أرشيف - غير مصنف
أبحثوا عن (الموساد) والسعودية خلف تضخيم قضية حزب الله
بقلم د.أحمد الشافعى
مركز مقدسات للنشر
مما لا شك فيه ان ما يجرى فى مصر منذ ابريل 2009م من إكتشاف ما اسمته السلطات المصرية بخلية حزب الله يعد حدثاً مهماً فى تاريخ العلاقات المصرية اللبنانية . وفى تاريخ حزب الله تحديداً وكان مناسبة سياسية لتصفية الحسابات للبعض من كارهى اى كلمة عن (المقاومة), حسابهم القديم مع حزب الله والمقاومة الفلسطينية ملتحفين زوراً بقميص عثمان المسمى ب(الامن القومى المصرى) و(السيادة الوطنية) وغيرها من اللافتات التى لم يحترمها نظام ما بعد كامب ديفيد 1979 وحتى يومنا هذا. ولنتأمل ما جرى ولايزال يجرى مع الاسرائيليين : سياحاً وجواسيس لنعلم ونتعلم ونقارن.
وبعوده للقضية وتفاصيلها المثيرة , والتى بدأت الان تهدأقليلاً لاسباب اخرى تتصل ربما بذلك الوباء العالمى الجديد المسمى بإنفلوانزا الخنازير؛ نود ان نلفت نظر المتابعين والمهتمين بهذه القضية الى امرين مهمين لعلهما يفيدا فى استجلاء حقيقة التضخم والضجة المثارة حول هذه القضية :-
الامر الاول:- هو ما كشفته صحيفة معاريف الاسرائيلية فى عددها يوم الجمعة (1/5/2009) من أن الموساد الاسرائيليى هو الذى زود الاجهزة المصرية بالمعلومات عن خلية حزب الله, وانه بالتالى هو الذى دفع فى اتجاه تضخيمها وهذا قطعاً لمصلحته الاستراتيجية بعد الهزائم المتكررة امام حزب الله وحاجته الماسة لفك الارتباط العربى من حوله مع تشويه واسع النطاق لجهاد حزب الله وسهولة وصمه بالتأمر والانقلابية ونشر التشيع الى اخر قائمة الاتهامات التى تداولتها الفضائيات والصحافة غير المحترمة فى مصر وخارجها , فإذا كان هذا الامر طبيعى من إسرائيل فإن الامر غير الطبيعى هو ما جاء من السعودية .
الامر الثانى :- وهو الدور الخفى للسعودية فى دفع القيادة المصرية لتضخيم القضية بل ومدها بالمعلومات وتسليم متهمين ومنهم المتهم رقم 22 واسمه /مسعد الشريف انظر صحيفة المصرى اليوم وتفاصيل التعاون الامنى عالى المستوى بين مصر وآل سعود (المصرى اليوم 9/5/2009 ) واجبار السعودية لمصر على عدم معاملة هذه القضية بنفس الموضوعية والهدوء التى عاملت بها قضايا التجسس الاسرائيليى والامريكى الاخرى , بالاضافة لذلك فقد تكشفت بعض الحقائق الجديدة نشرتها بعض المواقع المهتمة بالشأن السعودى وذكرت فيها ان السعودية بعد ان هزمت فى لبنان وتوالت هزائمها السياسية امام المشروع المناوئ لها بقيادة سوريا وايران واقتراب الادارة الامريكية من فتح حوار واسع مع كلا البلدين وتراجع حظ فريق 14 آذار فى الانتخابات القادمة وقرب سقوط السلطة فى لبنان فى ايدى فريق 8آذار بقيادة حزب الله , رغم التأمر الواسع الذى قاده العرش السعودى على لبنان بعد استشهاد رفيق الحريرى (فبراير2005) ورغم الاموال الباهظة التى ضخت فى عروق المتأمرين كل ذلك فشل ولم يعد بإستطاعت السعودية ان تلعب دوراً يليق بتاريخها التأمرى المعروف ضد المصالح العربية وضد المقاومات العربية المجاهدة وفى طليعتها (حزب الله وحماس والمقاومة العراقية ) فكان ان دفعت بالنظام المصرى فى اتجاه التصعيد والتضخيم رغم الاضرار البالغة التى ستعود على النظام المصرى مستقبلاً جراء ذلك، الا ان الافواه الحاكمة ونخبتها الاعلامية والسياسية فى مصر ممتلئة بالنفط والدولار فلم تنطق وواصلت حملتها الحمقاء وخلطها لكل الاوراق . كان الدور السعودى واضحاً فى اشكال عده حتى فى صمته وخبثه ومكره وأيضاً فى الزيارات السرية للمسئولين الامنيين فى البلدين المستمرة منذ الاعلان عن اكتشاف هذه الخلية وحتى لحظة كتابة هذا المقال .
إن هذين الامرين او الدورين: الاسرائيلى والسعودى هما السببان الرئيسيان فى تقديرنا فى تضخيم قضية حزب الله فى مصر وعلى السياسيين والمتابعين لذلك ان ينتبهوا لدلالاته ولابعاده المستقبلية والى القاسم المشترك التاريخى بين اولاد العم (آل سعود وأل صهيون) وان كان من نصيحة تزجى هنا فهى للمصريين: ان انتبهوا للالغام والافخاخ التى توضع لكم من هذا الثنائى التاريخى وهى الغام لن تكون اثارها المدمرة على حزب الله وخليته وسمعته فحسب بقدر ما ستكون على دوركم وامنكم القومى الفعلى .فانتبهوا يا أولى الالباب.