أرشيف - غير مصنف

المؤتمر.. المؤتمنون.. المتآمرون

بقلم / سعيد موسى

 ((مابين السطور))
لا مقدمات تقليدية مملة في جدلية مفتعلة للمؤتمر السادس لحركة التحرير الوطني الفلسطيني"فتح"، وقد تعسر عقده لأسباب وهمية وواهية وحقيقية قرابة الربع قرن من الإجحاف بحق فتح، حتى اختلط في هذا المشهد علامات وتفاصيل المؤتمر والمؤتمن والمتآمر،وباتت اللعبة العبثية وعملية شد الحبال بين داخل وخارج ،بين داخل وداخل،بين حرس وآخر، بين قديم وحديث، حتى أصبح اللعب على المكشوف، ومن يشعر بديمقراطية النظام الحركي، انه سيكون خارج كابينة القيادة، يمتطي كل أدوات الذبح دون بسملة، ويتحالف مع شياطين الأرض في بيانات التنوير والتشكيك، فينبري لهم فريق آخر من سدنة القيادة الهرمية الهرمة، شاحذا كل أدوات الطعن في سياق التآمر ودعوى التدمير، ويشار هنا وهناك إلى أصابع داخلية وخارجية تسعى إلى ردم التراب على بروز ملامح المؤتمر السليب، كلما دقت ساعة المخاض لتعلن ميلاد فجر جديد،مَن الصادق؟، مَن الكاذب؟، مَن المؤتمن؟، مَن المُتَآمر؟، مَن  ِمن مصلحته بقاء الوضع على ماهو عليه؟، مَن هم عرابي التغيير؟، مَن الحريص على التداول الطبيعي لسلم القيادة؟، مَن الذي يملك الحقيقة المطلقة بان عدم انعقاد المؤتمر فعلا خير من انعقاده؟، مليون سؤال وسؤال تطغى على كل لوائح الحركة، ليُعتبر الطارئ والخطر الحاضر والقادم سيد الموقف، حتى وجد المخرصون والمرجفون من أصحاب نظرية الاندثار والتآكل الفتحاوي وأولهم الصهاينة كما صرحوا به علنا،قبل أن تسقط أوهامهم على أعتاب ملحمة الوفاء والزحف المليوني في ميدان الكتبة تخليدً ذكرى الرمز الشهيد/ ياسر عرفات حيث هشاشة الرهان، وتبعهم الواهمون ، بحثا عن ضالتهم في مادة وهمية دسمة لذر الرماد في العيون، بان فتح تحتاج الترحم عليها، والمزج المتعمد الزائف لدرجة الذوبان المزور مابين حركة فتح والسلطة الوطنية ، وجميعهم يثق بان رهانهم خاسر وأحلامهم واهية،وماهي سوى حرب نفسية تستهدف الجذور بعد تساقط بعض الأوراق البالية، والجميع يثق رغم هول الإحباط ، والذي لن يزعزع إلا ضعاف الانتماء والإرادات، أن لدى أبناء فتح مضادات فولاذية لمثل تلك الحروب النفسية العابرة، بانتمائهم المتجذر لحركة تحرير مقاومة قدمت ومازالت تقدم أفواج الشهداء على مدار قرابة النصف قرن من العطاء وقدسية البندقية كأهم وسيلة للتحرير، وبصوت وطني واثق متواضع، نقول خسئ الخاسئون من أهل البيت الحركي أولا ونقول للمرجفين الحالمون بتآكل الحركة هونا على أنفسكم، ورحمة بعقولكم، حين تحين ساعة الصفر، وينقشع ظلام شد الحبال المقيت، سترون في حركة فتح وعاصفتها عجبا، وعندها مابني على باطل تقشعه الزوابع، وببساطة متناهية نقول متى يسمح لجماهير فتح بالتعبير بحرية عن سخطهم لوئد المؤتمر وحاجتهم لضخ الدماء في شرايين الحركة المتجمدة، سيصعق من بنا تخاريفه الاندثارية والتآكلية على أوهام القيود القهرية لحرية التعبير وحق الغضب لأبناء فتح,,, مهلا.
 
