الفعل .. أكثر مما تتعلق برد " شرفٍ قُتل " .. و لن يسترد بغير رؤية دم القاتل .. و هي أمور تتعلق بالنخوة و الرجولة  .. و كل المفردات التي تميّز الرجل العربي .. و الكثير من حالات طلب الثأر كان خلفها .. أمٌّ رملّت .. أو أخت فجعت .. و في  حالة من تاريخنا دامت حرب الثأر لـ " كليب " أربعون عاما فيما عرف بحرب البسوس ، و التي أجمل ما فيها أنّها كانت خلفية لقصيدة رائعة كتبها الشاعر المصري أمل دنقل ، و هي قصيدة " لا تصالح "

و أيضا في حالات كثيرة  من الصراع على السلطة  في تاريخ هؤلاء العرب تم قتل " ملك "  ليحل محله " ابنه " ..  أو  …" اخيه " .. و هذه تتعلق " بشهوة الحكم " .. و حديثا كان لعائلة الصباح في الكويت سابقة في القتل… و كان لأمير قطر سابقة انقلاب على أبيه .. و لسلطان عمان كذلك …

في حالة اغتيال " رفيق الحريري " .. كان هناك الكثير من حالات الاتهام السياسي البحت .. و الكثير من حالات الشتم .. و الكثير الكثير من الكذب ، و القليل القليل من طلب الحقيقة .. و لن تجد خيرا من " سعد الحريري " ، و  من لفّ لفيفه مثالا لكل أنواع الهرطقة الثأرية .. التي لم تتعدى الاتهام السياسي ..و تفريغ الأحقاد .. و دفع وطنه البديل " لبنان " كونه مزدوج الجنسيّة .. إلى حافّة حرب أهلية .. لا تبقي ، و لا تذر … مشفوعا بدعم سنيّ أكثره " سلفيّ " على  الطريقة الوهابيّة .. كون القسم السلفي الداعم " هو عبارة عن جمعيات إسلامية " تتلقى دعما ماليّا من " مملكة آل سعود " و التي ينتمي إليها هذا السعد " بالجنسيّة " كما كان أبوه من قبله … و هنا يتعرض هذا الشقّ السلفي لمعضلة " إسلاميته " السياسيّة .. و التي يمثلها " داعي الشهال " في الشقّ المليشياوي كما  يغطي شقّها المدني بوقان دينيان للفتنة منغمسان في المال السياسي " الوهابي " إلى أذنيهما .. هما مفتي الجمهوريّة " القبّاني " ، و المفتي " الجوزو " !! و هذه المعضلة تتجلى بمايلي :

أ – إنّ عائلة الحريري " إسلامية " الشكل .. غربيّة المضمون .. فعلى سبيل المثال قام جاك شيراك أثناء واجب التعزيّة في " رفيق الحريري " بطبع القبلات على وجنات الذكور ، و الإناث من هذه العائلة .. دون أن يلقى ذلك أي ردة فعل .. و الحمد لله أن زوجتي القبّاني ، و الجوزو لم تكونان من ضمن الحضور ، و إلاّ نالهما من الطيب نصيب .. و كانت فضيحة بكلّ المقاييس

ب – أحد حلفاء سعد الحريري في عصابة الـ 14 هو سمير جعجع .. و هو متّهم بقتل رئيس وزراء لبناني سابق ينتمي إلى  اكبر العائلات السنيّة الطرابلسيّة   ، وهو الشهيد " رشيد كرامي " .. بالدلائل ، و القرائن .. و قد خرج بعفو سياسي شارك فيه غالبية السنّة من تيار الحريري في مجلس النوّاب .. و هو بالإضافة إلى ذلك عميل للصهيونيّة ، و رأس حربة في مشروعها الفتنوي في لبنان …

جـ – ساعد هذا التيار عصابات " تتخذ من الإسلام " ستارا .. على الدخول إلى مخيمات نهر البارد ، و دعَمَها بالمال ، و السلاح .. و قد دفع الجيش اللبناني أكثر من مئة شهيد في هذه الحرب ، و هم من مختلف الطوائف .. ثم انقلب عليها .. و سلّمها لمقتلها ..و تشريدها .. و سجن عناصرها …

