وقع حاكم ولاية "مين" الأمريكية مشروع قانون يضفي الصبغة القانونية على زواج الشواذ في الولاية، مفسحا الطريق أمامها لتصبح الخامسة التي تفعل هذا بعد خمس سنوات من فتح ولاية ماساتشوستس الباب أمام زواج الشواذ. وقال جون بالدتشي الحاكم الديمقراطي للولاية الواقعة في شمال شرق الولايات المتحدة في بيان الأربعاء: "قرأت العديد من المذكرات والرسائل التي أرسلت إلى مكتبي ودرست قراري بعناية"، بحسب رويترز.
لكن القانون قد يتم تأجيله أو إلغاؤه في استفتاء عام محتمل في الولاية إذا حشد المعارضون لمشروع القانون دعما كافيا في الأسابيع القادمة.
وكان مجلس شيوخ ولاية "مين" الذي يسيطر عليه الديمقراطيون قد صوت الأسبوع الماضي بأغلبية 21 صوتا ضد 13 لدعم مشروع قانون يعيد تعريف الزواج بأنه الرباط القانوني بين شخصين مهما كان جنسهما وليس بالضرورة بين رجل وامرأة.
وقال ديفيد فارمر المتحدث باسم حاكم مين إن القانون يصبح ساريا في الولاية التي يسكنها 1.3 مليون نسمة بعد 90 يوما من انتهاء الدورة التشريعية والتي ستنتهي على الأرجح في يونيو المقبل.
لكنه أضاف أنه إذا تمكن معارضو مشروع القانون من جمع 55 ألف توقيع لأشخاص "يعترضون" عليه فسيكون بإمكانهم أن يؤجلوا سريانه انتظارا لاستفتاء عام في الولاية من المرجح أن يجرى أثناء الانتخابات في نوفمبر.
انتشار جديد
وسجل زواج الشواذ -وهو إحدى القضايا الرئيسية في الحرب الثقافية لأمريكا- انتشارا جديدا في الولايات المتحدة هذا العام، ففي أسبوع واحد في الشهر الماضي انضمت ولايتا أيوا وفيرمونت إلى ماساتشوستس وكونيكتيكت في السماح من الناحية القانونية بزواج شخصين من نفس الجنس.
وفي كاليفورنيا يأمل مؤيدو زواج الشواذ في إسقاط المادة الثامنة من التعديل الدستوري لعام 2008 -التي تحظر زواج الشواذ هناك- أمام أعلى محكمة في الولاية.
ويعكس هذا التحرك اتجاه إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما المؤيد إزاء هذه القضية، خلافا لموقف إدارة جورج بوش، حيث أعلنت واشنطن مؤخرا تأييدها لإعلان الأمم المتحدة الصادر نهاية العام الماضي الذي يدعو إلى رفع القيود القانونية المفروضة على ممارسات الشواذ جنسيا، وهو الإعلان الذي رفضته الإدارة السابقة وأدانته الدول العربية والإسلامية.
ويرى المعارضون لزواج الشواذ وهم في الغالب من المحافظين دينيا أنه يشكل تهديدا "للأسرة التقليدية" التي يقولون إنها من تقدير الله وإنها أساس الحضارة، كما يقولون إن الكتاب المقدس يعتبر زواج شخصين من نفس الجنس خطيئة.
ويلقى زواج الشواذ معارضة شديدة من قبل الفاتيكان، وكان البابا بنديكت السادس عشر قد وصف مؤخرا الشواذ بأنهم "خطر على الأرض"؛ لأنه يقف حائلا أمام تناسل البشر.