أرشيف - غير مصنف

فضيحة الاعلام العربي.. على يد روكسانا

أحمد السعيد – روكسانا صبري, صحفية تعمل بالقطعة في ايران, اعتقلت وحكم عليها بالسجن لمدة ثماني سنوات بتهمة التجسس. وهي تهمة اعترفت بها ثم تراجعت بحجة أنها خدعت من جانب المحققين الايرانيين حسبما قال والدها ومنذ ذلك الحين أصبحت الشغل الشاغل للسياسيين ووسائل الاعلام الغربية والعربية, وكل يقرأ خبر محاكمتها ويعلله على طريقته الخاصة, فالرئيس السويسري مثلا أثار قضيتها مع أحمدي نجاد عند لقائهما في مؤتمر مناهضة العنصرية, كما عبرت جمهورية التشيك التي ترأس الاتحاد الأوروبي عن قلقها, بل وقامت باخراج ما يسمى حقوق الانسان من الخزانة ونفضت الغبار عنه ودعت ايران الى احترامه

 
 
والظاهر أن روكسانا دخلت ايران التي لا تعترف بازدواج الجنسية كمواطنة عائدة الى بلدها, ومارست حقها بالعمل هناك كمترجمة لدى بعض المسؤولين المحليين, وطالت اقامتها هناك ست سنوات, مما يجعلها ايرانية عرفا وقانونا الا أن وسائل الاعلام جميعا ركزت على جنسيتها الأمريكية وتبارت في غسل أدمغة المشاهد والقارئ العربي
 
 
ثم أطلق سراح روكسانا بعد أن توصلت المحكمة الى أن ما قامت به لا يرقى الى التجسس رغم أنه يهدد الأمن القومي, وكشف محاميها عن الأسباب الحقيقية للاعتقال, فقال أن السلطات الايرانية عثرت بحوزتها على تقرير سري يتعلق بالوضع في العراق قامت بتصويره بشكل غير قانوني أثناء عملها كمترجمة لدى مسؤول ايراني رفيع المستوى!! وهو ما اعترفت به أثناء التحقيق معها لكنها قالت أنها قامت بتصوير التقرير بدافع الفضول
 
لنقارن كيف لعبت وسائل الاعلام العالمية بعقولنا قبل إطلاق سراح هذه الصحفية وكيف بررت الاعتقال
 
 
البي بي سي أشارت الى تقارير تحدثت عن أنها اعتقلت بسبب شرائها مواد كحولية فكتبت
ويذكر أن صبري البالغة من العمر 31 عاما أدينت من طرف محكمة إيرانية في جلسة مغلقة في الأسبوع الماضي بتهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة التي تعتبرها طهران عدوة لها…….. وذكرت بعض التقارير أنها اعتقلت بتهمة شراء مواد كحولية
 
 
العربية نت جزمت أنها اعتقلت لأن رخصة عملها انتهت, ولم تربط هذا الخبر بمصدر محدد بل قدمته كحقيقة مسلم بها تماما مثل قانون الجاذبية. وحاولت الربط بين التضييق على الصحفيين والانتخابات القادمة, فكتبت
وألقي القبض على روكسانا صابري التي تحمل الجنسيتين الامريكية والايرانية في أواخر يناير كانون الثاني لاستمرارها في العمل في ايران بعد انتهاء أوراق اعتمادها الصحفية في عام 2006 ثم اتهمت في وقت لاحق بالتجسس
وقالت منظمة مراسلون بلا حدود ومقرها باريس ان ادانة صابري تحذير للصحفيين الاجانب الذين يعملون في ايران قبل انتخابات الرئاسة الايرانية المقررة في يونيو حزيران
 
موقع ايلاف أورد خبر الاعتقال فيما يبدو أنه بث مباشر من دوائر الدعاية الامريكية الى عقل القارئ العربي فكتب ما يلي
 
اوقفت صحافية ايرانية اميركية في الحادية والثلاثين من العمر في ايران ………. واعلنت الاذاعة العامة ان بي آر ومحطة فوكس الاحد ان روكسانا صبري المولودة في الولايات المتحدة اوقفت في اواخر كانون الثاني/يناير بتهمة شراء الكحول
 
 
أما أغرب ما كتبته الصحافة العربية فقد ورد في صحيفة الجمهورية المصرية بقلم رئيس تحريرها محمد علي ابراهيم الذي اخترع مصطلحا جديداً اسمه (محاكمة دون محاكمة) بل وحاول عامدا مط حرية الصحافة وشدها لتشمل حرية التجسس أيضا فكتب بتاريخ 22 ابريل قائلا: (لماذا عندما اعتقلت طهران الصحفية الأمريكية من أصل إيراني روكسانا واتهمتها بالتجسس لم يتحرك أحد مطالبا بحرية الصحافة رغم أنها حوكمت دون محاكمة) الى هنا
 
والحق أن قناة الجزيرة , كانت الأكثر مهنية, وربطت كل الأخبار بمصادرها دون القفز الى استنتاجات حتى صارت قضية روكسانا شهادة بمهنية الجزيرة وحياديتها بقدر ما هي فضيحة للأخرين, فكتبت تقول
 
أصدر القضاء الإيراني حكما بالسجن ……..على خلفية اتهامات بالتجسس لحساب الولايات المتحدة حسبما صرح محاميها للصحفيين في طهران اليوم السبت
كان حسن حداد نائب المدعي في طهران صرح الأسبوع الماضي بأن قضية صبري أحيلت إلى محكمة تابعة للحرس الثوري، وقال إنها اعترفت بكل الاتهامات المنسوبة إليه
وكانت وزارة الخارجية الإيرانية قد أعلنت في البداية أنه القي القبض عليها بسبب ممارستها الأنشطة الصحفية بدون تصريح قانوني، ولكن السلطات القضائية اتهمتها بعد ذلك بالتجسس . الى هنا
 
 
وأترك الحكم للقراء
 
 
 

زر الذهاب إلى الأعلى