و هذا غيض من فيض في مفهوم طبيعة " الإسلام  " على الطريقة الحريريّة في لبنان .. و الذي قوض مشروعه الفتنوي تدخل مقاتلي حزب الله .. فأنهى مشروع مليشية سنيّة لا تعرف من السنّة ، و الإسلام إلا ما يقضيه ولي أمر سعد الحريري في مملكة آل سعود .. و في العودة الى بدايات ما كتبت .. فإنّ سعد الحريري .. و عصايته " المستقبليّة " و باقي عصابة الـ 14 من باقي المذاهب .. لعبوا على دم رفيق الحريري طوال 44 شهر … و كان شعار عهرهم السياسي طلب الحقيقة .. و قد كان العاهر الأول ، و الأميز هو سعد الحريري .. الذي شارك في تلفيق شهود الزور .. لاتهام سوريا .. و جرّ رؤوس نظامها الى محكمة " الحريري " التي وُظبت سياسيّا .. للنيل من كل من يقف في وجه مشروع استباحة لبنان ، و إدخالها في خطة " مشروع الشرق الأوسط الجديد " الذي وضعته مراكز البحث الصهيونيّة الأمريكيّة  و التي ساعدها في ذلك رؤوس قادة ميليشيات الحرب الأهليّة اللبنانيّة .. كـ " جنبلاط  " ، و مرتزقة حزبه الديمقراطي  … و" أمين الجميّل " .. و مرتزقة الكتائب  .. و "  سمير جعجع " و مرتزقة  القوّات اللبنانيّة  .. و جرذان " لقاء البريستول " .. و المنقلبين على النظام السوري من قيادات شاركت في فساد لبنان على مدى سيطرة رفيق الحريري على مقاليد " رئاسة مجلس الوزراء " و على رأسهم " عبد الحليم خدّام " .. أي بمعنى آخر .. فإنّ " سعد الحريري " شارك في لعبة قذرة .. ساعد فيها عن سابق إصرار ، و تصميم .. على إهدار دم أبيه بناءا على مصالح سياسيّة  ، و ماليّة مرتبطة بالدولة الوهابيّة .. كما ساعد على إخفاء الحقيقة .. للوصول الى " حكم " لبنان على الطريقة " السنيّة الحريريّة – الوهابيّة "  .

إنّ تداعيات إطلاق سراح الضباط الأربعة  .. عن طريق " مقرري محكمة الحريري " كشف الكثير من حقائق تسييس هذه المحكمة .. و انحرافها عن مسار تحقيقها .. و إخفاء للحقيقة ، و تزوير للوقائع … كما إنّ اتهام روبرت فيسك للقيادة الأمريكيّة الجديدة " بمجاملة سوريا لإطلاق سراح الضباط " .. و وقائع " ابتزاز الضباط " أثناء التحقيق معهم من قبل المحققين الدوليين لاتهام " سوريا " .. و تصريح الصحفي الأمريكي " واين مادسن " لتلفزيون " روسيا اليوم " و اتهامه لنائب الرئيس الأمريكي " دك تشيني " بقتل " الحريري " .. يظهر إلى أي درك وصل " الحريري الأبن " .. و مانحة جنسيته الثانية " السعوديّة " .. في قتل الحقيقة .. و قد كان الكاتب الصهيوني " جار الله " قد نشر سيناريو البحث عن الحقيقة قبل أسابيع من اغتيال " رفيق الحريري " .. و تم تنفيذ " هذا السيناريو " بحذافيره … و بنهايات غير سعيدة لواضعي مشروع الحريريّة السياسيّة … لتثبت أصالة سعد الحريري العربيّة في طلب ثأر أبيه … و هذا فعل أبناء الحرام .. و إن كان هذا السعد يشبه أبيه في الكثير من ملامحه .

رشيد السيد احمد

 

زر الذهاب إلى الأعلى