ما هى علاقة شويمرالصهيونى بعدنان خاشوقجى والعائلة السعودية ؟

بقلم د/ أحمد الشافعى

مركز مقدساتنا للنشر
إن العلاقة العلنية والسرية بين ال سعود والصهاينة لم تعد خافية على الكتاب والباحثين المهتمين بشئون الجزيرة العربية ولكننا نحتاج أحياناً لقراءة اكثر عمقاً لهذه العلاقات وذلك لنتأكد من خلالها ان علاقات بندر بن سلطان والملك عبد الله بالإسرائيليين اليوم، ليست نبتاً شيطانياً ولكنها تأتى فى سياق تاريخى ممتد من العلاقات الحميمة وها هى سيرة الصهيونى الشهير رجل الصناعات الجوية الامريكية (ايل شويمر) والمعنونة بـ(السماوات هى الحدود) والتى كتبها الكاتب اليهودى المعروف أنتونى دايفيلا والتى تضمنت مساعدته للعصابات الصهيونية منذ 1948 وحتى اليوم، فى المجال العسكرى وتهريب السلاح وهى سيرة ذاتية تتضمن معلومات خطيرة عن علاقة هذا الصهيونى بالامراء السعوديين خاصة الملك خالد وفهد عن طريق عدنان خاشوقجى ومؤامرتهم سوياً ضد الحقوق العربية فى فلسطين وضد ايران وسوريا وباقى الدول الاسلامية وفى هذا السياق تحدثنا الوثائق والمعلومات المستقاة من حياة الامريكى الصهيونى (ايل شويمر) أنه عندما بلغ الستين من عمره قرر اعتزال العمل العام في تل أبيب، واقتصر نشاطه على عدد ليس بالقليل من الصفقات التجارية، ووسط هذه الدائرة تعرف شويمر على رجل الأعمال السعودي عدنان خاشوقجي، الذي كان يعتلي في حينه قائمة أغنى رجال الأعمال على مستوى العالم، وكان لعلاقاته الوطيدة بالأسرة الحاكمة في الرياض بالغ الأثر في اقتراب ايل شويمر منه، وبحسب تقارير استخباراتية نشرتها صحيفة معاريف، كان الملحق العسكري السابق لدى السفارة الصهيونية في طهران ابان عهد الشاه "يعقوب نمرودي" همزة الوصل التي قدمت خاشوقجي للصهاينة، ونمت هذه الاتصالات عن طريق الصفقات التي اشترك فيها رجل الأعمال السعودي الشهير مع نمرودي، حيث كان الأخير يدير العديد من العمليات التجارية مع الإيرانيين في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، كما أن العلاقة بين شويمر ونمرودي وصلت إلى أوج متانتها، عندما قام الأول بزيارات متكررة إلى إيران، لإبرام عقود العديد من المشروعات مع الدولة الفارسية، وبحسب شويمر كان عدنان خاشوقجي يمتلك ثروة ضخمة، تشتمل على مليارات الدولارات في مصارف العالم، بالإضافة إلى امتلاكه آنذاك طائرة خاصة، فضلاً عن عدداً من اليخوت الفارهة، ولم تخلو حياة الترف التي كان يعيشها من وجود عدد ليس بالقليل من الخليلات اللاتي يرافقنه في كل مكان ينتقل إليه في مختلف دول العالم، وعلى الرغم من حياة الترف ورغد العيش التي كان يعيشها خاشوقجي، إلا انه ارتمى في حبائل الأجهزة الاستخباراتية والأمنية الصهيونية التي حرصت على تجنيده عن طريق ايل شويمر وصديقه نمرودي، لخلق قنوات من الاتصال بين الأسرة المالكة في الرياض وتل أبيب، ويبدو أن القائمين على الحكم في المملكة العربية السعودية لم يفوتوا الفرصة، عندما بعثوا برسالة سياسية مع خاشوقجي تحمل توقيع ولي العهد السعودي في حينه الأمير فهد وجاء نص الرسالة كالتالي :" إن المملكة العربية