بقلم د. رفعت سيد أحمد
أجتمع وزراء الخارجية العرب يوم الخميس الماضى (7/5/2009) بمقر الجامعة العربية والهدف هو التاكيد على ما يسمى بمبادرة السلام العربية والحديث عن القدس التى تضيع عروبتها واهلها واسلامها. فتمخض اجتماعهم الهزيل عن بيان اكثر هزلاً يؤكد تمسكهم بتلك المبادرة , التى سبق ورفضها كل من (شارون- أولمرت- بيريز ) ثم ها هو (نيتنياهو وليير مان) يرفضانها جملة وتفصيلاً رغم انها تصب فى الاساس فى مصلحة دولتهم العدوانية لانهما ببساطة يريدان المزيد ويروا ان ابتزاز اكثر وتنازلات اكثر يريدان ان يتعرى العرب تماماً, وان تسقط حتى ورقة التوت التى يلتحفو بها واسمها (المبادرة) وان تسقط معها كرامتهم وعزتهم وحتى بياناتهم التى تشجب وتدين ولا تفعل اكثر من ذلك .
حول هذه المبادرة وسر تمسك العرب بها دعونا نسجل ما يلى عله يفيد فى ايقاظ عرب امريكا المتعبدون فى محراب تل ابيب :-
ان هذه المبادرة نشأت على ايدى الكاتب الامريكى /توماس فريدمان وهو صهيونى الجنسية ايضاً واعدها وكتبها للملك السعودى وهذا باعتراف الاثنين والحقائق منشورة فى صحف أمريكا والعالم , وفى ظنى ان هذا ليس المهم فى الامر, المهم هو ما احتوته المبادرة من قضايا واهداف اكثر صهيونية من صاحبها؛ ابرزها هو الاعتراف العربى الجماعى باسرائيل والموافقة على التطبيع الشامل معها, والاخطر هو اسقاطها لحق العودة ل6ملايين فلسطينى يعيشون فى الشتات , فلم تاتى على ذكر جاد وفعلى لقضيتهم كحق لا يسقط بالتقادم فقط , المطلوب من اسرائيل وفقاً لهذه المبادرة صهيونية النشأة والهدف هو ان تعود اسرائيل الى حدود الرابع من يونيو 1967 وان تضيع باقى فلسطين ومعها يضيع حق عرب 1948 وحق الامة فى القدس الموحدة الكاملة المسلمة العربية بمساجدها وكنائسها, وان تبقى المستوطنات (350مستوطنة) فى الضفة مع تعويض مالى (يدفعه الخليجيون بالطبع) للفلسطينيين واعطائهم بعض الاراضى الجرداء فى صحراء النقب وأن ترفرف أعلام الصهاينة على سفارات اسرائيلية جديدة اهمها سيكون حتما فى الرياض وربما فى مكة!!
– تلك هى المبادرة فهل تستحق وهى بهذا الحال البائس وهذا الاجتراء على الحقوق التاريخية للشعب الفلسطينى وللامة العربية والاسلامية , ان يجتمع لها كل حين وزراء الخارجية , وقبلهم حكام العرب ليؤكدوا للصهاينة انهم اضعف من ان يمتلكوا وسيلة اخرى لاسترداد حقوقهم , فيقابلهم الصهاينة بمزيد من المطالب حتى تسقط كما قلنا كل اوراق التوت. واين الاسلحة الاخرى: اين المقاومة والنفط والمال العربى المستباح من انظمة الكفيل على الراقصات والسفه الذى لا ينتهى , اسئلة لا تحتاج الى اجابة ..بل تحتاج الى قليل من العزة والنخوة التى يفتقدها عرب المبادرة فى هذا الزمن الردئ . والله اعلم.