أرشيف - غير مصنف

آل سعود والصهاينة وموقفهم من المقاومة: ضعف أم تواطؤ أم سقوط للأقنعة؟

بقلم: د/ إيهاب شوقى
(دراسة توثيقية)(1/2)
/مركز حجازنا

مقدمــة:
شكل العدوان الأخير على غزة حالة فرز غير اعتيادية على كافة الأصعدة الرسمية والشعبية وكذلك على مستوى النخب الثقافية والإعلامية وتسبب فى حرج كبير لفئات كانت تضمر تواطئا وتخاذلا وتعلن غير ذلك وربما تتشابه الحرب الأخيرة والعدوان على غزة مع العدوان على لبنان فى عام 2006م. إلا أن أهم ما يميز الحرب الأخيرة ويزيد من خطورة وأهمية هذا الفرز هو أنه يتعلق بالقضية الفلسطينية ويمس صلب القضية وليس أطرافها وتداعياتها كما أنه يمس قطاعا لا يستطيع المذهبيون والمتآمرون على وحدة الأمة والساعون إلى تقسيمها التنصل من نصرته لاعتبارات مذهبية فقد سقطت حجتهم التى جعلتهم يتخلون على المقاومة اللبنانية بمحاولة مذهبيتها وجعلها مقاومة شيعية وتكفير الشيعة وإخراجهم من الوحدة الإسلامية وتشويههم وبالتالى التنصل من المقاومة ولكن هذه المرة فالأمر يتعلق بقطاع يدين بالمذهب (السنى) بين هلالين ولمقاومة تدين بهذا (المذهب) مع الرفض التام لهذه الحالة المذهبية- فما هى حجتهم؟ لقد سقطت الاقنعة وانكشفت المواقف والتى تراوحت بين الضعف حينا والتواطؤ حينا وتركز هذه الدراسة على رصد الموقف السعودى من العدوان على غزة وذلك ليس لأنه أسوأ المواقف فلربما الموقف المصرى أسوأ منه باعتبارات الجوار والمواجهة والدور المنوط بمصر زعيمة الأمة العربية، ولكن لأن السعودية طالما تغنت بالقضية وتحاول إدعاء الزعامة على العالم العربى والإسلامى ولابد من فضح هذا الدور واسقاط هذا القناع عبر المواقف والممارسات وليس الادعاء والافتراءات وكذلك لأن الأنظمة فى مصر تتغير وتتبدل وتنقلب توجهاتها أما النظام السعودى فهو ثابت مهما تعاقب عليه الأشخاص وعلاقته استراتيجية بأعداء الأمة، وتتناول الدراسة هذه الحالة وهذا الموقف عبر المحاور التالية:
الموقف السعودى من المقاومة.
الموقف الرسمى اثناء الحرب.
الموقف الإعلامى.
فقهاء النظام.
مهزلة القمم العربية.
تقييم الموقف .

الموقف السعودى من المقاومة:
موقف السعودية من مختلف القضايا ومن ضمنها قضية المقاومة هو موقف برجماتى وليس موقفا مبدئيا فهى دائما تعادى من يعادى مصالحها وتساعد وتتعاون مع من يخدم مصالحها بصرف النظر عن الثوابت العربية والإسلامية وهذا الموقف يتجلى فى معاداتها لمشاريع التحرر العربى ولا سيما المشروع الناصرى وشن الحملات الإعلامية واستقلال الدين لتشويهه بدعوى العلمانية والشيوعية وحديثا معاداة مشاريع المقاومة بدعوى المد الشيعى وتكفير الشيعة وموالاة إيران ونعتها بالمشروع الفارسى المعادى للعروبة وغير ذلك من التشويهات الإعلامية والتى يتم استقلال الدين فيها بصرف النظر عن خطورة ذلك على وحدة المسلمين وما يترتب على هذه الأطروحات والأفكار من إنقسامات وفتن ولعل مسانداتها لما عرف بالجهاد الإسلامى فى أفغانستان كان اتساقا مع مصالحها المتوحدة مع الولايات المتحدة والخادمة لمصالحها والذى تأكد بمعاداتها لهذا التنظيم عندما تحول لمحاربة الولايات المتحدة ولدفع الحرج عن المملكة التى تدعى دوما بأنها حامية حمى الإسلام فإنها تقوم بمناورات مادية من قبيل التبرع لإعادة الإعمار أو فك الحصار ولكنها لا يتم تسليمها لأيادى المقاومة ولم يسجل لها إمداد المقاومة أو حركات التحرر بما يمكنها من مقاومة المشروع الأمريكى وإنما يتم تسليم المعونات لأنظمة وسلطات تتسق مع المشروع الأمريكى وتسير وفقا لإرادته ومصالحه ومن هنا يمكن استخلاص موقف السعودية من المقاومة بشكل عام أنه موقف غير مساند لها بالمرة بل ومعادى لها عندما تكتسب هذه المقاومة أرضية شعبية وتصبح تهديدا حقيقيا على مصالح المشروع الأمريكى والذى ترتبط به المملكة وانعكس هذا الموقف على ممارساتها الرسمية والإعلامية وجيوشها المجيشة عن الكتاب والإعلاميين والفقهاء الذين تم توظيفهم لخدمة هذا الخط وظهر ذلك جليا فى حرب لبنان 2006م. والحرب الأخيرة على غزة وكان موقف السعودية أكثر فجاجة كما سيتبين من المحاور التالية للدراسة.

