قنبلة الرّيس الذرية ! بقلم محمدعبدالرحمن

 

رحم الله الفنان الخفيف الظل جورج سيدهم وأمدّ بعمر رفيقه الفنان الظريف سميرغانم . تجلــّيا معاً أمامي بقفشاتهما الطريفة ما أن وقعت عيناي على العنوان التالي : (وكالة الطاقة الذرية تؤكد العثور على آثار يوارنيوم عالي التخصيب في مصر) ! . هههههههههههههههه . أخذتني الضحكة من فوري إلى المشهد الذري الأثير في مسرحية (المتزوجون) … أظنكم عرفتموه ، أي نعم لا سواه ، مشهد المشاهد الذرية كما تتبدى على محيـّا ولسان وقوام سميرغانم وهو يهزأ من جورج سيدهم : عالـِم زرّاط عـزيم ! . ههههههههههههههههه حتى الفـَقــَعـان .

 
 
 
فلنخرج من القهقهة وندخل في الجد ، أي لنتوحّـل في الغمّ العربي ، وليسأل أحدنا الآخر : حسناً ، الآن ، وبعد أن تكشف ما تكشف من مشروع ذري ردعي عربي واعد في أرض الكنانة ، هل أدركتَ لماذا ظل أبو الغيظ (بالظاد الغليظة) يقتلنا غيظاً قبل وطوال وبعد أيام الهولوكوست الصهيوني في غزة ؟! . (الرّاجل) كان يحاول أن يـُظهــِر عكس ما يبطن لإسرائيل يا أخي لأسباب تكتيكية محضة . كان أبو الغيظ بفيض غيظه علينا يوحي لنا (نحن البلهاء) بأن نظامه السوبرـ قومي بصدد لا كسر التوازن الإستراتيجي مع اللقيطة الصهيونية فحسب ، وإنما هو بصدد إنهاء حالة الإنفراد الصهيوني بالسلاح الذري في الشرق الأوسط ! . ولهذا السبب حصراً وقصراً وجمعاً وضرباً وطرحاً وكسراً تحمل النظام المصري ما تحمله صابراً من أطنان الإزدراء العربي الشعبي (لا الرسمي بالطبع) جراء مواقفه التقليدية المخزية من حصار ودمار غزة ومن مجمل القضايا العربية التي تتطلب وقفة رجال ذوي شهامة . فالمسألة بوضوح تتعلق بإنتهاج النظام العروبي المصري لسياسة المراوغة الذكية للتغطية على تحركاته (اليورانيومية) بغية الوصول بسرية تامة إلى الردّع الذري فتجريد العدو الصهيوني من ميزة تفوقه على هذا الصعيد ثم فرض ((مبادرة السلام العربية الخالدة غير المعدلة !)) عليه من موقع القوة العربية الرسمية المشفوعة بالإقتدار النووي للرّيس مبارك .
 
 
 
نعم أخي الفاضل ، ولولا أنّ كلاب الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد شــمّت رائحة اليورانيوم المصري العالي التخصيب لبقينا نتخبط في عتمة غيظنا من آل الغيظ ولقادنا جهلنا بهذه الحقيقة الذرية إلى مزيد من التوغل في ظلمات الإجتراء الآثم على نظام مضح ٍ آثـرالإنحدار بسمعته القومية (البرلنت) أمام الجمهور العربي إلى أسفل السافلين من أجل أن يحافظ على سـرّية مشروعه الذري الخلاق في أطار مسعاه الحربي الإستراتيجي لكسر الميزان العسكري مع اللقيطة الصهيونية المدججة بالقنابل الذرية ! .
 
 
 
إنما وكما يقول المثل : ربّ ضارة نافعة . فالحمد لله أنّ كلاب التجسس الدولية قد أماطت اللثام عن يورانيوم النظام المصري لتوضع بذلك الأمور في نصابها الصحيح وترتد رماحنا نحن المغتاظون من شــلة أبي الغيظ إلى نحورنا ولا يعود هناك من يتخرص أو يتجرأ عليهم بإدعاءات باطلة جوفاء من قبيل الحملات الإعلامية الظالمة بحقهم لا لشيء سوى لأنهم ـ مثلا لا حصراً ـ في أحدث الأنباء الموثقة : (( أتـلفوا نحو 250 طناً من المعونات الغذائية المقدمة إلى الفلسطينيين المحاصرين في غزة بسبب إنتهاء فترة صلاحيتها وهي محبوسة عمداً في مخازن ميناء العريش )) ! . ألا لا وفق الله كلّ من يشكك بعروبة النظام المصري … الزرّاط العزيم .
 
Exit mobile version