أرشيف - غير مصنف
صحافة لبنان: خطاب نصرالله “الناري” رد على “الحماقات”
كادت كل الصحف اللبنانية الصادرة السبت تحمل عنوانا واحدا محوره اعلان الامين العام لحزب الله حسن نصرالله الجمعة ان 7 ايار/ مايو 2008 هو "يوم مجيد"، في اشارة الى المعارك بين انصار الاكثرية والمعارضة بقيادة حزب الله التي خلفت اكثر من مئة قتيل. اعتبر الامين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله الجمعة ان يوم 7 ايار/ مايو العام 2008، الذي سيطر على اثره مسلحو حزب الله وحلفاء له على بيروت عسكريا، هو "يوم مجيد من ايام المقاومة".
وقال نصر الله في كلمة القاها عبر شاشة عملاقة في احتفال تخرج جامعي لطلاب الحزب "اعلن 7 ايار "مايو" يوما مجيدا من ايام المقاومة في لبنان" معتبرا ان الاستقرار النسبي الذي شهدته البلاد خلال عام هو "من بركات 7 ايار".
واضاف "في النتيجة 7 ايار هو الذي وضع لبنان على طريق الحل واخرجه من ازمته وفرض العودة الى طاولة الحوار وانتخاب رئيس توافقي وتشكيل حكومة وحدة وطنية".
وكتبت صحيفة "السفير" القريبة من الاقلية النيابية التي ابرز مكوناتها حزب الله، "برز في النبرة القاسية للسيد حسن نصرالله تأكيده على مسلمة ان لا احد يستطيع ان يلغي احدا في لبنان".
وكانت تشير الى تجديد نصرالله تأييده تشكيل حكومة وحدة وطنية بعد الانتخابات النيابية في السابع من حزيران/ يونيو مهما كانت نتائجها، وقوله متوجها الى الاكثرية الحالية "نحب ان تشاركوننا لاننا دعاة شراكة. لكن لو اردتم الا تشاركونا ان فزنا فلن نتوسل اليكم".
ويطالب حزب الله بتشكيل حكومة يكون فيها للمعارضة "ثلث ضامن" او "معطل" يتيح تعطيل القرارات الاساسية التي لا توافق عليها. ويمتلك حزب الله وحلفاؤه في الحكومة الحالية برئاسة فؤاد السنيورة "الاكثرية" هذا الثلث.
الا ان الاكثرية ترى ان مثل هذه التشكيلة تشل العمل الحكومي، مستندة الى صعوبة التفاهم داخل الحكومة الحالية على تعيينات اساسية ومشروع الموازنة وغيرها من الامور.
ونقلت "السفير" عن مصادر مطلعة قولها ان "ما حمل نصرالله على هذا الخطاب الناري هو الانفلات الذي درج عليه الآخرون "…" والذي بات يهدد بسلبيات كبيرة".
واضافت "القصد الاساسي من هجوم نصرالله محاولة +صدم+ الخطاب التحريضي وتجفيف منابع التوتير الذي يمارسه فريق 14 آذار" الممثل بالاكثرية.
وتتمحور الحملات الانتخابية لفريق 14 آذار في جزء كبير منها على احداث السابع من ايار/ مايو.
ومن ابرز شعارات تيار المستقبل بزعامة النائب سعد الحريري الانتخابية "ما مننسى والسما زرقا"، وهو ما تناوله نصرالله الجمعة قائلا "نريد الا ينسوا. المطلوب الا تنسوها حتى لا تكرروا حماقة 5 ايار"، في اشارة الى قرار الحكومة السابقة التحقيق في شبكة اتصالات خاصة لحزب الله منفصلة عن شبكات الدولة يعتبرها الحزب ضرورية لامنه في مواجهة اسرائيل والتي اندلعت على اثره المعارك.
ومن الشعارات في حملة الاكثرية ايضا صورة لعلم لبناني يحترق على خلفية سماء وغيوم سوداء وسؤال من وحي النشيد الوطني "كلنا لاي وطن؟"، ثم الى جانبه علم بالالوان الصافية الثلاثة الاحمر والاخضر والابيض على خلفية سماء زرقاء وعبارة "كلنا للوطن".
ونقلت صحيفة "النهار" القريبة من الاكثرية عن مصادر في الاكثرية ان "رسالة نصرالله الى اللبنانيين هي الترهيب".
اما صحيفة "اللواء" المؤيدة للحريري فكتبت في عنوانها الرئيسي "لا يا سيد 7 ايار/مايو يوم مشؤوم وليس مجيدا في تاريخ المقاومة ولبنان".
وذكرت بان في ذلك اليوم "انزلق سلاح المقاومة الى شوارع العاصمة بيروت في مواجهة شرسة ارعبت المواطنين الآمنين واستباحت المنازل والمؤسسات في يوم وصف حينذاك بانه يوم اسود مشؤوم".
وتطورت ازمة سياسية حادة بين الاكثرية والمعارضة العام الماضي الى اشتباكات عنيفة استمرت اياما عدة في بيروت التي احتل حزب الله وحلفاؤه قسما كبيرا من شوارعها، وتوسعت الى مناطق اخرى في الشمال والجبل وتسببت بمقتل 110 اشخاص، بحسب منظمة هيومن رايتس ووتش.
وانتهت الازمة نتيجة تدخل عربي وعقد اجتماع ضم كل الاطراف اللبنانيين في قطر خرج بما بات يعرف باتفاق الدوحة الذي نص على انتخاب رئيس للجمهورية بعد شغور المنصب لسبعة اشهر وتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم الاكثرية والاقلية وعدم استخدام السلاح في الداخل.