قال الجيش الاميركي، انه بدأ تحقيقا لتشخيص مواطن الضعف النفسية والعقلية في الرعاية الصحية للجنود الاميركيين الذين يتم نشرهم في ساحات القتال، وبحسب الواشنطن بوست فتن التحقيق جاء بعد قيام احد الجنود الاميركيين بقتل خمسة من زملائه الجنود في احدى الوحدات العاملة في قاعدة رئيسية في بغداد. وعرفت مصادر عسكرية الاميركي الذي قام بعملية القتل بانه السيرجنت جون روسل (44 سنة) وهو متخصص في الاتصالات في التشكيل الهندسي الاميركي 54، الذي يتواجد اساسا في المانيا، وقد اتهم المذكور بقتل خمسة جنود والتسبب بجرح جندي سادس. وبحسب صحيفة لوس انجلوس تايمز، فان روسل يخدم في دورته الثالثة في العراق وكان سيستكمل مدته المقررة في شهر اب المقبل، كما انه خدم سابقا في البوسنة والهرسك في اقليم كوسوفو. وبحسب الصحيفة ايضا، فان العملية التي قام بها العريف روسل هي الحالة الاكثر قسوة في اعتداء عنيف لجندي على زملاءه بين صفوف الجيش الاميركي منذ بداية تشكيل الحرب في العراق للضغوط النفسية على الجنود الاميركيين بسبب الدورات طويلة الامد المتكررة لوجودهم في حالة الحرب في العراق. وبالرغم من انه لم يعرف لحد الان ما اذا كان العريف روسل الذي قضى 21 سنة في الخدمة في الجيش الاميركي له اي تاريخ في المشاكل النفسية، الا ان بعض تصرفاته الاخيرة اقلقت قادته المباشرين الى الدرجة التي تم فيها قبل اسبوع من الحادث نزع سلاحه واحالته الى المشورة الطبية، كما قال الناطق باسم الجيش الاميركي في العراق الجنرال ديفيد بيركنز. وقال الجنرال :" سواء بسبب تصرفاته او الاشياء التي قالها، كان هناك قلق بانه يجب ان ينزع من السلاح، ولهذا فان سلسلة القيادة التي يخضع لها قررت تجريده من سلاحه، وهو امر لايحدث بصورة روتينية بين الجنود العاديين ". وقال بيركنز ان العريف روسل حصل على علاج في وحدته وربما في المستشفى لمدة لاتقل عن اسبوع، ويحقق الجيش الاميركي في كيفية استطاعته وضع اليد على السلاح. وقال مسؤول عسكري اميركي اخر في بغداد للواشنطن بوست بان العريف روسل كان قد دخل في نقاش تشاحني في احدة عيادات كامب ليبرتي في وقت مبكر من يوم الاثنين الماضي، وبعد ذلك اخذ روسل سلاح جندي اخر، وعاد الى العيادة الطبية وفتح النار، كما قال ذلك المسؤول بشرط عدم نشر اسمه.
وقال وليام روسل (73 سنة) والد الجندي روسل بان المستشارين في العيادة الطبية قد تسببوا بهياج ابنه من خلال وضعه في اختبار عقلي شديد، بدون ان يشرحوا له انه مجرد اختبار طبي فقط، وقال والد روسل ان ابنه كان قد بعث رسالة بالبريد الالكتروني الى زوجته قبل الاقدام على قتل الجنود الاميركيين الخمسة، ذكر فيه بانه مر بيومين من اسوأ ايام حياته، وقال لها :" بان حياته قد انتهت وهو لم يعد يهتم بها "، ولكن الوالد قال ان ابنه لم يكن ابدا شخصا يحب العنف. وبحسب صحيفة الواشنطن بوست فان تكرار الدورات الخدمية للجنود الاميركيين في ساحات الحرب قد افضت الى زيادة حادة في حالات الانتحار والكثير من حالات الانفلات النفسي، وبالمقابل فقد سعى القادة العسكريون الى تعليم القوات القتالية بالمسائل النفسية والعاطفية ونتائجها. وقال الجنرال دانيال بولكر قائد الوحدات المسؤولة عن بغداد :" اذا كنا قد تعلمنا اي شيء من هذه الحرب فهي انه ليست كل الاصابات مادية ". وقال الجنرال بولكر بان العديد من الجنود يترددون في السعي للحصول على علاج نفسي بسبب الخوف من الخزي، ولكنه قال :" يجب ترك ذلك الباب مفتوحا للجنود ". والى جانب مقاييس التحقيق الجنائي، قال الجنرال بيركنز، بان كبار القادة العسكريين الاميركيين قد امروا باجراء تحقيقات واسعة النطاق بشأن ما اذا كان هناك عناية صحية نفسية كافية للجنود الذين يخدمون في المناطق القتالية وفيما اذا كانت العناية والعلاج تتوفر بما فيه الكفاية. وبحسب الواشنطن بوست فان معظم الجيوش الكبيرة لها عيادات نفسية متخصصة، وهناك الحالات الكثيرة من الجنود الذين ينفذ صبرهم ويعانون من الاكتئاب والضغط النفسي والعديد من الحالات النفسية الاخرى، ويتم في بعض الحالات احالة الجنود الى العيادات النفسية بامر من قياداتهم التي تلاحظ مسار حالاتهم النفسية. وفي العادة فان الجنود الاميركيين في العراق يحملون دوما الاسلحة والذخيرة بشكل متلازم في جميع الاوقات، وحتى داخل القواعد العسكرية، وبشكل نموذجي فان القادة يأمرون بنزع اسلحة الجنود فقط حينما يتخوفون من احتمال اقدامهم على الانتحار او التسبب بالتهديد لزملاءهم الاخرين.
ولكن وبحسب صحيفة لوس انجلوس تايمز فان واقعة العريف الاميركي بالاعتداء المسلح على زملاءه، قد اقلقت الجيش الاميركي الذي يقوم بالتحضير للانسحاب من المدن العراقية بنهاية شهر حزيران القادم، بموجب الاتفاقات والتفاهمات التي توصل اليها الجانبان الاميركي والعراقي، ومعسكر كامب ليبرتي هو جزء من المجمع العسكري المعقد الذي يكون كامب فيكتوري وهي من القواعد التي لن يتم غلقها لان كلا الجانبين العراقي والاميركي قد قررا بانها ليست جزءا من بغداد.