أرشيف - غير مصنف
الأحمد يُحرج السعودية بعد اتهامه لتونس بمحاربة الإسلام ورعاية البغاء
بفتوى غير محسوبة الأبعاد،أوقع الموظف بقسم البحث العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية يوسف الأحمد السعودية في حرج مع دولة تونس،وذلك بعد اتهامه للحكومة التونسية أنها تقنن دور البغاء وتمنع المصلين من أداء الصلاة في المساجد وتحارب الحجاب في المدارس والمعاهد العلمية والمؤسسات المجتمعية.
وجاء تهجم الأحمد أثناء فتوى له رداً على سؤال مفصل في موقعه الإلكتروني،حول رأيه في مجموعة من النساء ذهبن ضمن وفد رسمي لتونس ويتبعن للمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب التقني فجاء جوابه بمطالبتهن بالتوبة،ولم يتوقف عند هذا الحد بل تهجم على الحكومة التونسية بقوله "الموضوع أخطر من سفرهن بلا محرم وإن كان محرما للنصوص الصريحة الصحيحة في تحريمه، فحكومة تونس هي أسوأ حكومة في العالم في محاربتها لشعبها في دينه فهي تمنع الحجاب الشرعي في الدوائر الحكومية والجامعات ، وتضيق على المسلمات ، وتتبنى الاختلاط المحرم بأسوأ صوره ، وتقنن دور البغاء رسمياً ، وتحرم التعدد ، وتحارب الدعوة إلى الله تعالى".
وجاء الرد الرسمي من سفارة تونس في دولة الامارات العربية المتحدة بما نصه :
"لقد كان أول ما بادر به الرئيس زين العابدين بن علي رئيس الجمهورية التونسية منذ 7 نوفمبر تشرين الثاني 1987 هو رد الاعتبار للدين الإسلامي الحنيف كأحد أهم مقومات الشخصية الوطنية التونسية بالارتقاء بقيمه السمحة والنبيلة إلى منزلة متقدمة تهم حاضر التونسيين ومستقبلهم في إطار مقاربة سياسية كاملة ومشروع مجتمعي حضاري يهدف إلى إرساء مجتمع متضامن ومتسامح ومتجذر في هويته العربية ومتفتح على الثقافات والحضارات الأخرى" .
وأضاف البيان :" من منطلق تمسكها بديننا الحنيف حرصت الدولة كل الحرص على رعايته ورفع منارته وإحياء شعائره وإتباع تعاليمه وتم في سبيل ذلك اتخاذ جملة من الإجراءات العملية والقرارات المهمة منها إحداث وزارة تعنى بكافة الموضوعات والمسائل المرتبطة بالشؤون الدينية، ومضاعفة الاعتمادات المالية المرصودة لتعهد المساجد والمعالم الدينية وصيانتها وترميمها إضافة إلى بناء عدد من المساجد الجديدة نذكر منها بالخصوص جامع العابدين بقرطاج، وسعي الوزارة إلى ترشيد الخطاب الديني كي يكون قائماً على فهم سليم لحقائق الإسلام، وإعادة الاعتبار لجامعة الزيتونة العريقة مما مكنها من استعادة إشعاعها ومجدها وأداء رسالتها الدينية" .
وأضاف البيان كذلك بما نصه "المتأمل في حرص تونس على العناية بالتربية الروحية والدينية وإعلاء شأن الدين الإسلامي الحنيف وبناء المساجد وصيانتها يجد الشواهد والأدلة القاطعة على أن تونس لا يمكنها بأي حال أن تكون في صورة المقال المذكور . فقد ظلت بلادنا على مدار تاريخها منارة من منارات الدين الإسلامي الحنيف ومركز الاجتهاد والتسامح والاعتدال والانفتاح" .
يقول أحد المراقبين للحركة الدينية في السعودية "يوسف الأحمد بدأ ينفذ ما كان يقوله على شبكة الإنترنت،ولعل الخطورة ليست في الإجابة بقدر ما هي في السؤال الذي اختتم السائل بقوله وهل يجب علينا الإحتساب وهنا تكمن الخطورة،أي أن الأحمد أصبح مرجعية قد يأمرهم بالإنكار أو التفجير،ويعتبرونه مرجعاً أساساً لهم وهذا لا يمكن السكوت عليه … هو قد أعلن قبل فترة عن تشكيل مجموعات احتسابية،وخطورتها أمنية واجتماعية ومع ذلك لم يتم التحرك بشأن ما قال ولم يتم القبض عليه".
وعن ما ترتب على فتواه من حرج للحكومة السعودية أمام تونس قال "نحن نعلم أن العلاقات كانت متوترة بين تونس والسعودية في فترة ماضية،ولعل الجميع يعرف أن مثل هذه الفتاوى والآراء الغير محسوبة تحرج المملكة وتعيد إليها كثيرا من التهم الموجهة لها سابقاً كالتطرف والعنصرية وغيرها والآن هذا يوسف الأحمد لم يتجاوز الأربعين وبدأ يسرح ويمرح ويشتم وينتقد ويفتي دون أن يردعه أحد،وهو يحاول أن يكون ممثلاً للجيل الجديد من الصحوة لكنه بالتأكيد أكثر رعونة وعشوائية في التعامل مع الأحداث والمواقف".
مما يجدر ذكره أن يوسف الأحمد قد تم منعه من التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وإحالته إلى البحث العلمي،بعد معارضته لإجازة اليوم الوطني في السعودية وإصدار مجموعة من الفتاوى المتشددة.
(السياسي)