أرشيف - غير مصنف

الشيخ الكلباني على خطى الشيخ اللحيدان ؟ بقلم حبيب طرابلسي

 

تصاعدت المطالبات بإقالة الشيخ عادل الكلباني، إمام الحرم المكي، بعد تكفيره لعلماء الشيعة، في وقت يشهد فيه الشارع السعودي والمنطقة العربية عموما حالة من التوتر الطائفي، مما يشكل أكبر إحراج للحكومة السعودية منذ الفتوى ضد أصحاب الفضائيات "الفاسقة" التي أطلقها في سبتمبر الماضي رئيس مجلس القضاء الأعلى سابقا، الشيخ صالح بن حميد اللحيدان، و التي ضج منها العالم.

 
 
 
وكان الشيخ الكلباني – المشهور بـ «اوباما السعودية» لبشرته سوداء اللون و الذي عيّنه الملك عبد الله بن عبد العزيز في سبتمبر 2008 إمام الحرم الإسلامي الأول بمكة المكرمة، كجزء من مشروع الانفتاح والتسامح وللتأكيد على عدم وجود التفرقة والعنصرية – قد قال في 4 مايو الماضي في مقابلة مع قناة بي. بي. سي،  أن علماء الشيعة "كفار" و أكد أن الشيعة لا يحق لهم أن يكونوا ممثلين في "هيئة كبار العلماء"، أعلى هيئة دينية في المملكة العربية السعودية.
 
وأثارت تصريحات الشيخ الكلباني زوبعة من الانتقادات الغاضبة والمتشنجة وتناوب رموز الشيعة للمطالبة بإقالته و محاكمته وذهب بعضهم إلى مطالبة الحكومة السعودية بالاعتذار رسميا للشيعة.
 
 
 
وكان الزعيم الشيعي المعتدل، الشيخ حسن الصفار، من بين المنتقدين للتصريحات "التكفيرية"، فدعا لإقالة الشيخ الكلباني أو "الاعتذار رسميا عن منهجه التكفيري ضدّ الشيعة"، مضيفا في خطبة الجمعة أنه "لا يصح أن يتولى إمامة الحرم من يعمد لتكفير شريحة واسعة من المسلمين والتشكيك في سلامة شريحة أخرى" و واعتبر أن بقاء الكلباني في منصبه إماما للحرم "يضر بحكومة البلد بالدرجة الأولى".
 
أما الشيخ عبد الكريم الحبيل، فقد طلب من الملك عبد الله بعزل الشيخ الكلباني، متهما إياه ضمنيا ب "الإرهاب العقدي"، ومطالبا الدولة أن تعتذر للشيعة بشكل رسمي ومعتبرا أن مثل هذا الخطاب يعد "ضربة لكل مبادرات حوار الأديان".
 
أما الشيخ حسن النمر الصائغ، رجل الدين البارز في مدينة الدمام، فحذر قائلا: "قد يترتب على التكفير التفجير" كما حصل في بعض البلدان المجاورة وكما حصل في كثير من بلدان المسلمين.
 
كما أدان أكثر من 160 من شخصيات دينية ومثقفين سعوديين تصريحات الشيخ الكلباني بحق الشيعة و طالبوا في بيان الحكومة السعودية بمحاسبته وبسن قانون يجرم التكفير الديني في المملكة و أكدوا أنه "لا ينبغي أن تمر تصريحات الكلباني دون محاسبة".
 
ومن بين ردود الفعل، ما ورد على لسان العديد من الكتاب الشيعة، من بينهم محمد الشيوخ، الذي اقترح على الشيعة عدة "خطوات لمقاومة الفتاوى التكفيرية" من بينها "تنظيم حملة إعلامية عالمية" و"مطالبة الدول المحتضنة للتكفيريين، ومن بينها الحكومة السعودية، بضرورة سن قوانين تجرم وتعاقب التكفيريين والمحرضين على الفتنة الطائفية" وكذلك "رفع دعوات قضائية ضد التكفيريين لملاحقتهم حقوقيا وقضائيا محليا وعالميا".
 
وقد نقلت ‘القدس العربي’ يوم السبت عن محمد الدريني، رئيس مؤسسة آل البيت، بأن "مؤسستا آل البيت في كل من القاهرة وبغداد قررتا توحيد جهودهما الرامية لملاحقة 22عالما سعوديا بتهمة إصدار الفتاوى التي ترمي الشيعة بالكفر وتحض على قتالهم"، لمحاكمتهم في مختلف المحاكم بهدف القصاص منهم بعد اتهامهم بالوثائق بارتكاب جرائم ضد البشرية".
 
كما أدان الكاتب علي آل غراش تصريحات الشيخ الكلباني و عبر عن أسفه أن يصدر "هذا الكلام الطائفي التكفيري من شيخ (….) ويمثل الدولة التي تحتضن وتشرف على أقدس بقعة على وجه الأرض، مما يشكل ضربة لمنهج الحكومة بالاعتراف بالمذاهب وحوار الأديان، وضربة موجعة لـمشاريع خادم الحرمين الشريفين المتمثل بحوار الأديان والحوار الوطني، والإصلاحات والتغيير في الوطن".
 
وكان الملك عبد الله منذ توليه السلطة في أغسطس 2005 قد انتهج طريق الحوار مع الغرب، الذي توّج في شهر يوليو 2008 بتنظيم ندوة "حوار الأديان" في مدريد، بمبادرة من العاهل السعودي..
 
وكان العاهل السعودي قد أصدر في فبراير الماضي تعديلات حكومية شاملة تميّزت أساسا بإعفاء رئيس مجلس القضاء الأعلى وعضو هيئة كبار العلماء، وعدد من كبار رجال الدين من مهامهم، مما أعتبره البعض "انقلابا أبيضا" على "الحرس الفقهي القديم" وحربا على الفساد والإخفاق في العمل، بينما رأى فيها آخرون خطوة إصلاحية جريئة، بدماء شابة.
 
وكان الشيخ اللحيدان قد أصدر فتوى، وهي عبارة عن دعوة غير مباشرة لقتل أصحاب قنوات التلفزيون التي "تبث الفساد والفسق و/أو تثير الفتنة بين المسلمين". فأثار الشيخ اللحيدان، الذي كان يستهدف بصفة غير مباشرة القنوات التابعة لرجال أعمال سعوديين مقربين من الأسرة الحاكمة السعودية، انتقادات شديدة للنظام السعودي في الغرب.
 
وأثارت هذه البيانات والصريحات والمقالات سيلا من التعليقات على مواقع الانترنيت، بعضها منددة بالشيخ الكلباني وبعضها مؤيدة له.
 
يقول "ياسر الناصر" على موقع "راصد": "المسؤول الأول عن تصريحات الكلباني هي الدولة، لان منصب إمامة الحرم المكي بيدها، ومن غير المقبول أن تعقد الدولة مؤتمرات لحوار الأديان ثم يخرج لنا موظفها الرسمي في الحرم المكي ليعلن عبر قناة فضائية تكفير علماء الشيعة".
 
وفي المقابل يقول "أبو فهد"، مخاطبا الشيخ الصفار على موقع "لجينيات : "من أنت حتى تطالب بإقالة إمام من أئمة الحرم؟ هذه بلاد التوحيد وليست بلاد الشرك يا الصفار، الشيخ الكلباني ما قال إلا الحق جزاه الله خيراً – اذهب إلى إيران وطالب بما تريد أيها الرافضي".
 
 

زر الذهاب إلى الأعلى