أين المدارس العربية فى أمريكا ؟
بقلم : رشا زكى – نيويورك
كنت قد تحدثت فى السابق عن حاجة جاليتنا العربية إلى مشروعات تنموية عديدة لكنى ننهض بها لعل من أهمها إنشاء مدارس عربية . والمدارس العربية التى أقصدها تختلف إختلافا كبيرا عن المدارس الإسلامية الموجودة حاليا والتى تخضع لإشراف المساجد.
ويكمن الإختلاف بين نوعية المدرستين فى أسلوب الإدارة والتبعية ، فالمدارس الإسلامية وإن كانت قد إنفصلت بعضها عن المساجد شكليا ، إلا أنها لا تزال تقبع تحت إشراف المساجد . وبالرغم من كل الإحترام والتقدير الذى أكنه لشيوخ المساجد وللقائمين على المؤسسات الدينية ، إلا أن مؤسسة التعليم يجب أن تكون منفصلة إنفصال تام وحقيقى عن مؤسسة المسجد.
والآن دعونى أصحبكم فى جولة داخل الحقل التعليمى التابع لمؤسسات المساجد ندخل فيه سويا للتعرف على أعضاء هيئة التدريس فى المدارس الإسلامية . أعرفكم على الأستاذ فلان الفلانى مدرس اللغة العربية فى إحدى المدارس الإسلامية حاصل على بكالوريوس تجارة من البلاد ، والأستاذة فلانة الفلانية مديرة إحدى المدارس فى منتصف العقد الثانى من عمرها ، تنقصها الخبرة والوعى الكافى اللازمان للعمل كقائدة لإدارة المدرسة ، كما أنها لا تحمل المؤهل الجامعي المناسب الذى يؤهلها للعمل فى مجال التعليم . أما الأستاذ علان الترتانى مدرس الدين الإسلامى لا يحمل أى مؤهل جامعى على الإطلاق ، وإنما مؤهله الوحيد أنه أحد أقارب أو أحد معارف أعضاء إدارات المساجد . وإذا كنتم تبحثون عن الأخصائى الإجتماعى فى المدرسة فلن تجدوه ، ولكى لا تظنوا أنه غائبا ، فاننى أوضح لكم أن تلك الوظيفة لم يشغلها أحد فى المدارس الإسلامية حتى الآن . بالرغم أن دورالأخصائى الإجتماعى هام جدا من حيث قدرته على التعامل مع نفسية الطفل ، الذى يعيش حالة من التيه الثقافى بين ثقافتين ، ثقافة شرقية وأخرى غربية ، عادات وتقاليد شرقية وأخريات غربية ، لغة فى المنزل وأخرى فى المدرسة .
أظنكم الآن وبعد أن تعرفتم على بعض من أعضاء هيئة التدريس فى المدارس الإسلامية ، لاحظتم أن العاملين فى الحقل التعليمى ليسوا من المتخصصين ولا من ذوى الخبرات فى مجال التعليم .
يا إخوانى وأخواتى …نحتاج لتعاونكم ودعمكم من أجل تحقيق هذا المشروع ، مشروع المدرسة العربية . الذى سوف يخدم أبناء الجالية العربية من المسلمين وغير المسلمين ، بالإضافة إلى تعليم الدين الإسلامى للطلبة المسلمين . . أما عن اللغة العربية فهى أمانة يجب أن نؤديها لأبنائنا ، إنها لغة القرآن ، وعلينا أن نحميها من الإندثار، وفى حماية اللغة حماية للدين .
لماذا لا نقوم بحملة واسعة لجمع الأموال لإنشاء مدرسة عربية نموذجية ؟! لماذا توجه أموال التبرعات دائما للخارج لدعم إخواننا فى فلسطين والعراق؟! لا باس من عمل الخير، ولكن أين الدعم فى الداخل ؟ لماذا لا يخصص جزء من تلك الأموال لدعم مشروعات للجالية ؟ أليس لأبنائنا وبناتنا حق علينا ؟ علينا أن نتذكرقول الله تعالى فى كتابه العزيز : ( أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى. ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى( القيامة : 34 – 35 مع ملاحظة تكرار الآية مرتين . و قول نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم : ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ) . ومن منا لا يعرف المثل القائل : ( اللى يعوزه البيت يحرم على الجامع ).
تلك المدرسة سوف تحظى بدعم الحكومة الأمريكية لها ، لأنها لا تتبع مؤسسة دينية . كما أن هذا مشروع إستثمارى يدرربح كبيرللقائمين عليه، كما هو حال المدارس الخاصة فى بلادنا العربية.
نحن بحاجة لمدرسة عربية نموذجية تابعة لمؤسسة التعليم ، ولا تخضع لإشراف المساجد، يكون أعضاء هيئة التدريس فيها من ذوى التخصصات والخبرات ، وأن يكون بها أخصائى إجتماعى يستطيع أن يتعامل مع مشكلات الطلبة. وبذلك نكون قد قدمنا خدمة لأبنائنا ولجاليتنا .