أرشيف - غير مصنف
إبن الشيخ الليبي بين عدالة الامريكان وجدعنة المصريين
قالوا انتحر!!
آلآن اختار أن ينهي حياته بعد أن انتهى منه الاخرون؟
هل انتحر الذي لم يسع الى قتل نفسه عندما كان يعذّب في سجون أمريكا السرية ولا يسمع صراخه أحد؟
ابن الشيخ الليبي ليس عضوا في القاعدة كما قال ونقله عنه تقرير للسي أي إيه نشرته لجنة الاستخبارات في الكونغرس. بل هو عضو في الجماعة الاسلامية الليبية وترأس بين عامي 1995 و 2000 معسكر تدريب في أفغانستان كان قد أسسه عبد الله عزام
اعتقل في باكستان في نوفمبر 2001 ونقل الى مركز اعتقال امريكي في قندهار, حيث طلب منه المحققون معلومات محددة عن مكان اختفاء أسامة بن لادن والهجمات على أمريكا, ورغم أنه لا يعرف عن ذلك شيئا, الا أنه بدأ بالاختراع والتأليف سعيا للتخفيف من المعاملة السيئة وتجنبا للتهديد بتسليمه الى مخابرات دول أخرى, الا أنه نقل للاستجواب في مصر حيث استقبلوه كما يستقبلون أبناء البلد تماما وكأن البيت بيته
بدأ استجوابه بالتهديد بلائحة طويلة من وسائل تعذيب تنتظر الفتك بجسده, وقيل له أن ثلاثة الاف معتقل جلسوا على نفس الكرسي وجميعهم بلا استثناء اعترفوا, ورغم أن ابن الشيخ الليبي لم يدع البطولة وأراد الاعتراف من البداية, الا أنه لم يستطع الاتيان بقصة مقبولة وظهرت لديه مشكلة في التأليف وفن اختراع القصص الملائمة لذوق المحققين المصريين الجدعان
طلبوا منه معلومات عن علاقة العراق بالقاعدة, ولما لم يستطع ارضاءهم وضعوه في صندوق بحجم نصف متر طولا ونصف متر عرضا وترك لمدة ١٧ ساعة, ثم أخرجوه وأعطي فرصة أخيرة للاعتراف قبل أن ينهالوا عليه بالضرب واللكم الى أن جاءه الالهام وتفجرت موهبته الروائية فأخبرهم أن القاعدة أرسلت اثنين من أفرادها للتدريب على الاسلحة النووية في العراق واستخدم هذه المرة اسماءاً لأعضاء حقيقيين من القاعدة وهو ما أرضى المحققين المصريين الجدعان وجعل قصته مقبولة لديهم, فنقلوه من الصندوق الى زنزانة وأعطوه بعض الطعام , وكان هذا هو الاعتراف الذي استخدمه وزير الخارجية الامريكي الأسبق كولن باول في كلمته أمام مجلس الأمن للاشارة الى علاقة العراق بالجماعات الارهابية
بعد أيام طلب منه المحققون معلومات عن الانثراكس والاسلحة البيولوجية, فوقع في يده هذه المرة و لم يستطع أن يأتي بقصة ترضي معذبيه لأنه باختصار لا يعرف معنى كلمة (بيولوجية) وليس لديه أدنى فكرة عن ما يتحدث عنه المحققون
ورحم الله أيام زمان, عندما كانت مصر المحروسة ومخابراتها العبوسة بخير, وكان المحققون يؤلفون الروايات ويجهزون الاعترافات ولا يبقى على المشتبه بهم سوى التوقيع على أوراق جاهزة ومطبوعة أحيانا قبل اعتقالهم
نقل ابن الشيخ الى ليبيا في أواخر عام 2005 وسجن في معتقل أبوسليم حيث حكم عليه بالسجن مدى الحياة, وعندما زارته هيومان راتس ووتش في سجنه الليبي رفض مقابلتهم, وكان كل ما قاله هو أين كنتم عندما كنت أتعرض للتعذيب على يد الامريكيين؟
وليته تحدث ليسجل قصته كما فعل معتقلون ليبيون أخرون وأحدهم معروف باسم حسن الربيعي, الذي وصف اعتقالهم لدى الامريكيين وتعرضهم للضرب والاهانة والتعذيب بالمياه الباردة والمثلجة وتركهم عراة لشهور طويلة, ثم عندما جاء طبيب ووضع رجله في الجبس.. صارت تلك وسيلة تعذيب جديدة وصار المحققون ينزعون الجبس عن رجله ويقفون عليها
رحم الله ابن الشيخ الليبي ورحم الله عقل من لا زال يؤمن بعدالة أمريكا وجدعنة مصر ومروءة العرب
———————————————
تقرير هيومان رايتس ووتش هنا
http://tinyurl.com/obsp9v
وتقرير لجنة الاستخبارات في الكونغرس الذي يتحدث عن ابن الشيخ الليبي صفحة٧٩-٨١ هنا