شنت صحيفة الأخبار المصرية هجوما عنيفا ضد الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله على خلفية خطابه الأخير والذي اتهم فيه النظام المصري بتوجيه الصحف الموالية له للهجوم على حزب الله وأمينه العام في أعقاب الكشف عن ما بات يعرف بـ خلية حزب الله في مصر والتي وجهت لأعضائها اتهامات رسمية بمحاولة المساس بالأمن القومي المصري.
وقال الكاتب الصحفي ابراهيم سعده في مقال له الأربعاء بالصحيفة: إن غرور نصر الله أوصله إلى الاقتناع بأنه أصبح ممنوع اللمس بالنسبة لأجهزة الإعلام باعتباره زعيم المقاومة الشرعية لعموم شعوب الأمة الإسلامية، وأن ما من صحفي يجرؤ على توجيه كلمة نقد واحدة ضده إلاّ فتكت به الجماهير".
أضاف: لهذا السبب.. صدم حسن نصرالله صدمة كبيرة عندما قيل له ـ داخل القبو الذي يعيش مخفياً فيه ـ أن الصحافة المصرية تهاجمه رداً على تصريحاته وخطبه، من جهة، وبعد اكتشاف تورطه في محاولة دس منقاره في أدق الشئون الداخلية المصرية".
وتابع: بدلاً من أن يسارع الأمين العام للفرع اللبناني لحزب الله الإيراني بالاعتذار للمصريين ـ شعباً وقيادة ـ عما ارتكبه من جريمة في حقهم، أو على الأقل يبتلع لسانه ويصمت صمت الكهوف التي يختبيء داخلها فوجئنا به يدلي، يوم الجمعة الماضي، بخطاب تليفزيوني ـ عبر قناته الملاكي "المنار" ـ يهاجم النظام المصري ويتهمه بأنه أمر أجهزته الإعلامية بشن حملة شعواء ضد شخصه وضد الفرع اللبناني لحزب الله الإيراني الذي يتولي أمانته العامة".
وقال سعده: مجرد اتهام حسن نصرالله النظام الحاكم المصري بأنه هو الذي خطط ما وصفه بـ "الحملة الإعلامية"، يعني أن الرجل لا يزال يعيش في أوهامه كزعيم محبوب من مليار مسلم".
وأضاف: "حقيقة أن العديد من الكتاب الصحفيين والإعلاميين المصريين انتقدوا، وهاجموا، تصريحات حسن نصرالله الذي تطاول فيها على بلدهم، وشكك في جدوى سياساتها القومية ومواقفها الوطنية، ولكن ما أملك أن أؤكده هنا أن النظام الحاكم المصري لا علاقة له بما كُتب ونُشر".
وختم سعده حديثه قائلا: الطريف أن "الزلمة" الإيراني الهوي واللبناني الغرض ـ يتهم الكتاب والإعلاميين المصريين الذين هاجموه، بأنهم تلقوا أوامر من النظام الحاكم لتنفيذ حملتهم ضده، لكنه لم يسأل نفسه السؤال المنطقي، والطبيعي: "إذا كان النظام يقف وراء تلك الحملة الضارية، فلماذا سمح النظام لقلة من الكتاب والإعلاميين بالدفاع عن حزب الله وأمين عام فرعه في بيروت، أليس النظام القادر علي إملاء ما ينشر في الصحف، يكون قادراً ـ من باب أولي ـ علي منع النشر".
تآمر إيران
من جانبه: قال الكاتب الصحفي محمد وجدي قنديل: "ليس خافيا ذلك الدعم الذي تقدمه ايران الي حزب الله منذ ثورة الخميني ـ وفي وقت مبكر ـ لكي يكون نقطة ارتكاز للمد الشيعي في المنطقة. وليس خافيا هذه الخصومة التي يضمرها النظام الايراني تجاه مصر باعتبارها قلعة السنة والحائط الذي يقف في وجه المخططات الايرانية لاختراق الدول العربية والهيمنة علي دول الخليج الصغيرة. وذلك باستغلال وجود الشيعة بأعداد كبيرة في المنطقة الشرقية في السعودية وفي البحرين.. وفي المناسبات يرفعون الرايات السوداء فوق بيوتهم ويحتفلون بعيد النيروز ويحجون الي العتبات المقدسة ـ حيث ضريح الحسين والائمة ـ في النجف وكربلاء.
ونقلت "الأخبار" عن قنديل قوله: إن نوايا المؤامرة الايرانية تأكدت من خلال زرع خلايا حزب الله في مصر وبحجة تقديم الدعم اللوجيستي لحركة حماس في قطاع غزة وتهريب السلاح عبر الحدود المصرية.
وتابع: عندما حدث الغزو الاسرائيلي ـ بقيادة شارون ـ للاراضي اللبنانية في الثمانينيات انتهز جنرالات الحرس الثوري الايراني الفرصة لكي يضعوا قدمهم في لبنان ـ في مناطق الشيعة الحدودية ـ وطلبوا من الخميني ارسال قوات ايرانية لدعمهم ولكنه رفض في البداية وتخوف من ان يكون فخا من جانب امريكا واسرائيل لايران. وبعدها وافق الخميني على إرسال الف جندي ايراني لتدريب عناصر من الشيعة اللبنانيين وتسليحهم لمقاومة الاسرائيليين، وكان ذلك نواة ميليشيات حزب الله، واستمرت ايران في تزويدها بالاسلحة الثقيلة والصواريخ عبر الحدود السورية ـ اللبنانية.
وصار حزب الله يملك ترسانة كبيرة مخبأة في مخازن وانفاق تحت الارض في الجنوب اللبناني ولكي يكون "دولة داخل الدولة اللبنانية"، وهكذا تتضح ابعاد مؤامرة ايران في المنطقة تحت الرايات الصفراء لحزب الله.