أرشيف - غير مصنف
قبيل القيامة
بقلم : محمدعبدالرحمن
له أن يلوذ بأمجاد أجدادِهِ
له كامل الحقّ أن يستجيـرَ برمضاء ماضيهِ من مُصطلى غــدِهِ
هذا المقاتل للتوّ أقفلَ من حرب أحفاده خاسراً كل أحلام أولادِهِ
لكنَّ إخوته ضيّعوه فأضحى بلا زمن ٍيتعرّف فيه على يومِهِ !
هل كانَ ما كانَ ؟!
هل سيكون الذي سيكون؟!
ماذا عن الساعة الآن؟!
عصفٌ من اللازمان يلفّ المكانَ ويتركـه هائماً في الرَّماديِّ
لا أبيضٌ في البياض ِولا أسودٌ في السَّـوادِ ولا ذاكرهْ
تـُعيـن السّماء على سَـردِ تاريخ أبراجنا السّادرهْ
مَـنْ كان مَــنْ ؟!
مَـن صارَ مَـن ؟!
سيـّان … قال المدى
المشرقانِ هما المغربان
الأرضُ واقـفـة ٌ وكواكبُ قــُطب الـرّحى لا تدور بـِحُسْــبانْ
ـ أهي القيامة ؟!
ـ لا … وإنْ كـنـتَ أحصْيــتَ ألفَ علامهْ
ـ لكنّ دجـّـالنـا قد ظـَهــرْ
ـ سيظهر من بعدهِ مَـن يصيح : أنا المُـنـتـظرْ !
الخُـنـّسُ الكـُنــّّسُ اختلطتْ مثـلما اختـلط الماء بالدّم ِفي الأشهر الحـُرُم ِ
والقهرُ هـِرّ أليفٌ يشاركنا متعة الإنبهار بخـفـَّة هذا المهرِّج
بعد نشــيدٍ عتيدٍ لمجدٍ تليدٍ وأحجيتـين ِسيمطرنا بالمناديل :
ـ بيضاء ؟
ـ لا
ـ سوداء؟
ـ لا
ـ خضراء ؟
ـ لا
ـ حمراء ؟
ـ لا
ـ الله أكبر … ماذا إذاً ؟!
ـ لا تشبه الحـُلـُمَ اليعربيّ … رمادية ٌمثـل أيامنا !
فوضى تشاطرُ فوضى قوانيـنَ تحكم بالعدلِ والقسطاس ِ
وكلّ الدّعاوى ستنظر فيها عيون الفتاوى :
لكـم ديننا ولنا ديننا !
تعبدون الذي نحن نعبد !
لا تعبدون الذي ليس نعبد !
لله ما في يمين الخليفة والله فوَّضه وارثاً أبدا !
يا أيها الـرُّكـع الســُّجـدُ
الموتُ حـقٌ عليكمْ فموتوا ولكنْ كما يرشد القائدُ الخالدُ
فلا يـزحمنَّ شقيــقٌ شقيـقـه
لا يزدري أحــدٌ أحــدا
فثمة َفي الموت موتٌ جزيلٌ سخيّ
يفيـضُ على الضفـتين
ويكفي من الهـمّ للغـمّ كل الذين على الساحلين
فموتوا كما شئتــُموا، أمـّـة ًمـِللا فـِرَقاً أو فرادى
ولا تهـِنوا لا تخافـوا ولا تحزنوا
إنمّا الوارثون لها مخلصون لها
حسبهمْ أن تموتوا … فموتوا ولا تخلفوا الموعدا
اليوم يوم الثــّواب وفِصْح الهـُدى !
مَـن معَ مَـن ؟!
مَـن ضدّ مَـن ؟!
سـيان ، صاح المدى
المشرقان هما المغربان
الأرض واقفـة ٌوكواكب قـطــب الرُّحى لا تدور بـِحُسـبان
ـ أهو المســيحُ إذاً ؟!
ـ بل إنـّه الهيـلمــان ( كرسيـّه وسْـعَ قارّاتنا والمحيطات … ألبـّر والبحر في ظلـّهِ يسجدان بما فيهما من دوابٍ وطيـرٍ وأسماكٍ … الغيم بيـن يديه يـُـسيـِّره كيف شــاءتْ مواقيتــه … الخراج له ولنا النـّافلات يـوزّعها بيننا صدقاتٍ بُعيـدَ الصـلاة عليه وعَـدّ فضائلــه وعطاياه…. إنْ شـــاء حرباً على ـ المارقين ـ نكـونُ لـه جنـده المخلصـيـنَ ولو كـرهَ الكافرون …. وإنْ شاءَ سلماً نكونُ جُباةً لجزيته وحُماة خزائنه وعيوناً على الحاسدينَ … له الحمد والشكر إذ ينتخبنا ولاةًً لأمصاره لنسوس العباد بسيف رسالته ونـُقيم على الأرض عدلاً بـلا منكراتٍ ولا موبقاتٍ وبغيٍّ … نؤذنُ للناسِ بالحجّ شـطرَ قداسته فترى المؤمنيـن يهبـّون طـُـرّاً إليه وهـمْ مـحْـرمونَ …. بأبـصارهمْ شـاخصون إلى نوره …. نورهُ المســتبـدّ المهيــمن… ألمتعالي المســيطـر …. يطغـى على كل ذي ظلمـةٍ ويَعــمّ على الـمَـشْرقين كما الـمَغربيـن … نـُسَـبِّحُ صبحاً مساءً ضحىً وسجىً غـسـقاً شــفقـاً وقعوداً قياماً بحمـدِ مزاياه… آمين آمين آمين ياعـمّ سام نرددها أجمعين … معتدلين وممتنعين ) .
مَن صنـو مَن ؟!
مَن عكـس مَن ؟!
سـيّان .. كـلّ أصابع كفـّيك ، صاح المدى
كلّ أصابع كفـّيـك واحدةٌ مثـل أسنان مشط الرّدى
ردّ الصدى
فعـُد يا محارب من حيث جئتَ … هنا لا زمان ولا ذاكرهْ
هنا البوصلاتُ مكبلة ٌوالجهاتُ مُعَـطـّلـة ٌ والمخارجُ مقفلة ٌ
ـ كيـف أمضي إذاً ؟ كيف أخترق الدائره ؟!
ـ لا تـبتــئــسْ .. أنتَ ماض ٍبحــقٍّ الى الـ ـ ـ ـ ـ مقبرهْ .