 
منذ سنوات خلت والحديث يدور عن مخاض عسير، لانعقاد المؤتمر الأسير، تارة في الغد القريب، وتارة في حكم المستحيل، وتارة أخرى تلقى أثقال الإعجاز والتعجيز على الظروف السياسية الداخلية والخارجية، وتارة رابعة على تحديد المكان والأرضية،وجدال على عضوية وتعريف هوية، حتى أصبحت العملية العبثية أشبه بدوران"ثور الساقية" في نفس الفلك وحول نفس المعطيات ووحدانية المحور المعطل، شد ورخي، رخي وشد، تفاؤل وإحباط، أمل ويأس، إصرار وإثباط، تخدير مابعده تخدير وفق مسوغات قزمة من التبرير، وعندما أصبح المؤتمر مع كل هذا التشابك والتعقيد، حاجة ماسة بعد أن فشلت كل عمليات التحنيط والتأجيل والتدجيل، طفت إلى السطح أسراب المعوقات خرجت دفعة واحدة من سراديب من يلوكون الهواء، يحاولون امتصاص هيجان المياه الراكدة بعدما ألقيت حجارة التجديد في مستنقعها، ومحاولة التحزم بكوا بح المبررات المطاطية خشية من غرق جراء الطوفان الحتمي.
 
 
 
 
 
تحدث معظم أعضاء اللجنة المركزية المتكلسة، وأعضاء المجلس الثوري المتكدس، وأعضاء وجماهير الحركة الحبيسة، عن ضرورة إيجاد مخارج تؤدي إلى حراك طبيعي، مع الأخذ بعين الاعتبار لمكان وزمان وتفاصيل عضوية انعقاد المؤتمر، وسمعنا عن مؤتمر موسع ومؤتمر مصغر، وزيادة عضويات وتقليص عضويات، واختلاق معايير تناسب القائم على الأرض من معطيات، ودارت رحى الشد والجذب المضاد و الذي يؤدي لتهتك التواصل الهادئ الطبيعي، بين انعقاد المؤتمر في الخارج يواجهه أي خارج الذي سيسمح بالانعقاد على أرضه؟ ويوازيه هل سيسمح لأبناء الداخل من اجتياز كافة المعيقات لحضور المؤتمر في الخارج؟ ، أو انعقاد المؤتمر في الداخل، هذا الداخل المنقسم وطنيا على نفسه لدرجة الفصل بين جناحي الوطن، فأين في الداخل في غزة؟ أم في الضفة الغربية؟ مع كل المعيقات السياسية والوطنية لوصول أعضاء من الخارج للداخل؟ وما لذلك من استحقاقات السماح بالحضور لمن يعارض حتى الآن العودة قبل قيام الدولة والتحرير؟ وفي حال رفضت دولا عربية مثل مصر والأردن انعقاد المؤتمر السادس على أراضيها، فهل يتم الخلاف على بلاد عربية أخرى لاتحضى بموافقة الجميع وكل لديه مبرراته للموافقة والمعارضة لتلك الاستضافة المفترضة؟ ، وهل فعلا الظروف السياسية والوطنية تسمح بانعقاد المؤتمر في داخل الوطن دون تدخلات الكيان الإسرائيلي والاعتراض على أسماء بعض القيادات الحركية من الخارج، إلا وفق شروط تعجيزية معينة؟! في حين أننا بحاجة ماسة ومصيرية إلى عدم وضع بيضنا في سلة واحدة، خاصة وان الوضع السياسي مع عنجهية الكيان الصهيوني، يتأرجح على قاعدة رمال متحركة، وانه من المصلحة الوطنية قبل الحركية الحفاظ على خطوط العودة لقواعد الثورة الخارجية، وبقاء القيادات الحركية أمثال الأخ/ أبو ماهر غنيم على سبيل المثال لا الحصر خارج متغيرات المسار السياسي المشئوم لحين تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود؟
 
