أرشيف - غير مصنف

إسرائيل تمنع زيارة المسجد الأقصى وبشّار الأسد يمنع زيارة المسجد الحرام

طالعتنا الأخبار حول منع الأجهزة الأمنية السورية سفر المهندس غسّان نجّار من أداء مناسك العمرة , مع زوجته وذلك ضمن وفد من فرع حلب لنقابة المهندسين السوريين تعداده أربعون مهندسا وكان الوفد على وشك أن يستقل الطائرة من مطار مدينة حلب –شمالي سوريه- بإتّجاه مدينة جدّة السعودية .

 
هذا النبأ أثار حفيظة المجتمع السوري بجميع شرائحه وتساءل المواطنون السوريون هل أنّ سفر المهندس المذكور إلى الأراضي المقدّسة هو خطر على أمن سوريه !!,أوعلى أمن النظام!! والرجل ذاهب ليتعبّد أمام الكعبة والصلاة هناك تعدل مائة ألف صلاة في غيرها ولابد أنّه سيزور المسجد النبوي الشريف ومثوى الرسول الأعظم محمّد صلّى الله عليه وسلم والصلاة هناك تعدل ألف صلاة في غيرها من المساجد .
 
لا بد أنّ النظام السوري يخشى من دعاء المؤمنين أمام باب الكعبة المشرّفة على النظام الظالم لشعبه وعلى رأس نظامه!! وهو مسئول كل المسئولية عن إعطاء مرؤوسيه من الأجهزة الأمنية صلاحية المنع والقمع , المنع للمواطنين من السفر خارج الوطن ولو كان للحج أو العمرة ولو كان للسياحة أو العمل , وإذا قيل أنّ هؤلاء ناشطون سياسيون , فهل هؤلاء مستثنون من حقوق المواطنة الّتي تشمل الناس كل الناس والدستور والقانون لا يقبل التمييز بين مواطن ومواطن فالناس كلّهم متساوون أمام القانون في الحقوق والواجبات , لائحة المنع أصبحت تغطّي المئات بل الآلاف من المواطنين السوريين دون سند من قضاء نظامي أو قانون عادل , لقد أصبح الناس يعيشون في سجن كبير , فضلاً عن سجون القمع الكثيرة المنتشرة في كافة المدن السورية وعلى الأخص سجن صيدنايا العسكري ذات السمعة السيئة وجميعها تحتوي جميع شرائح سجناء الرأي والضمير وعلى الأخص من ذوي التيار الإسلامي المعتدل ولو أشاعوا زوراً بأنّهم من المتشددين أو الإرهابيين أحيانا !!.
 
إنّ المهندس غسّان نجّار أوشك أن يستريح من عناء الظلم الّذي يكابده هو وغالبية الناس , أوشك أن يستريح من عناء الدنيا وقد قضى اثني عشر عاما في سجون النظام وهو قد بلغ الآن من العمر واحداً وسبعين عاما,والأمراض العضال تنهش جسمه,أفكثير عليه أن يصلّي في المسجد الحرام وفي مقام إبراهيم بعد هذا العناء الطويل وهو يدفع الظلم عن شعبه هو وزملاؤه من نقابة المهندسين وقد كان أمين سر نقابتها عام ثمانين وتسعمائة وألف0 !!؟؟ .
 
أين نقابة المهندسين الّتي يفترض أن تدافع عن أفرادها ؟! , لقد كان من المعروف أنّ المهندس نجّار كان يتصدّى للدفاع عن كل مهندس في نقابته يوم تحمّل مسئوليتها, أم أنّ نقابة المهندسين الآن أصبحت من المنظّمات الشعبية الّتي تأتمر بأمر النظام , وقد غيّروا قانونها الأساسي بل غيّروا جلدتها ونصّبوا عليها أناسا لا يهمهم سوى تأمين مصالحهم الشخصية وإملاء جيوبهم , شأنهم شأن القطاع العام .
 
يستذكر الناس تصرّفات إسرائيل المشينة وهم يرون قطعانهم الهمجية وهي تمنع الفلسطينيين من زيارة المسجد الأقصى , فلا يرون فرقا بين هذه الهجمة الشرسة لمنع المصلين من زيارة الأقصى ومنع بشّار الأسد عُمّار وحُجّاج البيت الحرام من زيارة الكعبة المشرّفة ومثوى ومسجد رسول الله عليه الصلاة والسلام , بل أنّ ظلم ذوي القربى أشدّ مرارة على المرء من وقع الحسام المهنّد .
 
أرى وأنصح مسئولي النظام أن يعتذروا للمهندس غسّان النجّار ويبلغونه فوراً قراراً من الرئيس بإلغاء منعه من السفر ليس بشأنه فحسب بل لجميع المواطنين على إختلاف آرائهم وأطيافهم , إن في ذلك لذكرى لأولي الألباب .
 
محمّد علي – ناشط حقوقي       

زر الذهاب إلى الأعلى