الموقف الرسمى اثناء الحرب:
اتخذ الموقف الرسمى السعودى أسلوبا مناورا فى بداية الحرب ثم ما لبست الأحداث والتطورات أن كشفته بمرور الوقت حيث التزم موقف السعودية فى بداية الحرب بالشجب التقليدى حيث أكد العاهل السعودى "الملك عبد الله بن عبد العزيز" أنه يؤيد أى جهة لدفع العدوان الظالم على الشعب الفلسطينى على ما أفاد مصدر رسمى، وأعلنت السعوديى أنها ستكون فى مقدمة أى عمل عربى أو إسلامى مشترك يهدف إلى وقف الحرب الإسرائيلية على غزة شرط أن تتوافر له مقومات الاتفاق والمصداقية والجدوى، وقال بيان صدر عقب الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء التى عقدت برئاسة العاهل السعودى "عبد الله بن عبد العزيز" أن المملكة ثابتة على مبادئها وسياساتها وأفعالها فى مناصرة ودعم ونجدة الاشقاء فى فلسطين شعبيا ورسميا ولكل ما تملكه المملكة من إمكانات وأضاف أن المملكة ستكون فى مقدمة أى عمل عربى أو إسلامى مشترك للتعامل مع الأزمة الحالية الطاحنة طالما توفرت له مقومات الاتفاق والمصداقية والجدوى التى تتصدى لإنتهاء ببيانات تضاف إلى ما سبقها من بيانات.
وفى اجتماع وزراء الخارجية العرب بالقاهرة بعد أيام قليلة من العدوان ونقلا عن موقع وزارة الخارجية السعودية قال الأمير "سعود الفيصل" وزير الخارجية ورئيس الدورة الحالية لمجلس وزراء الخارجية العرب فى المؤتمر الصحفى مع الأمين العام "عمرو موسى" وذلك ردا على أسئلة الصحفيين وفى سؤال حول ما إذا كان اجتماع المجلس الأعلى للدفاع الذى دعا إليه وأن عقد هذا الاجتماع يعنى التلويح بالحرب فقد قال سعود: "إن هذا لا يتعلق بحالة الحرب ولكن مجلس الدفاع العربى لم يجتمع منذ سنين ولم يحددوا أين مكامن القوة والخطر فى العالم العربى ولم يخططوا كيفية توحيد التدريبات العسكرية ولم يفكروا فى العمل المشترك لبناء دفاع حقيقى متكامل فى جميع القطاعات الجوية والبحرية أو توحيد التدريبات العسكرية.
وفى سؤال حول المطالبات بسحب المبادرة العربية للسلام قال سعود : "لماذا تخدم مصلحة إسرائيل فى هذا الإطار ونسحب المبادرة، إذا أرادت إسرائيل السلام الحقيقى فالمبادرة موجودة، أما إذا لم يكن ستكون المبادرة هى (اللقمة) التى لن تستطيع إسرائيل أن تبلعها، كيف نلغيها بأنفسنا ونخدم مصلحة إسرائيل، المبادرة سلاح فى أيدينا بالتعاون مع الدول الأخرى وأضاف قائلا، إذا سحبنا المبادرة، ماذا نتوقع من إسرائيل؟ هل ستهزم إسرائيل؟ لا أعتقد أن هذا سيغير من الأمر شيئا، فنحن نسير فى توجهنا فى هذا الإطار بأن نقوم بجمع مجهوداتنا والمواقف العالمية معنا لنفرض على إسرائيل أن تغير موقفها، وردا على سؤال حول ما تردد عام 2006م. أثناء حرب "تموز" وما قيل وقتها بأنها مغامرات غير محسوبة ثم نجح "حزب الله" فى التصدى لإسرائيل ولماذا لا ندعم حماس فى حربها ضد إسرائيل، قال سعود: "حتى إذا لم تستطع الآلة العسكرية أن تقضى على الميليشيات الموجودة فى الأرض ولكنها دمرت البلد (لبنان) بكل منشآته والبنية التحتية فهل هذا خيار سليم؟ هل هو الخيار الذى يبحث عنه المواطن فى هذا البلد أو ذلك فى العالم العربى؟ لا أعتقد ذلك، القيمة التى دفعتها لبنان فى حرب لبنان لا تساوى ما سمى بالانتصار على الآلة العسكرية الإسرائيلية، صحيح أن إسرائيل لم تستطع أن تهزم حزب الله لأنه ليس جيشا عسكريا رسميا موجودا فى مكان، فهو يختبئ ويستعمل حرب العصابات، لكن البلد كله دمر من أوله لآخره".
