أرشيف - غير مصنف

نيويورك تايمز”: حديث مشعل عن حل الدولتين مسجل … وربما تعرض لضغوط دفعته للتراجع

قالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن تراجع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس حول تصريحاته بقبول حل الدولتين ربما يكون مرده إلى ضغوط تعرض إليها. وقالت إثان برونر التي أجرت الحوار إلى جانب تغريد الخضري لـصحيفة «الشرق الأوسط» إن «لا خالد مشعل ولا أحد مساعديه أبلغنا أننا فهمنا ما قاله خطأ. ربما يكون تعرض لضغوط مما جعله يتراجع»، وأضافت «الحوار مسجل ولدينا نسخة من التفريغ».

 
وفي الحديث الذي بدا فيه مشعل يغازل واشنطن وخرج فيه عن الخط المعلن لحماس، قال إن الحركة أوقفت صواريخها على إسرائيل وتسعى إلى هدنة طويلة مع إسرائيل. كما أشار إلى أن حماس ستدعم الحل القائم على دولتين على حدود 1967.
 
وقد أجرت صحيفة نيويورك تايمز المقابلة مع مشعل التي استغرقت خمس ساعات على مدار يومين فى مكتبه بالعاصمة السورية، وجه مشعل من خلالها حديثه إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
 
وتقول الصحيفة إن مشعل اكد أن مقاتلى حماس توقفوا عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل، على الأقل فى الوقت الراهن، وحاول مشعل التواصل بصورة محدودة مع إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما وقادة الغرب، موضحاً أن حماس تسعى لبناء دولة على المناطق فقط التى سيطرت عليها إسرائيل عام 1967.
 
وقال مشعل الذى اعتراه الهدوء ونوع من الثقة بالنفس، خاصة بعدما انتخب للمرة الرابعة ليرأس مكتب حماس السياسى، "أتعهد أمام الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولى بأننا سنصبح جزءاً لا يتجزأ من الحل"، ولكنه على الرغم من ذلك أكد أنه لن يعترف بدولة إسرائيل، قائلاً لجيرانه من القادة العرب، إنه "لا يوجد سوى عدو واحد فى المنطقة وهو إسرائيل".
 
وتشير الصحيفة إلى أن مشعل حث الآخرين على تجاهل ميثاق حماس الذى يدعو لمحو إسرائيل عن طريق الجهاد، ولكنه فى الوقت نفسه، لم يعرض إلغاء الميثاق، بل قال إن عمره 20 عاماً وأن "ما يشكلنا هو خبراتنا السابقة" وليس بنود الميثاق.
 
وشرح قائد المكتب السياسى لحماس، السبب الحقيقى وراء موافقته على إجراء هذه المقابلة التى تعتبر أول لقاء مع مؤسسة أمريكية إخبارية منذ عام، قائلاً "حتى يتمكن الآخرون من فهم حماس، يتعين عليهم الاستماع إلى رؤيتها بصورة مباشرة، وتسر حماس كثيراً عندما يرغب الناس فى الاستماع إلى قادتها مباشراً، وليس عن الحركة من خلال وجهة نظر الآخرين".
 
وترى الصحيفة أن هذه المقابلة تستهدف كذلك الإدارة الأمريكية، التى عقدت عزمها على التحاور مع إيران وسوريا، ولكن ليس مع حماس، إلا إذا أذعنت الأخيرة إلى نبذ العنف، والاعتراف بدولة إسرائيل، وقبول الاتفاقيات السابقة التى جمعت بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
 
فيما يتعلق بالرئيس الأمريكى، قال مشعل إن "لغته مختلفة وإيجابية، ولكن عبر عن استيائه إزاء وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون، مؤكداً على أن لغتها حملت بين طياتها ملامح "سياسات الإدارة السابقة برئاسة جورج بوش".
 
ويعلق مشعل على حل الدولتين التى تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى تحقيقه قائلاً: "نحن مع بناء دولة فوق حدود 7691، على أساس هدنة طويلة المدى، ويشمل ذلك القدس الشرقية، وتفكيك المستوطنات، والتمسك بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين"، وعندما سئل مشعل عن "طويلة المدى"، قال عشر سنوات.
 
