أرشيف - غير مصنف

غريق في بحر النساء

خضر عواركة

 
وغرقت في بحرهن منذ أن عرفتهن
 
جميلات القد والروح أجمل صفات الأنوثة
 
يعرفن قدرهن
 
 فيتعالين على السابحين في بحورهن
 
ولهن أساطيل تجوب البحار الغريبة
 
 تشق عباب الموج
 
ولهن أساطيل عظمى
 
تحمل صناديق سحرية 
 
 يتدفق الكلام حلوا رخيما
 
 من حلوقهن
 
 تحمل عيونهن المطر …
 
ينهمر خيرا من ينابيع حبهن
 
 اللؤلوء والمرجان في عقولهن
 
وفي أنفسهن
 
 فإن غطست
 
 وصلت إلى الكنوز
 
 وفزت بقلوبهن
 
 
 
فيهن الجميلات الناعمات
 
 وفيهن
 
الواصلات العارفات الشامخات
 
وفيهن
 
الماكرات الفاضحات لكيدهن
 
وفيهن
 
الأم التي تحملك وتصطلي بنار العشق
 
 لعينيك
 
 لخفقات قلبك
 
 
 
 قبل أن تولد ..
 
وقبل أن تبدأ سنواتك تبدأ أمك الحلوة بعدهن
 
وترتوي تلك من نزفها
 
 وتشبع من النوم أنت
 
 حين تسهر هي
 
 وتغفو عينيك هنيئا
 
 ومنهن
 
من تعطي قلبها طعما لولد أو لإبنة ثم بماذا نكافئهن ؟
 
وفيهن
 
من لو غاب زوجها سنين
 
ثم عاد لوجد شفتيها كما تركهن
 
وفيهن
 
من كالأشجار الباسقات لطولهن
 
 تحسب أن نظرهن ليس أبعد من أنوفهن
 
 ولكن
 
إن كلمتهن …
 
 لعرفت بأنهن
 
خير من الف رجل
 
 لو قارنت بالرجال ذكائهن
 
 وهن
 
أخوات الرجال حسما وحزما
 
 وخمارهن
 
عفة نفس وسعة صدر
 
 ومكرهن
 
للكارهين والشامتين والعابثين
 
فإياك والعبث مع أمثالهن
 
 
 
ومنهن
 
 العاشقات اللواتي إن قصدت شاطئهن
 
 
 
 لوجدته أكياسا من رمل
 
فهن
 
يرفعن في وجه الغزاة المعتدين متاريسهن
 
ومنهن
 
 إن غازلتهن… غزلتهن 
 
ولو سايرتهن
 
لـأخذتهن بالمودة والحب
 
 ثم لإن تركتهن
 
لأصبحن كأنهن
 
غارقات زاحفات سارحات ذليلات
 
 إلى أن تعود إليهن
 
فيعلن حينها
 
حربا عليك ويطفئن بك حقد قلوبهن
 
وبعضهن
 
 يصببن عليك ماء نار
 
إن عرفتهن
 
إنهن
 
 النساء يا عاشقا هالكا
 
 إن لم تعرف السباحة في بحرهن
 
 
 
ستمضي حياتك غريقا
 
إن لم تحترم فيهن عقولهن
 
فإياك ومصارعة عقولهن
 
فهن
 
أولى بالفوز منك
 
 وإليهن
 
يعود دوما تاج الملك على حياة الرجال
 
 لأنهن
 
نساء….فإياك والعبث مع مكرهن
 
عشيقات وشقيقات وبنات وصديقات
 
إياك والعبث مع مكرهن
 
وإياك والتمرد
 
فمكرهن عظيم
 
وهن
 
نصف الكون لا بل عن النصف يزيدن
 
لـأنهن
 
نهر الحياة ومنهن
 
تنبع روح الكون
 
 ولولاهن
 
لما كنت ولا كان في الدنيا رجال
 
ولولاهن
 
لما عبرت أساطيل الحب بحار الروح
 
ولولاهن
 
لما عرف الناس معنى أن أعظمهن أم وأولهن أم
 
 وآخرهن أم
 
لولاهن
 
لكان على الدنيا السلام
 
فلولاهن
 
لما كان في الدنيا أناس ولا عشنا
 
 
 
لولاهن ولولا وجودهن
 
فلا كان قلب قد خفق
 
ولولاهن
 
فلا رجل قد طفق يتغطى بأوراق التوت
 
ولولا عيونهن
 
لما بكت عيون الرجال
 
ولولا أثدائهن
 
لما عرف الرضيع معنى الحنان
 
ولولا صبرهن
 
لما كبر فتى ولا رأى من الحياة يوما جميلا
 
 
 
هن الحياة ومنهن نبع الحياة قد بدأ
 
 يا رجل.
 
 
 
ليس في الحياة ممكن، بلا أرحامهن
 
 
 
فإعبقي يا رياح الكون بأسمائهن
 
وتفجري يا صخور بماء الحياة من مآقي…
 
من لو لم يكن في الكون إلاهن
 
فلا ضير
 
 إذ أن في بعضهن قلوب العذاري وفيهن
 
ايضا بطولات الأشاوس
 
وهن من إن خلت منهن دنيانا
 
 
 
فلا دنيا لنا ..ولا كنا لولا أن كن ّ

زر الذهاب إلى الأعلى