ثم توالت الأحداث ووصلت على مهزلة القمم العربية المتعارضة والتى حدثت حولها الخلافات والتى سيأتى محور خاص لها فى الدراسة حيث تصدرت مصر والسعودية إفشال الإجماع العربى واستخدما ثقلهما بقوة فى منع خروج قرارات مساندة للمقاومة أو قرارات من شأنها الضغط الحقيقى على إسرائيل أو خروج قرارات قوية وتصدت مصر والسعودية لتمييع القرار العربى واقتصاره على الشجب والكلمات.

الموقف الإعلامى:
فى الفترة الأخيرة صار هناك هجوم كاسح على قناة العربية والمعروفة بموالاتها التامة للنظام الحاكم فى السعودية وذلك بعد إصرارها وصف شهداء غزة بالقتلى وطالب الهجوم بإقالة مديرها "عبد الرحمن الراشد" وتم اتهام القناة بتمثيل وجهة النظر الأمريكية فى المنطقة وفى حوار مع صحيفة "عكاظ" السعودية بتاريخ 15/1/2009م، مع الصحفى "عبد العزيز القاسم" رد "عبد الرحمن الراشد" مدير القناة على بعض الأسئلة حيث قال فى سؤال حول الاستياء الشعبى تجاه تغطية قناة العربية للعدوان على غزة أنه "كالعادة تطلقون الأحكام وتعممون الأرقام وهذه من عاداتكم، كيف عرفت بشعبية الاستياء إلا إذا كان السيد "حسن نصر الله" هو قدوتكم فى خطابه الذى خصنا بتحيته عندما سمى "العربية " بالعبرية وأنها تقطع تغطيتها و.. و.. كان يعترف بأنه جالس يشاهدها كل يوم" وفى مقطع آخر حول سؤال عن ضيوف الحوارات وانحيازهم للنظرة الأمريكية وتناول السؤال "دحلان" الذى له موقف منحاز لإسرائيل ونبذه حتى الفتحاويون حيث تم جلبه للقناة فى حوار فى الأيام الأولى للهجوم الصهيونى وكان رد "الراشد" : " أن ضيوفنا كلهم من الفاعلين فى الأزمة ظهروا على الشاشة وسبق أن قلت لماذا وكيف دحلان ظهر مرة واحدة فى كل الأزمة وطالب بتوحيد الصف وراء حماس فى غزة أيضا ومنذ اليوم الأول كان الحماسيون على شاشتنا بدون انقطاع.
وفى سؤال حول إصرار العربية على تسمية شهداء غزة بالقتلى قال "الراشد": "هذه مسألة محل خلاف بين علماء المسلمين أنفسهم لا الإعلاميين فقط ومهنيا يفترض ألا تقرر المحطات التليفزيونية فى التقرير الإخبارى الشهادة لأحد، بل تقوم المعلومة وتترك للمشاهدين والمعلقين والضيوف أن يكملوا الحدث بالرأى…
ومن أبرز الانتقادات التى وجهت للأداء الإعلامى لقناة العربية : جاء على لسان موظقف بها حيث يقول: "أن مراسلوا العربية يقومون بأعمال جبارة يتعقبون الأحداث، يتفقون أحيانا على مراسلى الجزيرة رغم عدم التكافؤ العددى وجهود مراسيلنا تضيع لأن القناة لها سياستها الصارمة" ويضيف الموظف "يبدو الأمر باعاثا على التهكم عندما تضطر مراسلتنا فى غزة وعلى الهواء مباشرة إلى تكذيب ما تقوله القناة ولك أن تتخيل ما يعنيه ذلك" وذلك فى إشارة إلى تعليقات المراسلة "حنان المصرى" التى أخذت لا تتردد فى تصويب بعض ما تورده المحطة من أنباء لا أصل لها، ويستطرء الموظف متحدثا عن جانب آخر يسترعى عنايته ويثير ريبته حيث يقول: "نحن نلاحظ أن بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية تستحسن على ما يبدو بعض ما نقدمه للمشاهدين فيتم الاقتباس عنا، وليس من النادر أن تجدهم فى الإعلام الإسرائيلى يقولون "العربية قالب" و"العربية كشفت" و"العربية ثبتت" وكلها تقارير تنال من المقاومة و"حماس" وكأنهم ببساطة يرون فيما نفعل خدمات مباشرة أو غير مباشرة للدعاية الإسرائيلية، وهناك نقطة يلتقون فيها مع "العربية" أو بالأصح تلتقى فى معهم فيها، لا استطيع إنكار ذلك" ويختتم تقرير المركز الفلسطينى للإعلام الذى بث الحوار مع هذا الموظف القول "مع ذلك يخلص الموظف إلى القول" المشكلة ليست فى المراسل أو الموظف أو مقدم البرنامج المغلوب على أمره، بل بعضنا يعانى وبعضنا مكبوت وبعضنا يندب حظه، وإن استحسن زملاء آخرون هذا الحال وانساقوا معه وأبدعوا حقا فى المسار المحدد، والمشكلة تبقى فى الجالسين فى المكاتب العلوية وفى التعليمات، أى فى المؤسسة باختصار".
