أرشيف - غير مصنف

” شيء عن إيران “

يزيد الراشد الخزاعي

إيران بنخبها السياسية المتشعبة وتاريخها الممهور بأيدولوجيات وتراكمات مزلزلة حصادها آلاف السنين، تأتي لنا الآن برؤى متطورة كإنعكاس للثورة الخمينية عام 1979م والتي شكلت فاصلا ما بين علمانية الماضي و حاضر متشدد ممزوج بتلاوين إصلاحية…
 
المحطات المهمة في الملف الإيراني:
الملف الإيراني بشكل عام.
الحرب المحتملة على إيران.
الدور الإيراني في العراق.
الدور الإيراني في فلسطين.
 
هنالك أربع قضايا محورية عند إسهابنا في الملف الإيراني بشكل عام وهي:
معضلة فهم إيران وخاصة بعد عام 1980م ونقصد بفهم إيران فهمها من قبل الغرب أي الاميريكين ثم الأوروبيين.
 
طبيعة النظام السياسي الإيراني حيث أن النظام لم يعرّف نفسه للآخرين نظرا لتراجع الأيدولوجية السياسية فيه حيث اخذ النظام ما يقارب مدة 27 سنة لتعريف نفسه للآخرين.
 
الظرف الإقليمي لم يساعد على فهم تلك الإيران كدولة خارج النسق السياسي.
 
في عام 1980م ظهرت ثلاث نخب سياسية ساهمت في زيادة المشكلة في فهم إيران حيث أن فهم هذه النخب يساعد في تجسير الفجوة لفهم إيران والتعامل معها كقوة إقليمية في المنطقة، وتجدر الإشارة إلى أنه عند مجيء الرئيس هاشمي رفسنجاني كرئيس للجمهورية الإسلامية في إيران ركزت إيران على بناء الدولة والمؤسسات، وقد ساهمت الحرب في العراق في خلق نخب سياسية في إيران، هذا وقد توجهت إيران إلى إظهار الفكرة الإسلامية لنظامها في السنة الثانية من الحرب العراقية – الإيرانية، وما يهمنا في هذا السياق هو القول بأن فهم النخب السياسية يعتبر اساس لفهم تلك الإيران.
 
عند تسليط مجهرنا السياسي على بقعة الملالي فإن مرصد تحليلنا يفصح بأن المجتمع الإيراني هو مجتمع نشط سياسيا، سريع التغير، ولا يظهر أوراقه مرة واحدة ولذلك فإن التعامل مع الإيران يجب أن يكون بحذر دراماتيكي سريع التأثر والتأثير في آن معا!
 
هنالك أربع مجموعات عربية في تعاملها مع الإيران وهي:-
دول الخليج.
الأردن ومصر والسلطة الفلسطينية وسوريا ولبنان.
العراق.
دول المغرب العربي.
 
الإيرانيون مسرورون دائماً لأن العرب ليس لهم موقف موحد في التعامل مع دولة الإيران.
 
تفاوت الرؤى لإيران يخدم إيران كقوة حقيقية يجب ان يتم التعامل معها بجدية.
 
هنالك ما يقارب 350 ألف إيراني متجنسين إماراتيا في دولة الإمارات وما يقارب مائة ألف إيراني متجنسين لبنانيا في الجمهورية اللبنانية.
 
فيما يتعلق بالبعد المذهبي في الملف الإيراني تجدر الإشارة إلى أن الإيران ليست معنية بأن يكون الشيعة المتواجدين في المنطقة العربية منتمين إليها مذهبياً بل سياسياً وأركز هنا مرة أخرى سياسيــــــــاً!
 
البعد الطائفي في السياسة الخارجية الإيرانية واضح حيث أن الدستور الإيراني تضمن أربعة مواد تتعلق برسم السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
 
الإيران معنية بدعم حركات التحرر في العالم حيث أن تعاملها مع هذه الحركات مرهون بتعامل الجهات والدول الأخرى مع مثل هذه الحركات!
 
إن الإيران تملك طموحا سياسياً وليس دينياً.
 
في القرن التاسع عشر فشلت الإيران في التمدد في أفغانستان وأصبحت تلك الإيران محدودة النطاق ولا يوجد لها تمدد شيعي في الشرق الإسلامي.
 
هنالك علاقة جدلية بين الإيران وتركيا حيث أن الذين صنعوا تاريخ إيران المعاصر في القرن السادس عشر هم من أصول تركية وتجدر الإشارة إلى أن الأتراك لديهم حاليا عمق بشري في الوسط المجتمعي والديموغرافي الإيراني.
 
