أرشيف - غير مصنف

روسيا: الأزمة تخفض أسعار العاهرات وتدفع الرجال للبكاء على أكتافهن

 

بائعات هوى روسيات أو فراشات الليل كما يحب الروس تسميتهمتقول نكتة شائعة بين النخبة في روسيا إن أحدهم قال للآخر "لدي خبر سيء خسرت خمسة مليارات دولار" فيرد الثاني "لقد فقدت أنا سبعة مليارات دولار لكن الخبر الجيد أن أسعار بائعات الهوى انخفضت إلى 100 دولار مُجددا".

 
قد تبدو هذه وجهة نظر روسية نموذجية في الأزمة الاقتصادية، فتجارة الجنس هي محور الحياة الليلية الشهيرة في موسكو.
 
وتقول بعض فراشات الليل (بائعات الهوى)، إنهن خفضن الأسعار من أجل المنافسة، ولكنهن يتحدثن عن ظهور نوعية جديدة من الزبائن خلال الأزمة يطلب فيها الزبون الدعم العاطفي لا الجنس.
 
 
 
وتقول إدريانا، وهي في الثلاثينيات من عمرها تعمل في شقة تتقاسمها مع ابنها البالغ من العمر 18 عاما، إن دورها تطور لتصبح كتفاً يبكي عليه الزبائن.
 
وأضافت إدريانا، وهي تضع جانباً كأساً من الشمبانيا وتزيح شعرها الأسود الفاحم في حانة صاخبة، "إنهم يشتكون ويشتكون. كثيرون الآن لا يأتون من أجل الجنس."
 
وتذكرت إدريانا تجربة قريبة مع زبون انخفض راتبه بمقدار الثلث إلى 40 ألف روبل (1200 دولار) في الشهر وعلقت، "توقف بعد ثلاث ثوان، واقترح أن نشرب ونتحدث."
 
وترى تريسي كوكس، وهي خبيرة بريطانية في الجنس وصحافية وكاتبة، إن الرغبة الجنسية والرخاء الاقتصادي مرتبطان ارتباطاً قوياً.
 
وقالت كوكس، "الكثير من الرجال يعرفون أنفسهم بوظائفهم وكم الأموال التي يكسبونها، من المؤكد أن رغباتنا الجنسية تتأثر بأوقات العسر المالي، والضغط يسهم إسهاماً كبيراً في فقدانها."
 
وأضافت كوكس، "العاهرة امرأة تحصل على المال كي لا تحكم عليهم بسبب أي شيء يطلبونه، وبالتالي تصبح الشخص المنطقي الذي يمكن الحديث معه."
 
وعلى الرغم من أن هذا غير مشروع، فإن الحصول على الجنس مقابل المال مقبول على نطاق واسع من جانب الكثير من الرجال الروس.
 
وتعج الطرق السريعة الممتدة إلى خارج العاصمة موسكو المترامية الأطراف البالغ عدد سكانها نحو 10.5 مليون نسمة بالعاهرات، ويتفق بعضهن على أن الطلب على الجنس انخفض.
 
وتقول أوليا، وهي في أوائل العشرينيات من عمرها وتعمل بشكل مستقل بلا قواد قرب طريق (مكاد)، وهو الطريق الدائري الرئيسي بالعاصمة، "يتحدثون الآن كثيرا عن العمل. إنهم يخشون فقدان وظائفهم."
 
وتدعو لوحة على أحد المواقع الالكترونية المتخصصة حيث يستطيع الرجال البحث عن بائعات الهوى في منطقتهم إلى التخلص من التوتر من خلال الحديث، وتقول "حين يكون سعر سهمك في انخفاض، فما من طريقة للاسترخاء أفضل من الحديث مع إحدى فتياتنا."
 
وتحجم شرطة موسكو عن تقدير عدد العاهرات اللاتي يعملن بالمدينة، ولكن تقارير إعلامية وجماعات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان تقول، إن بها أكثر من 100 ألف أي تقريبا أعلى بعشرة أمثال من التقديرات الخاصة بأعدادهن في لندن ونيويورك.
 
ويقول عدد منهن في موسكو، إنه كثيراً ما تغض الشرطة ووكالات تطبيق القانون الطرف عن الدعارة أو تطلب من الفتيات إما رشوة تصل إلى ستة آلاف روبل أو خدمات جنسية مجانية.
 
وأحجمت شرطة موسكو عن التعقيب على قبول رشا لكنها قالت، إن الغرامة التي تدفعها النساء المشتغلات بالجنس تبلغ ألفي روبل، وأعلى كثيرا للقوادين الذين ينظمون عملهن.
 
وانخفض عدد المليارديرات الروس إلى النصف في العام الماضي إلى 49 حيث دمرت الأزمة المالية ثروات طائلة.
 
خفضت العاهرات أيضا من أسعارهن في ظل بلوغ البطالة حالياً أعلى معدلاتها خلال ثمانية أعوام، وتقلص الرواتب على جميع المستويات وفي جميع المجالات.
 
وتتفاوت مستويات أسعار بائعات الهوى في موسكو تفاوتاً كبيراً، ولكن كثيرات يقلن، إن بوسعهن الاحتيال على العيش للتمتع بحياة كريمة بحيث يجنين ألفي دولار شهريا على الأقل من خلال التعامل مع عدة رجال في الليلة.
 
وتتقاضى نخبة صغيرة آلاف الدولارات مقابل الجلسة الواحدة.
 
وتقول مارينا (26 عاما) التي تعرض الجنس من خلال موقعها الإلكتروني الخاص، إنها تقدم الآن عرضا خاصا لقضاء ليلة كاملة مقابل ستة آلاف روبل بتخفيض 30 في المائة عن أسعارها قبل الأزمة.
 
ويقول بعض الرجال، إن ارتفاع معدل البطالة دفع بعض النساء من الأقاليم إلى المجيء لموسكو وسان بطرسبرج لبيع الجنس، مما أدى إلى خفض الأسعار.
 
وتتابع إدريانا قائلةً، "من كان يأتي ثلاث مرات في الأسبوع أصبح فجأة لا يزورنا على الإطلاق"، موضحة، إن هذا أكبر انخفاض في الزبائن شهدته منذ امتهنت هذه المهنة قبل عشر سنوات.
 
لكن نظراً لبقاء عدد من أثرى رجال موسكو في السوق لم تتأثر فيما يبدو النخبة من بائعات الهوى.
 
وتحت الأنوار الحمراء المتوهجة بأحد النوادي الليلية الفاخرة قرب الكرملين تقول عاهرات يتقاضين ما بين 300 و500 يورو (395 إلى 658 دولارا) في الساعة، إن العمل يسير على خير ما يرام.
 

زر الذهاب إلى الأعلى