ويقول الكاتب أسامة صقار فى موضوع بعنوان "غزة .. قصف إعلامى متعدد على موجه واحدة" أن قطاع غزة يتعرض إلى قصف إسرائيل تطور إلى اجتياح برى فضلا عن قصف إعلامى يمهد الأجواء للطيران الإسرائيلى والطرق للدبابات وهو قصف موحد الاتجاه لكنه قادم من مصادر عربية متعددة، بعضها فضائيات والبعض الآخر من مواقع الكترونية وأغلبها صحف ورقية وبين مقالات كبار الكتاب ومقولاتهم وبين ما ينشر فى الصحف من تغطيات خبرية للهجوم الوحشى الإسرائيلى على قطاع غزة، أثارت وسائل الإعلام المصرية والعربية العديد من التساؤلات حول أدائها وأهدافها من هذا الأداء، وفى فقرة لاحقة يقول : واصل الأكثر وضوحا فى الأمر وبعد اكتمال ثمانية أيام من الهجوم الوحشى هو انشغال الإعلام المصرى الحكومى وشبه الحكومى وبعض المستقل بالدفاع عن موقف النظام والذى لقى ردود فعل شعبية عنيفة واتهامات عديدة بالتواطؤ وهو ما يتطبق على الإعلام السعودى أو الصادر بأموال سعودية.
وفى إطار الأمثلة التى أوردها الكاتب مثالا من جريدة "الشرق الأوسط" حيث يقول: فى عددها الصادر بتاريخ 19/12/2008م أوردت جريدة الشرق الأوسط ثلاثة أخبار عن فلسطين المحتلة وجاء الأول بعنوان (فرنسا تدعو العرب لـ "مبادرات تطبيعية".. وإسرائيل لوقف الاستيطان)، وجاء فى الخبر أن وزير الخارجية الفرنسى يدعو العرب إلى التفكير بتدابير ثقة مع إسرائيل لجعل مبادرة السلام العربية قابلة للتطبيق، أما المبادرات التطبيعية فكانت من قبيل فتح خطوط طيران أو التعاون الاقتصادى والدعوة أوردتها الجريدة للتعاون الاقتصادى لكنها لم تستكمل السياق الذى تتم خلاله الدعوة بنقل الصورة الكاملة وتوضيح الحصار الاقتصادى الخانق لغزة من قبل إسرائيل، وفى خبر آخر عنوانه (حماس تهدد بالرد على أى عدوان.. ومصر: لم تتلق طلبات بتجديد الهدنة)، يلاحظ أن التهديد فى اللغة يطلق على المبادرة بالاعتداء وليس بالرد عليه، ويلاحظ أن بعض الصياغات الخبرية تلتزم بالصياغات الخاصة بالمصدر، فعلى سبيل المثال استخدمت الجريدة كلمة "عدوان" 4 مرات وكلمة "العدو الصهيونى" 3 مرات، وقد تركت لنفسها حرية تسمية المجزرة فأطلقت عليها "العمليات العسكرية" مرتين وفى العدد الصادر يوم 22/12/2008، تعود الجريدة لاستخدام لفظ "تهدد" وتطلق على "العمليات الاستشهادية" "العمليات الانتحارية" وجاء نص العنوان كالتالى: "حماس تهدد بالعودة للعمليات الانتحارية وتشترط سحب التهدئة على الضفة ورفع الحصار" وفى خبر مقابل يأتى العنوان مستخدما مفردات مخففة (إسرائيل تقرر شن عمليات "متدحرجة" على قطاع غزة تستهدف أولا الجهاد)، وقبل الغزو بساعات يأتى العنوان التالى كأنه يبرر ما سيحدث بعد ثلاثة أيام (حالة من الهستيريا تسود المدن الإسرائيلية فى محيط غزة بسبب الصواريخ) وبهذا الخبر كان لابد أن يأتى الجزء الثانى من السيناريو ليحمى الإسرائيليين أنفسهم طبقا للصورة التى يستكملها الإعلام العربى!
أما طارق الحميد رئيس تحرير الجريدة فيخصص مقاله بالكامل يوم 28/12/2008، للهجوم على حماس، مشيرا من طرف خفى إلى أنها السبب المباشر فى الهجوم الإسرائيلى وكأنه يبرر الهجوم، ويأتى المقال وكأنه يدافع عن موقف مصر وليس موقف السعودية ويتهم حماس بالمتاجرة باللحم الفلسطينى.