يبلغ حجم التبادل التجاري بين إيران وتركيا (10) مليار دولار أمريكي ويتوقع أن يبلغ (20) مليار دولار أمريكي خلال الأعوام القادمة.
 
تطمح الإيران بتصدير الغاز إلى أوروبا عن طريق تركيا والإيرانيون مسرورون بأن تركيا ستنضم إلى الاتحاد الأوروبي لذلك فإن إسطنبول تعتبر محطة أساسية لاختراق المجتمع الإيراني.
 
 إيران مصرة على بناء علاقات قوية مع الهند وباكستان وخاصة في مجال البترول والغاز، وتجدر الإشارة إلى أن إيران تطمع لإنشاء منظمة للسيطرة على سوق الغاز العالمي هذا وقد استفادت الإيران من التكنولوجيا النووية الهندية والباكستانية معاً وإن أكثر ما يزعج الإيران هو أن تستجيب الهند وباكستان للدعوات الدولية بفرض عقوبات اقتصادية على إيران.
 
لو أمعنا عين التحليل في دهاليز الرقابة السياسية الإقليمية نلاحظ بأن العلاقة بين إيران والعالم العربي بشكل عام تتناول في مجملها ثلاث ملفات أساسية هي الملف النووي، وملف حقوق الإنسان، وملف الطاقة.
 
لم تعد الإيران متهمة في العالم الغربي بشكل عام بأنها تدير حركات تهدد الأمن القومي الغربي لكنها تعتبر في ذات الوقت بأنها تهدد مصالح الدول الأوروبية والولايات المتحدة الامريكية! سبحان الله..
 
في مجال الملف النووي الإيراني هنالك ثلاثة معضلات:-
أن النظام السياسي الإيراني هو نظام غير مقبول ويثير المتاعب.
 
ان الملف النووي الإيراني كان سري لمدة ثمانية عشرة عاما وبالتالي فإن هذه السرية تثير الكثير من الريبة.
 
طبيعة الأداء السياسي الإقليمي الإيراني يثير الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية.
 
إن تلك الإيران تريد أن يقبل بها العالم كقوة نووية مثل الهند وباكستان، كما تريد إيران من الولايات المتحدة الأمريكية أن تقدم لها ضمانات أمنية حقيقية بان لا تعمل امريكا على تغيير النظام السياسي في إيران وبطبيعة الحال فإن أمريكا قطعا غير مستعدة لتقديم مثل هذه الضمانات، وتجدر الإشارة إلى أن الضمانة الأمنية بالنسبة إلى إيران هي التي ستجعل الملف النووي الإيراني ملفاً قابلا للحل والحوار والتفاوض.
 
إن أمريكا الأوبامية غير مستعدة لقبول النظام الإيراني بشكله الحالي وهناك احتمال كبير بأن تقوم بضربة إستباقية لإيران مغلفة بوريقات سولوفان جوي إسرائيلي وهذه الاحتمالية مرشحة للتصاعد مع كل إطلالة ليوم جديد…
الإيران غير مستعدة للتنازل عن دورها المحوري وتدخلها المتنامي في دولة النخيل "العراق".
 
النخب السياسية في إيران ترى أن الولايات المتحدة لن تقبل بنظام إيراني مستقل.
 
في تحليلنا البلوري المتواضع نرى بأن ما يؤخر الضربة العسكرية الأمريكية لإيران يمكن تلخيصه في عاملين هما:
كيفية مهاجمة إيران دون ترك آثار على الإقليم والعالم.
كيفية الرد الإيراني ومدى تأثيره.
 
يجب خلق مرجعية في المنطقة العربية لمواجهة الإستراتيجية الإيرانية.
 
الشيعة ليسو على درجة واحدة ولا يلتقون في كل شيء ولذلك فإن البعد العروبي الموجود في الشيعة يمكن استغلاله من قبل النخب السياسية في المنطقة العربية.
 
هنالك إجماع في النخب السياسية الأمريكية على أن النظام الإيراني هو نظام مزعزع للأمن والإستقرار.
 
إن أداء محمود أحمدي نجاد هو أداء مقلق بالنسبة للدول العربية وقد أضعف النظام السياسي في إيران.
 
نعم يا قرّائي الأعزاء، إنها شيء من الإيران املاءاتها و وريقاتها انتزعت من شجرة توت جذورها دائماً كانت عالمية!
 
بقلم: يزيد الراشد الخزاعي.
 
 

زر الذهاب إلى الأعلى