ومن ناحية أخرى، رفض مشعل الاعتراف بدولة إسرائيل، فهو يرى أن الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، قد اعترافا بإسرائيل، ولكن دون جدوى. ويتساءل: "هل أدى اعترافهم بإسرائيل إلى وضع نهاية للاحتلال؟ لا، فالأمر مجرد حجة تستخدمها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل حتى يتمكنا من تحاشى التعامل مع القضية الأساسية، وحتى يلقوا بالكرة إلى الملعب العربى والفلسطينى".
 
وتقول الصحيفة إن مشعل بذل جهوداً حثيثة لإظهار أن حماس تسيطر على مقاتليها، وعلى مقاتلى الجماعات الأخرى، حيث أوضح أن "عدم إطلاق الصواريخ حالياً يشكل جزءاً من محاولة الحركة، التى تخدم المصالح الفلسطينية، لتقييم الأوضاع، فإطلاق الصواريخ مجرد وسيلة وليس هدفاً فى حد ذاته، والمقاومة حق شرعى، ولكن ممارسة مثل هذا الحق يرجع إلى تقييم قادة الحركة".
 
وأكد مشعل على أن "حماس"متحمسة لوقف إطلاق النار مع إسرائيل، وللتوصل إلى اتفاق بموجبه يتم تسليم الجندى الإسرائيلى الأسير جلعاد شاليط، مقابل إطلاق سراح العديد من المعتقلين الفلسطينيين.
 
أما بالنسبة لإيران، التى تراها كل من الولايات المتحدة وإسرائيل فى صورة أكبر راعٍ للحركة الإسلامية "حماس" وبدأ يساورهما القلق حول تحول غزة إلى منطقة إيرانية، فيقول مشعل بشأنها: "دعم إيران لنا ليس مشروطاً، ولا يسيطر أى أحد على سياستنا أو يؤثر عليها".
 
وسئل رئيس المكتب السياسى لحماس عما إذا كانت الحركة الإسلامية تريد تطبيق الشريعة الإسلامية فى غزة والضفة الغربية، كانت إجابته النفى، موضحاً أن "الأولوية تتركز على وضع نهاية للاحتلال والتوصل إلى مشروع قومى، أما عن طبيعة الدولة، فهذا أمر يحدده الشعب، ولن يفرض عليهم أبداً".
 
وقد سارع مشعل الى نفى ما نسبته إليه صحيفة "نيويورك تايمز"من أن الحركة قرَّرت وقف إطلاق الصواريخ على المستوطنات الاسرائيلية.
 
وأشار مشعل إلى أن ما نسبته إليه صحيفة "نيويورك تايمز" غير صحيح، موضحًا أن موقف الحركة من إطلاق الصواريخ أو وقفها يأتي في إطار إستراتيجية المقاومة التي تقرها حركة "حماس" وتتعامل بها في معركتها مع العدو الصهيوني.
 
وأكد مشعل على حق الشعب الفلسطيني وحركة "حماس" في مقاومة الاحتلال وكشف حقيقة نوايا الكيان الصهيوني وتعريته أمام العالم، مؤكدًا أن الكيان هو الطرف الذي يبادر دائمًا بالعدوان، وأن صواريخ المقاومة تأتي كنتيجةٍ للعدوان الصهيوني المتواصل على الشعب الفلسطيني، وللدفاع عن النفس وحماية الشعب الفلسطيني وأرضه.
 
وأوضح مشعل أنه في الوقت نفسه، فإن الحركة تراعي دائمًا الظروف التي يعيشها الشعب الفلسطيني.
 
وعن ردِّه على السؤال المتعلق بميثاق حركة "حماس"، قال رئيس المكتب السياسي للحركة: "نحن لسنا كغيرنا ممن يغيِّرون ميثاقهم حسب رغبات الآخرين، ونرفض أن نسلك سلوكهم"، مشددًا على أن "هذا المبدأ مرفوضٌ ولا نقبله"، لافتا في الوقت ذاته إلى أن الذين غيَّروا ميثاقهم لم يأخذوا شيئًا.
 
وأضاف مشعل: إن "الأصل أن ينظر الغرب إلى ما يفعله الاحتلال الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني من قتلٍ ودمارٍ وانتهاكٍ لكل القيم والحقوق والشرائع، لا أن ينظر إلى جملةٍ أو عبارةٍ وردت في الميثاق، وأن ينظر إلى ما قدَّمنا من رؤى وبرامجَ توافقنا عليها وطنيًّا وفصائليًّا لدعم عدالة القضية الفلسطينية والحفاظ على الحقوق والثوابت.

زر الذهاب إلى الأعلى