وفى مثال آخر عن جريدة الحياة أورد الكاتب مقارنة بالمصطلحات المستخدمة فى كل من جريدة الشرق الأوسط والموقع الالكترونى للعربية، تلتزم "الحياة" بشروط مختلفة على خلفية موقف سياسى يبدو مختلفا أيضا، فقد أوردت الجريدة خبرا عن القضية نفسها بعنوان (إطلاق صاروخين من القطاع والفصائل تهدد بـ "رد قاس" على أى عدوان إسرائيلى.. ترقب حذر فى غزة بعد إعلان "حماس" انتهاء الهدنة) استخدمت خلال الخبر مصطلح العدو الصهيونى 3 مرات لوصف الجانب الإسرائيلى، واستخدمت أيضا كلمة خرق، وإنهاء الهدنة، وجاء النص كالتالى: "وأعلنت كتائب القسام الذراع العسكرى لحماس أمس انتهاء التهدئة رسميا محملة إسرائيل المسئولية الكاملة عن ذلك وقالت فى بيان إن اتفاق التهدئة الذى رعته جمهورية مصر العربية بين فصائل المقاومة الفلسطينية وبين العدو الصهيونى ينتهى فى تمام الساعة السادسة (الرابعة بتوقيت جرينتش) من صباح الجمعة، وأكدت أن العدو الصهيونى لم يلتزم شروط التهدئة.. وأطلق الرصاصة الأخيرة على التهدئة وعليه أن يتحمل النتائج كافة، وحملت العدو الصهيونى المسئولية الكاملة عن خرق وإنهاء هذه التهدئة، مشيرة إلى أن الاحتلال أجهض هذه التهدئة مبكرا، وأوصد الأبواب فى سبيل تمديدها، وحذرت من أن أى عدوان على قطاع غزة، أو ارتكاب جرائم جديدة فيه سيفتح المعركة على مصرعيها وسيواجه برد قاس ومؤلم، والملحوظة الأهم هنا هى أن أيا من الوسيلتين السابقتين لم يقترب من المصطلحين ! وفى يوم 21/12/2008م تبرز الجريدة خبرا آخر بعنوان "حماس" تدعو إلى الرد على هجمات المحتل بكل حزم وقوة.. شهيد وجرحى فى غارات إسرائيلية على غزة والفصائل الفلسطينية وترد بالصواريخ والقذائف، وتستخدم خلاله مصطلح (هجمات واعتداءات للتعبير عن الهجوم الإسرائيلى) وأطلقت على العمليات الفلسطينية العمليات الاستشهادية وفى نهاية هذا المحور نورد ما أكده الباحث (جيتلين) فى دراسة أجراها أن بعض وسائل الإعلام لا تنقل الحقيقة كاملة، بل تمارس شيئا من الانتقائية فى عملية النقل، الأمر الذى يقلل من مصداقيتها فى تصوير الأحداث الارية ونقل وقائعها.

ال سعود والصهاينة  وموقفهم من المقاومة(2/2)                       بقلم د/ ايهاب شوقى –مركز حجازنا للدراسات
اشتهر فقهاء النظام السعودى بفتاويهم الغريبة والمساندة دوما لمواقف النظام والمضادة دائما للمقاومة بل وللمواقف التى تمس المصالح الأمريكية وبالتبعية الصهيونية وفى الحرب الأخيرة برغم العدوان الصارخ والإجرام الصهيونى والاستنفار الشعبى إلا أن فقهاء النظام تمسكوا بمواقفهم الصلبة فى خدمة النظام على حساب الأمة ومصالحها وعلى حساب الدين أيضا، ويورد الباحث "مسعود صبرى" فى موضوع معنون بـ "فتاوى غزة.. تراجعت مصر وظهرت السعودية" بعض الفتاوى التى ظهرت ومنها فتوى "تحريم المظاهرات" حيث يورد "قد أفتى الشيخ صالح اللحيدان "رئيس المجلس الأعلى للقضاء فى السعودية" بأن خروج المسلمين فى الشوارع تنديدا بالمجازر الصهيونية هو نوع من الفساد فى الأرض، مؤكدا على أن وسائل النصرة تكون بالدعاء والقنوت بالمساجد، واستندت فتواه على عدد من المبررات أهمها:
أن المظاهرات تصد عن ذكر الله حتى وإن لم يحصل فيها تخريب.
أن أول مظاهرة شهدها الإسلام فى عهد الصحابى الجليل "عثمان بن عفان" كانت شرا وبلاء على الأمة الإسلامية.
الاستناد إلى ما قاله علماء النفس من أن التظاهر تعبير غوغائى وأن من يقوم به لا عقل له.
المظاهرات مسألة فوض، فهم يخربون ما يمرون عليه من المتاجر ويرون أن هذا غصب منهم على العدوان، وهذا مما ينمى العدوان بينهم.
ويعلق الكاتب على الفتوى فى مقطع من موضوعه قائلا: "ما يمكن أن نرى به وجها لتفوى اللحيدان هو أنه قد استند إلى النظام السعودى، حيث إن السلطات السعودية تمنع أسلوب الاحتجاج الجماهيرى عبر المظاهرات والمسيرات وتعتبره مخالفا للأنظمة السعودية ويعاقب عليها النظام ومع ذلك فهذا ليس مستندا شرعيا، وإنما يمكن اعتبارها أشبه بالفتوى القانونية.. وفى فقرة أخرى يورد الكاتب نماذج لفتاوى وبيانات فقهية تعظم من شأن المساعدات السعودية المالية حيث يقول: مع كون السعودية – حسبما جاء على لسان رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين الدكتور "يوسف القرضاوى" كانت تجنح إلى تحميل المقاومة المسئولية واكتفت بالمساعدات المالية.. نرى البيانات الفقهية السعودية تعظم من شأن تلك المساعدات وتثنى عليها، كما جاء فى بيان الشيخ "ابن جبرين" ثم إننا نشكر من سارع لمعونة إخواننا المتضررين من أهل غزة باستقبال الجرحى فى المستشفيات مما يخفف الوطأة عليهم وكذلك إرسال المعونات والمساعدات إليهم، كما فعل "خادم الحرمين" وفقه الله وأثابه خيرا..
