أرشيف - غير مصنف

فنانون . . على ابواب جهنم . . ؟؟

خالد القره غولي

كاتب وصحافي عراقي

لا أدري حقاً لمَ هذا الشغف بنقل الأكاذيب بين الناس، ولماذا التلذذ بعذاب الآخرين وإنتهاك حرماتهم وأبقي محتاراً بين ما يُفترض أن يؤديه الفنانون العرب
من واجبٍ مقدس أنيط بهم وإبداء المشورة والنصيحة وإصلاح ذات البين وتقريب وجهات النظر بين الاشقاء في كافة دولنا العربيه و الاسلامية و السعي الي استئصال كل جذور وبذور ودواعي الفتنة وقبرها أينما حلت ..
وبلاد العراق اليوم   قطَّعتها الفتنة إرباً وفتحت أذرع القيل والقال أبوابها مشرعةً أمام العدو المحتل حتي وصل الأمر الي وضع السلاح الشريف جانباً والإصغاء الي الشائعات والأكاذيب والضحك علي الذقون وهكذا بقي عراقنا فريسة الجهل والفتنة والعبث وقساوة وخسة المحتل فزاد عدد الأميين وتعددت ..سقوف الهزيمة وزاد عدد العملاء والسراق والجبناء وكثرت فيه الذكور وقلت فيه مع الاسف الرجال نعم الرجال ..الرجال ..الرجال   وأغلقت أبواب الفرج! في بدايات الاحتلال لم يتجرأ أحدٌ في كافة دولنا العربيه والاسلاميه علي إعلان الجهاد علي المحتل ومن تجرأ إما قتل علي يد جند المحتل أو سُجن أو هرب خارج بلده ، أو بقي صامتاً حفاظاً علي عرضه وأطفاله وبلده ، وإستقر المحتل وجاء خفافيش االامريكان من اعداء   العراق والعرب من يمثل الخسه والترجمه والمرافقه ومن القاده العرب الذين فتحوا قلوبهم قبل حدودهم ..لكي تدخل الجيوش الغازيه ارض الرافدين .. منتهكين الحرمات والدين والأموال والأنفس والقلوب، فلم يُبقوا شيئاً إلا وحرّموه ولم يتجرأ أحدٌ أيضاً علي تأنيبهم أو إيقافهم عند حدود الحق أو إعادتهم الي جحورهم التي خرجوا منهاوهنا لا أجد سبباً وجيهاً واحداً أو مقنعاً لتعامل عدد من المخرجين والفنانيين في مصر الشقيقه مع بلدي العراق واخراج عدد من الافلام والمسرحيات والاعمال التلفزيونيه تنتقص من كرامة العراقيين وكان اخرها فلم كباريه ….
 
والغريب في الأمر أن المصريين من خلال الاعمال الفنيه ومع الاسف اشتركت معهم في هذه الاعمال عدد من دول الخليج من اجل الاساءه الى تاريخ العراق الشريف ..نعم ان العراقيين حسبوا مصر دوله شقيقةً (مع الأسف) وصدقوا المقولة القديمة بأن ارض المعز حاضنة لأشقائهم العراقيين.
المصريون (وهذه المسألة ليست جديدة) يرحبون ويصفقون ويرقصون فرحاً لكل من يحمل العملة الصعبة كي ينثرها في شوارع الهرم أو مثرم الشيخ .. أو .. ، سواء كان إسرائيلياً أو أوربياً أوخليجيا او إفريقياً أو حتى من المريخ المهم يد فع فلوس .. لكنهم يتفننون في جرح كرامة العراقيين في هذا الظرف العصيب الذي يتطلب مد يد العون من .. أما ما سمعناه عن أن االقاهره حاضنة العروبة فهم أكذوبة نشرها صحافيون مصريون كذابون تشجيعاً للسياحة وعمل الاعمال الفنيه ومع الاسف في بلدهم ليس إلا !
 