 
ووفق عملية التسخين والتبريد هذه، وتعقيدات المعطيات، هل من المجدي أو لنقل أفضل السيئ، أن تبقى الأمور على ماهي عليه مع التوافق على لجان طوارئ مركزية وثورية قديمة حديثة، للخروج من عنق الزجاجة تفاديا لتأزيم المتأزم وتعقيد المعقد، لحين توفر أجواء تلبي حاجة الفرق المختلفة على داخل وخارج وموسع وضيق،هل يكون هذا التشكيل الطارئ المستحدث بأغلبية التوافق لتفادي عبثية واعجازية إرضاء كل الرؤى، أيكون في ذلك حقا مصلحة للحركة لتجنب مزيد من الانقسام الحركي إضافة إلى كارثة الانقسام الوطني، بمعنى ليس بقاء الوضع على ماهو عليه، وليس إجراء عملية فرز ديمقراطية شاملة في ظروف غامضة وغاية في التعقيد، أين الصح وأين الأصح؟ أين الخطأ وأين الخطيئة؟هل فعلا الوضع الحركي العام مناسب ومفيد لهذا الحراك الحركي؟ ، وهل المقصود فعلا تحرير المؤتمر الأسير؟ ، أم هو صراع بين وارث وطامح ومن بعدهم الطوفان؟ ماهو رأي الجماهير الحركية العريضة، أم أن هذا آخر ما يؤخذ به لذرائع تدور في نفس فلك العدمية الداخلية والخارجية، ومعطيات الانقسام بين غزة وضفة غربية، لقد بات البيت بحاجة إلى حسم توافقي تقدم في مصلحة وتاريخ حركة بعمر أجيال النضال، على مصالح جوقات محركة وأخرى معطلة، وكل جوقة لها من الأسانيد في سوق نخاسة الانقسام والوضع السياسي المعقد مايبرر رؤيتها.
 
 
 
كفى صراعا على التسلق والوراثة، كفى لموسم الإحباط ونطاح الثئران على حساب أعصاب أبناء الحركة راعية المشروع الوطني، وحاملة وصايا الشهداء، وعرين وديعة مستقبل وحلم الأجيال، ففلسطين بحاجة إلى كلمة سواء، والوضع السياسي المتردي في مواجهة الهجمة الصهيونية الشرسة، والتنكر الصهيوني المستخف بكل الثوابت الوطنية، بحاجة إلى مؤتمر وفاق من نوع آخر، أكثر من حاجتنا لمؤتمر نستسهل اسمه ويحاط بتقديم مليون معيق ومعيق إعجازي، لسنا بحاجة إلى مهاترات قيادية ولا لصراعات حركية، فهناك أولويات وطنية تتطلب مواجهة الذات ، وإنهاء الانقسام الذي يؤدي إلى انهيار وطني شامل، والى ضياع جيل شاب يغرق بين شبح الإحباط، وتتقاذفه اذرع أخطبوطية تجعله لايعير المستقبل أهمية، فتلقفه اذرع أخرى اليأس والمخدرات والانتحار، كفى ومليون مليون كفى لمحترفي صناعة اليأس والإحباط، فعيون الجماهير وعقولها شاخصة متقززة من كل هذا العبث وتلك المهاترات، لتكن بدائل قيادية توافقية، لحين توافر ظروف مهيأة ومناسبة إلى حد ما، خير من الجدال العقيم، أو التسرع في اتخاذ قرار بعقد المؤتمر بالداخل بمن حضر، وبالتالي والكفر عناد بالتنكر أو عقد مؤتمر خارج بمن حضر، ففتح  بجماهيرها ونقاباتها ومؤسساتها الدفينة، في غنى عن عملية عناد تنتج مزيدا من الشرذمة والانقسامات، ونحن في حركة فتح نقول أن المشوار مازال شاق وطويل ، والمسار السياسي مليء بالألغام وأنفاق ومنافقي الظلام، وخيارنا بندقية تعلوا على خيار غصن الزيتون، الذي يحاول الصهاينة بكل ما أوتوا من تطرف وتهرب من استحقاقات المسار السياسي إسقاطه، كفى فقد اختلط علينا الأمر ولدى قاعدتنا المكبلة كل الحلول لتفرز الغث من السمين، والزيوان عن القمح ،و من هو صالح ومن هو طالح، كفى لعبثية المؤتمر، وكفى لهزلية المؤتمن، وكفى صارخة لكل متآمر بثوب واعظ جبان.
 
 
 
فكل الطرق الحالية لا تنتج مؤتمرا، ولا يتم التوافق على مؤتمن، وكل يدعي في مواجهة الآخر بالتآمر،أم أن ما يدور من مناكفات عقيمة مخطط لها بعناية من اجل خلق إيمان بواقع ما نجهله؟!!! فكفى
 
 
 
 

زر الذهاب إلى الأعلى