بقلم الشيخ / عبد اللطيف مدبولى
من علماء الازهر الشريف
لا افهم كيف يستسيغ بعض العلماء والمثقفين والسياسيين المصريين لانفسهم وضميرهم ان يجلسوا مع هشام الناظر سفير المملكة العربية السعودية فى القاهرة وفى صالونه الشهرى الذى انشأه من اجل شراء الذمم وتخريب العقول ونشر فتنة الوهابية فى بلادنا , كيف يستسيغون ذلك وهم يقرآن ويشاهدون ما يجرى للمصريين من إهانات فى تلك المملكة كيف يقبلون على أنفسهم خاصة لقائهم الاخير فى هذا الاسبوع المنعقد فى نفس الوقت الذى كان يجلد فيه وربما للمرة الالف مواطن مصرى فى السعودية بسبب نظام الكفيل العبودى والاغرب والاكثر إيلاماً كيف يقبل ضميرهم (وليس جيوبهم ) ان يناقشوا فى الصالون هذا الاسبوع موضوع (العلاقات المصرية السعودية )وانها "سمن على عسل" وهذا مواطن مصرى اخر اسمه (ناصر محمد صلاح)من قرية اولاد مهنا مركز بلبيس شرقية يجلد باسم شريعة هؤلاء الهمج الوهابيين ؟ كيف يقبل علماء دين ان يجرى مثل هذا لمسلم بغض النظر عن كونه مصرياً وهم يلغون فى الاكل والشرب و(القبض) فى صالون هشام الناظر بالقاهرة وهل امرهم الاسلام بذلك ؟ حشا لله .
على اية حال تعالوا لتسمعوا رواية المواطن المصرى ثم لنقل لكم رأينا الشرعى فى هذه الجريمة التى تتكرر بانتظام فى حق مواطنين مصريين , قصداً وكأن لديهم وعن بلدهم عقدة كراهية تاريخية تحتاج الى حل وكأنهم جعلوا جلد المصريين ليس عادة مجرمة يمارسونها بل عبادة يتقربون بها الى اله الوهابية المجسمة!!
– ان القضية تقول وفقاً لما نشرته صحيفة المصرى اليوم (4/5/2009) وعلى لسان والد الشاب المصرى المعذب/ المجلود أن ابنه ناصر محتجز لدى السلطات السعودية متهماً كفيله فهد سهيلى العتيبى بالوقوف وراء سجنه وإضاعة حقوقه, واضاف ابنى سافر عام 2007 بعقد عمل موثق وحصل على إجازة من شركة "النيل العامة لرصف الطرق" التى يعمل فيها سائقاً وتسلم عمله كسائق سيارة مياه عند كفيله السعودى الذى لم يستخرج له رخصه بحجة انه مسنود من السلطات هناك إلا ان السيارة انقلبت به بعد 8 شهور فطلب منه الكفيل تعويضاً 45 الف ريال فرفض فادخله السجن محكوماً عليه بستة اشهر لقيادته السيارة دون رخصة وبالرغم من انتهاء المدة الا انه مازال فى السجن حتى يعفو عنه الكفيل .
وأشار الى ان الكفيل اتصل به عن طريق وسيط مصرى هو المهندس عصام أحمد نور وطلب سداد 70 الف ريال مقابل اخراج ابنه فوراً من السجن الا ان اسرته لا تملك شيئاً من هذا المبلغ لا فتاً الى انه اتصل بالسفارة المصرية فى جدة لكن دون جدوى , وتابع ان ابنه لديه خمسة ابناء اكبرهم محمد 12 عاماً واصغرهم علية 3 سنوات وهو العائل الوحيد لهم ومهدد بالفصل من عمله فى مصر أناشد الرئيس مبارك واملك عبد الله عاهل السعودية التدخل لانقاذ ابنى من ظلم كفيله وحماية اسرته المهددة بالتشرد"
انتهت القصة كما نشرتها جريدة المصرى اليوم ويتبقى ان نسجل بشأنها ما يلى:
أولاً:- من العار-شرعاً وإنسانياً- أن يلبى مثقفون او علماء او رجال صحافة دعوة سفير السعودية بالقاهرة فى صالونه الشهرى المشبوه هذا فى الوقت الذى يعامل فيه ابناء بلدهم هذه المعاملة المهينة ومن الوجب شرعاً عليهم على الاقل مقاطعة هذا الصالون المشبوه حتى لو كان المقابل المادى الذى يحصلون عليه كبير .
ثانياً :- تعمد ال سعود ورجال اعمالهم جلد المصريين بهذا الشكل الدورى , بات يحتاج الى موقف عاجل وفورى من النظام المصرى وبخاصة من الخارجية المصرية وعلى الاقل معاملة آل سعود بالمثل وما اكثر انحرافاتهم الاخلاقية والمادية فى مصر وآن لكل من فى قلبه ذرة كرامة واحترام لابناء بلده ان يبادر بعاملة السعوديين بالمثل بالجلد وليس بالسجن فحسب فهذا ما يردعهم وليس هذا التعامل المؤدب الخجول فضلاً عن هذا ما ينص عليه الاسلام ويطالبنا به.
ثالثاً :- نأتى لحكم الاسلام فى نظامى (الكفيل)و(الجلد) وبدون الدخول فى تفاصيل فقهية ترهق القارئ أؤوكد لكم ان الاسلام ابطل وحرم هذا النظام (الكفيل) خاصة بعد سوء تطبيقه فى بلاد الخليج و(حسناً فعلت دولة البحرين بإلغائه) فلقد تحول الى نظام اشبه بنظام العبودية قبل الاسلام وخاصة فى مملكة ال سعود وحرم الاسلام العبودية وطالب بتحطيم قيودها وهذا النظام بكل تفاصيله ونتائجه وشروطه, نظام قهر واذلال ومصادرة لحق الانسان فى الحرية ومن ثم وجب تحريمه ومحاربته شرعاً, أما (الجلد) وبالطريقة الهمجية التى يطبقها ما يسمى بالقضاء السعودى (وهوليس بالقضاء وفقاً لابسط تعريف للقضاء العادل ) فهو مرفوض ومحرم بنص القرآن والسنة ومن يمارسه خارج عن ملة الاسلام ولن تقبل صلاته ولا ذكاته .
إننا ختاماً نسأل : هل دولة يمارس فيها الفقهاء والعلماء والساسة كل هذه المخالفات لروح الاسلام السمحة ويطبقون أنظمة الجاهلية (الكفيل) ويمارسون سلوك الغابة (الجلد) .يستحقون أن يكرموا بالاشراف على مقدسات الحجاز فى مكة والمدينة ؟ الاجابة الشرعية وبضمير إسلامى حرهى ( لا) وآن لهذه المقدسات ان تتحرر من أيديهم. والله المستعان .