زيّاد الحمصي … وفجور وسائل الإعلام المنحرفة

أيمن شحادة

مع بزوغ فجر يوم السّبت الماضي، داهمت قوّة من الجيش اللبناني منزل نائب رئيس بلديّة سعدنايل زيّاد الحمصي وتمّ اقتياده إلى التّحقيق في مسألة وصفها بيان رسمي للجيش بأنّها "أمنيّة"، وعلى أثره تقاطر أهالي البلدة والبلدات المجاورة إلى سعدنايل إحتجاجاً واستنكاراً لما حصل مطالبين الجيش بإطلاق سراح الحمصي لقناعة الجميع بأنّ أيّ تهمة موجّهة إليه إنّما هي محض تجنّي وافتراء على شخص له باع طويل مع الكفاح والنّضال والوطنيّة والعروبة ….. وقبل كلّ شيء …. النّزاهة ونظافة الكفّ.
 
تسابقت وسائل الإعلام مع حلول ساعات الصّباح الأولى لتغطية التطوّرات والمستجدّات على الأرض، فبدأت كلّ وسيلة إذاعة الخبر إستناداً إلى مصادرها الموثوقة أو الرّفيعة المستوى أو المسؤولة، ……. فبثّ تليفزيون المنار ما مفاده أنّ الجيش صادر من منـزل زيّاد الحمصي أجهزة متطوّرة وأنّ جميع خيوط شبكات التّجسّس التي تمّ اكتشافها في الآونة الأخيرة تقود إلى الحمصي.
تليفزيون الـ NBN أذاع أنّ الجيش صادر أجهزة اتّصال حديثة جدّاً وموصولة مباشرة مع شبكات الموساد عبر الأقمار الإصطناعيّة، وأنّ الموقوف زيّاد الحمصي قد أدلى باعترافات أوليّة في هذا الشّأن.
تليفزيون الـ OTV أكّد أن التّحقيقات الأوّليّة تشير ليس فقط إلى ارتباط زيّاد الحمصي مع الموساد بل أيضاً إلى تورّطه في تحضير وتهريب السيّارات المفخّخة إلى العراق لإستعمالها في الحرب الفتنويّة السنيّة الشيعيّة.
 
يا للخزي والعار على هذه الوسائل الإعلاميّة الحاقدة ومن يقف خلفها، ألا تعني لهم كرامات النّاس شيئاً ؟ أم أنّ التّخوين هو فعلاً أسلوبهم الوحيد في التّعاطي مع من لا يشاطرهم رؤياهم ؟ ….. أدانوا وحكموا على زياد الحمصي بتهمة العمالة لإسرائيل أو لفرق الموت في العراق، وخوّنوه وكفّروه …… مع العلم أنّ سبب التّوقيف ومسار التّحقيق لم يكن لهما علاقة لا من قريب ولا من بعيد بإسرائيل أو بالتّجسّس أو حتّى بأيّ شيء خارج حدود لبنان، …………. هل هذه وسائل إعلام موضوعيّة أم أنّها وسائل لدسّ سموم الفتنة والتّفرقة ؟؟؟
 
أين كان هؤلاء المفترين عندما كان زياد الحمصي يقاتل إسرائيل في الخطوط الأماميّة في أعالي جبل الشّيخ 1973 وفي الجنوب عام 1978 وفي البقاع الغربي عام 1982، أين كانوا عندما سجن عشرات المرّات في لبنان ودول أخرى عربيّة وأوروبيّة بسبب نضاله العسكري والسياسي ضدّ العدوّ الإسرائيلي على مدى 35 عاماً منذ أواسط الستّينات ؟؟؟
 
ولكنّنا جميعاً نعرف أنّ زيّاد الحمصي هو أكثر وطنيّة وقوميّة وعروبة وأشرف منهم ومن أسيادهم جميعاً.
 
أيمن شحادة
Exit mobile version