وفى فقرة لاحقة عن الموقف الرسمى يقول الكاتب : اتسم موقف الافتاء السعودى الرسمى بالعمومية والضبابية أحيانا، والدفاع عن المواقف الرسمية أحيانا أخرى، شأن غالب الإفتاء الرسمى فى العالم العربى والإسلامى، مع ذكر بعض الواجبات التى لا تخرج عن الإطار العام من وجوب البذل والنصح والدعاء ونحو ذلك، وكان المقصود منها عدم إحراج النظام العربى، ومن النماذج على ذلك فتوى عدم وجوب المقاطعة حيث انتقد المفتى العام للمملكة العربية السعودية الشيخ "عبد العزيز آل شيخ" المروجين للمقاطعات التجارية لبعض المنتجات العالمية فى السعودية ووصفهم بـ "المطعطعين" ، وأن التبادل التجارى بين الدول جائز، يقصد عموم الدول بما فيها أمريكا وإسرائيل، مستندا على أن القول بوجوبها يؤدى إلى إضرار المسلمين، والضرر مرفوع فى الشريعة، وأن العالم كله أضحى حلقة واحدة لا يمكن أن يستغنى بعضه عن بعض وأن الدول الغربية كما تحتاج إلى نفط المسلمين، فالمسلمون فى حاجة إلى سلعتهم وأن التهديد لا فائدة منه، ويورد الكاتب أيضا بيان اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء بالسعودية معلقا عليه ، وقد صدر عن اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء بالسعودية بيان بشأن الأحداث، كان الغالب عليه العمومية، أو ما يشبه إبراء الذمة من وجوب النصرة دون الإشارة على وجوب الجهاد القتالى أو حتى أنواع أخرى من الجهاد كالمقاطعة وغيرها..

مهزلة القمم العربية:
من المحزن حقا أن يتحول العمل العربى المشترك إلى هذه الحالة الهزلية فبعد أن كانت الإدانات توجه للقمم لضعفها وهزالة القرارات المنبثقة عنها وعدم الالتزام بتنفيذ حتى هذه القرارات الهزيلة أصبح الوضع أكثر مأساوية حيث وصل إلى مجرد عقد القمة بل وعقد أكثر من قمة مما يصور التردى الذى وصل إليه النظام الرسمى العربى وشكلت القمم أو مهزلة القمم حالة فرز عالية وسقوط اقنعة كثيرة وإن كان اللوم يتجه نحو الأنظمة بكاملها إلا أن التجريم والشبهات تتجه نحو من قام بالإفساد المتعمد وزيادة التشظى وتوجيه القرارات النهائية على قرارات شكلية برغم فداحة المصاب هذه المرة وعلى رأس هذه الأنظمة بلا شك النظامين المصرى والسعودى لما لهما من ثقل وأهمية فى العالمين العربى والإسلامى وكما نقلت جريدة الكاتب فى 15/1/2009.
سمت الدول العربية بشأن بحث الوضع المتفاقم فى قطاع غزة بين المستعدين للمشاركة فى قمة طارئة بالدوحة والمصرين على الاكتفاء ببحث القضية فى إطار القمة الاقتصادية بالكويت، فيما بادرت السعودية بالدعوة لقمة خليجية طارئة لمناقشة الملف نفسه، وبحسب مصادر مصرية تحدثت لصحيفة الأخبار اللبنانية فإن مصر والسعودية تقودان حملة شرسة لإفشال القمة للحؤول دون اتخاذها أى قرارات محرجة لهما ولحرمان الرئيس السورى "بشار الأسد" من منبر قوى قد يتخذه مجددا لتوجيه انتقادات عنيفة بحق الرئيس حسنى مبارك والملك السعودى عبد الله على غرار ما حصل خلال العدوان الإسرائيلى على لبنان صيف 2006م. وبحسب تلك المصادر فإن باكورة النجاح المصرى- السعودى تمثل بالنموذج المغربى، فبعدما بعثت الرباط موافقتها الرسمية مساء أول من أمس على عقد القمة الطارئة على لسان وزير الخارجية المغربى "الطيب الفاسى القهرى"، عادت لتتراجع صباح أمس عن هذه الموافقة وتسحبها، أما الجبهة الثانية فى الجهود المصرية- السعودية، فهى على خط العاصمة الليبية "طرابلس"، فقد سعى مبارك لاقناع الزعيم الليبى العقيد معمر القذافى عبر مكالمتين هاتفيتين بسب موافقة سبق له أن أعلنها، غير أن أنباء مصرية أفادت بأن طرابلس طلبت من الجامعة العربية تأجيل كل من قمة غزة وتلك الاقتصادية المقرر عقدها فى الكويت يوم الاثنين المقبل.