ونحن في العراق لا ننسى أحداً ، من أساء لنا ومن أحسن إلينا ، نحن في العراق فتحنا قلوبنا قبل حدودنا لعدد كبير من أبناء الشعب المصري في جميع جامعات العراق ملئوا أرض الرافدين من الشمال إلى الجنوب ومن الغرب إلى الشرق ، لا تجد شارعاً إلا ويتمشى فيه إخوة مصريون ، أصبحوا جيراناً للعراقيين في بيوتهم وعملوا في مصانعهم ومعاملهم ومنشآتهم العسكرية والحساسة في حين لم يسمح لكثير من العراقيين في الدخول لهذه المواقع ، تزوجوا من العراقيين وتزوج العراقيون منهم ، وحصل الآلاف منهم على الجنسية العراقية بدون أي عناء ، وأصبحوا مواطنين من الدرجة الأولى حتى بقي البعض منهم موجودا معزز ومكرم لحد اعداد هذا المقال ..وبدأ العراق يرفع شعارات (إياك أن تعتدي على مصري ) فالعقوبة السجن و (المصري ثم العربي .. العراقي) ، وآلاف الحكايات والوجوه والذكريات التي مازال بعض المصريين يعيش بين أشقائه العراقيين حتى هذه الساعة ، ولا ننسى أبداً تعامل الدولة معهم في أيام الحصاراللعين حين منحتهم حقوق العراقيين نفسها وغيرها من الأمور التي يخجل الإنسان من ذكرها وبخاصة إذا كانت بين الأشقاء ..
 
والمصريون يتمسكون عندما تطرح هذه الأمور معهم بأنهم أتوا للأعمار وهذه خرافة أخرى لا أريد أن أشغل القارئ بها لأن الحقائق أظهرت طيلة عقود طويلة العكس تماماً ، ولحد الآن تطالب الحكومة المصريه وبأسلوب رخيص ببعض الأموال التي مازالت في ذمة الحكومات العراقية السابقة ! بينما تقوم عشرات الدول الكبرى والصغرى بمسح وإلغاء ديون العراق وهي بالمليارات تقديراً منها لما يمر به الشعب العراقي في محنته الكبيرة ..
 
نقول لما تبقى من أخوةٍ بيننا وبين الشرفاء في مصر ، الشرفاء الأشقاء من أبناء الشعب المصري والأحزاب المعارضة والمنظمات الإنسانية ، إن ما يقوم به عدد من المخرجيين والفانيين حكومتكم ولصوص الرشوة والمحسوبية تجاه بلدي العراق والتنكيل بتاريخ بلدي العراق العظيم سيطلق رصاصة الرحمة على علاقةٍ أبدية بين شعبين شقيقين تربطهما علاقات الدين والدم ولمصير ، والمؤسف أكثر أننا لم نجد أو نسمع صوتاً واحداً أو قلماً شريفاً يندد بهذه الاعمال وخصوصا من ازلام حكومتنا الخجوله .. لما يتعرض له العراقيون من تضييق الخناق عليهم ومحاولات طردهم وحجزهم في المطارات بحجج كان من المفروض أن تطبق على آلاف اليهود والأوربيين المنتشرين في شوارع القاهره والاسكندريه وشرم الشيخ وما ادراك ما مثرم الشيخ ومدينة الاهرامات وهم يعبثون بأرض مصر الكنانه وينشرون المرض والفساد فوق ربوعها ونحن العراقيون اليوم نتوجه بالسؤال إلى نقيب الفنانيين المصريين وما تقوم به مدنكم الاعلاميه والفنيه في توجيه الاهانه للشعب العراق الاصيل يحتاج الى مراجعه سريعه وعالجه ونحن نحذر من مغبة الاندماج من البعض من يريد الاساءة للعراقيين ومن هنا يجب ان نؤكد قبل نذكر نحن معشر الصحافييون في بلدكم الجريح ان العراق سيتعافى عن قريب ان شاء الله …وسنعلن للعالم المحب للعراق ..هنالك فنانون على ابواب جهنم …
 

زر الذهاب إلى الأعلى