وفى فقرة لاحقة إلى ذلك توقع مصدر برلمانى أردنى رفيع للجزيرة أن يتخذ الأردن قرارا بالمشاركة فى قمة غزة، لكنه تحدث عن نقاش تشهده دوائر صنع القرار حول تقديرات المواقف من المشاركة وحجم التمثيل ولفت المصدر- الذى فضل عدم الإشارة له- النظر إلى أن الأردن بات فى موقف لا يحسد عليه، وتابع "لا يستطيع الأردن اغضاب السعودية التى تربطه بها علاقات مميزة".. وتختتم الجريدة تقريرها وتقول مصر والسعودية اللتان ترفضان عقد قمة طارئة إنهما تفضلان عقد لقاء تشاورى للقادة العرب يبحث العدوان على غزة على هامش القمة الاقتصادية بالكويت وأنه لا داعى لعقد قمة عربية طارئة، وكان وزير الخارجية السعودى سعود الفيصل، قد اعتبر فى الدعوة الأولى للقمة الطارئة "أنه لا جدوى من حضور قمة بيانات عربية لا تتوفر لها شروط النجاح والتأثير" كما قال المندوب السعودى لدى الجامعة العربية السفير "أحمد قطان" لصحيفة الحياة اللندنية "أبلغنا الجامعة العربية فى مذكرة رسمية بما أنه من المقرر عقد القمة العربية الاقتصادية فى الكويت يومى 19، 20 يناير فإن المملكة لا ترى مناسبة لعقد قمة أخرى غيرها.
ومع ذلك دعت المملكة العربية السعودية الأربعاء 14/1/2009م إلى عقد قمة خليجية طارئة فى العاصمة الرياض الخميس 15/1 للبحث فى الأزمة فى قطاع غزة على ما أوردت وكالة الأنباء السعودية!!!!

تقييم الموقف:
الموقف الرسمى العام لجميع الأنظمة لم يكن على مستوى الحدث ولكن التركيز على الموقف السعودى هنا هو رد فعل على ما تدعيه وتسوق به نفسها وكما يقول الدكتور "أكرم حجازى" للسعودية على المستويات العربية والإسلامية والدولية سلطتان تستعملهما فى تمرير سياساتها وتحقيق ما تشاء من الأهداف خاصة بعد إبعاد سلطان النفط عن أية استعمالات سياسية أو أيديولوجية وهما سلطة المال وسلطة الوصاية الدينية، فبالمال تستطيع السعودية مواجهة أية قوة فى العالم حتى لو كانت سلطة قضائية بحجم القضاء البريطانى، وعبر جيوش العلماء الشرعيين لديها تستطيع توظيف الدين فى تغطية أية مواقف سياسية بقطع النظر إن كانت الفتاوى الصادرة متوافقة مع الحكم الشرعى أو متعارضه معه، وفى فقرة لاحقة يقول: التفاوض والانحياز إلى الاستعداد للمصالحة مع اليهود بلا ثمن إلا من إلحاق الأذى عبر ما عرف بالمبادرة السعودية فضلا عن حوار الأديان، أمور تعنى أيضا إلغاء خيار المقاومة المسلحة من أى واقع سياسى أو اجتماعى أو جهادى يمكن أن يعرقل المشروع الأمريكى والصهيونى فى المنطقة أو يضع الخيارات السعودية فى موقف الحرج.
وهناك تحليل آخر ينظر إلى الموقف السعودى الأخير من الحرب بوصفه تخوفا من الرئيس الجديد أوباما حيث يقول التحليل أدى رفض أوباما استقبال الأمير بندر إلى قلق فى أوساط المسئولين السياسيين فى السعودية حول مستقبل العلاقات الأمريكية السعودية وهذه ليست المرة الأولى التى يرفض فيها أوباما استقبال مسئولين سعوديين فالملك عبد الله نفسه خلال وجوده فى أمريكا فى حوار الأديان ومجموعة العشرين لم يتمكن من مقابلة أوباما وللقلق الخليجى ما يبرره فباراك أوباما أقام جانبا من حملته الانتخابية على قاعدة توجيه النقد لبوش والجمهوريين على خلفية علاقاتهم المشبوهة بالأنظمة النفطية والديكتاتورية واعدا الناخب الأمريكى بتخليصه من الابتزاز النفطى.
وفى ختام التحليل ويذهب مراقبون فى أمريكا إلى تفسير مواقف بعض الدول العربية من الحرب على غزة، وخاصة النظام السعودى من باب أن هذه الأنظمة تسعى لكسب الرضا الإسرائيلى قبل أن يتسلم أوباما الحكم لعلها تكون وسيطا لدى الإدارة الأمريكية الجديدة، وفى هذا الإطار يجب الفصل بين الشعوب والأنظمة حيث أن الشعب العربى فى السعودية بشكل عام استجاب لنداء المقاومة وكان هناك تباين فى الموقف السعودى الرسمى والموقف الشعبى حيث اعترفت بعض الشركات الأمريكية ومن لها فروع فى السعودية بتضررها فعليا من مقاطعة منتجاتهم بسبب ردة فعل الشارع السعودى على الحرب الإسرائيلية على غزة، ولم تفصح الشركات الأمريكية رقميا عن خسائرها ولكن اعترافها بهذه المقاطعة جعلها تبادر إلى إصدار بيانات صحافية استنكرت فيها الحرب الإسرائيلية ونفت أى علاقة لها أو دعم لهذه الحرب وكانت السعودية شهدت حملة عبر الانترنت لمقاطعة الشركات والمنتجات الأمريكية احتجاجا على الدعم الأمريكى للهجوم العسكرى الإسرائيلى والعدوان على قطاع غزة، ودعت الحملة على مقاطعة سلسلة مقاهى "ستاربوكس" ومطاعم "ماكدونالدز" وغيرها من الشركات التى على قوائم المقاطعة، فى حين صدرت فتاوى رسمية كما سبق الإشارة فى محور سابق تهاجم المقاطعة وتصفها بالضرر!!! وعلى صعيد المعارضة السعودية فقد تم إصدار بيانات للمعارضة تهاجم النظام بشدة وتجرم موقفه ومن أقواها بيان الحركة الإسلامية للإصلاح حيث أصدرت بيانا حول الأحداث فى غزة ذكرت فيه أن السعودية هى من بين الدول التى نسقت معها إسرائيل فى ضرب القطاع وأنها من بين الدول التى طالبت باغتيال قيادات حماس وأنها ساهمت قبل الضربة بتهيئة الأجواب بمجاراة المشروع الأمريكى بالحماس للتطبيع وتقديم تنازلات استسلامية ومقاطعة حكومة حماس المنتخبة وقد اعتذرت الحركة لأهلنا فى غزة باسمها وباسم الشعب فى بلاد الحرمين من هذا الموقف المشين وطالبت الحركة فى البيان بمجموعة مطالب قالت أن الحكومة لن تنفذ ولا واحدا منها ولكنها تذكرها من باب إبراء الذمة وإقامة الحجة، ومن فقرات البيان فقرة تقول : حرصت الحكومة السعودية على حصر التعامل مع المجموعة المتسلطة فى الضفة الغربية المسماة بالسلطة الفلسطينية ودعمها ماديا ومعنويا وإعلاميا، وفى المقابل تجنبت الحكومة السعودية التعامل مع حكومة حماس فى غزة رغم أن الأخيرة هى المنتخبة وذلك لأن أمريكا وإسرائيل أعطت الأولى الشرعية ونزعتها من حكومة حماس.. وفقرة أخرى منعت أى نشاط محلى فى المملكة على شكل تظاهرات أو اعتصامات لاستنكار ما يجرى فى غزة بل والتشديد على الأئمة والخطباء بعدم الدعاء لأهالى غزة وتجنب تناول القضية فى خطب الجمعة إلا بشكل عمومى وفى فقرة أخرى استخدام الآلة الإعلامية السعودية الهائلة وخاصة شبكة "الإم بى سى" والشرق الأوسط لتحقيق المرادات الأمريكية الإسرائيلية فى التطبيع وتقبيح صورة المقاومة.

خاتمــة:
كما سبقت الإشارة فإن الموقف الرسمى العام لم يكن على قدر المسئولية وفداحة المصاب والجرم الإسرائيلى والصمت الدولى الرسمى ولم يكن على مستوى القضية الشعبية وربما الموقف المصرى هو اسوأ المواقف نظرا لعوامل الجغرافيا والتاريخ والأمن القومى إلا أن النظام السعودى هو أكثر الأنظمة التى توجه بها أصابح الاتهام لما تمتلكه من آلة إعلامية وشراء للأقلام ومن وصاية دينية تستغل الدين لتسويغ سياسات لا تصب فى مصلحة الأمة بل تعمل على تشظيها وانقسامها ومن هنا تأتى خطورة الممارسات السعودية لأنها تشوه المقاومة وتشق الصف والإجماع العربى عليها وتسقط مفهوم الجهاد وتفرغه من مضمونه بل وحتى تعمل على استغلال الدين فى تشويه أى شكل من أشكال المقاومة وإن لم تكن مسلحة مثل التظاهر والمقاطعة وبالتالى فإنها تتوحد مع العدو وتعتبر ظهير رئيسى له ومتحدث باسم مصالحه ولكن بالعربية وبالإسلام، وهذا هو مكمن الخطورة وهذا ما يجب أن تنتبه إليه الشعوب المخدوعة وأن تعرف حقيقة الصراع وطبيعة المرحلة وشرعية المقاومة والدور المنوط بها ويجب أن تعرف الشعوب دورها وتعرف صحيح دينها وعروبتها وقوميتها.

 

زر الذهاب إلى الأعلى