السعودية على استعداد تام لتوقيع اتفاق سلام مع إسرائيل، والتطبيع الكامل لعلاقتها مع تل أبيب، مقابل الانسحاب الإسرائيلي من كافة الأراضي العربية المحتلة، مقابل رفع العلم السعودي على مساجد القدس الشرقية وفي مقدمتها المسجد الأقصى"، وفي الوقت الذي لم تتجاوز فيه الرسالة السعودية هذه العبارة الموجزة، أشار رجل الأعمال السعودي عدنان خاشوقجي خلال لقاءاته السرية مع مسئولين في الأجهزة السياسية والأمنية الصهيونية، إلى أن المملكة العربية السعودية ستكون على استعداد لاستثمار مبلغ مادي قدره مائة مليار دولار في إطار خطة اقتصادية تقضي بإعادة اعمار الأراضي المحتلة، بالإضافة إلى مساعدة الاقتصاد الفلسطيني على الانتعاش، وطلب خاشوقجي من مضيفيه عقد لقاء قمة بين ولي العهد السعودي الأمير فهد ورئيس الوزراء الصهيوني في حينه "مناحم بيغن"، ووفقاً لصحيفة معاريف العبرية حث ايل شويمر شيمعون بيريس، الذي كان آنذاك زعيما للمعارضة في الكيان الصهيوني، ولاقت المبادرة السعودية استحسانا لديه على الترتيب لعقد لقاء بين الأمير السعودي ومناحم بيغن، الذي كان قد عاد لتوه من مقاطعة كامب ديفيد الأميركية إبان إجراء محادثات السلام مع مصر. لم يفاجئ بيغن عندما تلقى أنباء المبادرة السعودية للتطبيع مع إسرائيل، خاصة وانه تلقى تفاصيل المبادرة السعودية التي تتضمن ستة بنود بعد أن حصلت عليها دوائر استخباراتية في الموساد الصهيوني، مما أدى إلى فشل اللقاء السعودي الصهيوني الذي كان مخططاً له، حيث أبدى بيغن امتعاضه من رغبة الرياض في رفع العلم السعودي بعض مساجد القدس، كما كان بيغن نفسه هو صاحب قرار إلغاء اللقاء وطلب من مساعديه أن يبلغوا المملكة العربية السعودية بما نصه كالتالي :" إن الأميرين فهد وخالد مثلهما في ذلك مثل كل مواطن عربي، سيُسمح لهما بالصلاة في المسجد الأقصى فقط وليس لهما أن يحلما بأكثر من ذلك".
***************
إن التعاون السياسي بين رجل الأعمال السعودي "عدنان خشاشقجي" وصديقيه الصهيونيين ايل شويمر والمدعو نمرودي وصل إلى ابعد من ذلك، عندما اتفق هذا الثالوث مع الـ "بيبي شاه" رضا بهلوي نجل شاه إيران، على مساعدته في القيام بانقلاب عسكري للإطاحة بنظام الخوميني ومرجعياته الدينية من طهران، وبحسب الملحق الأسبوعي لصحيفة هاآرتس تحمس رضا بهلوي للخطة، وكان الثالوث خاشوقجي، شويمر، ونمرودي شركاء في شركة تحمل اسم "ايجل انترناشيونال"، وبلور الثلاثة الخطة التي تهدف إلى تنفيذ مخططهم وخروجه إلى حيز التنفيذ، وتم اختزال المخطط في عدة نقاط رئيسية تضمنت التالي:
أن يوفر عدنان خاشوقجي تمويلاً سعودياً لخطة الإطاحة بنظام الخوميني، وذلك من خلال الأسلحة والوسائل القتالية التي يقوم بشرائها من إسرائيل.
أن يصبح السودان مستودعاً للسلاح، الذي لن يتم تزويد المتمردين ضد نظام الخوميني به فقط، ولكنه سيستخدم ضد أي نظام عربي يعارض الغرب، وكان في مقدمة هذه الأنظمة نظام الرئيس معمر القذافي في ليبيا.
بدأت الخطة تسير في منحاها الجاد عندما وضع وزير الدفاع الصهيوني في حينه ارئيل شارون أسسها اعتماداً على منظوره العسكري الخاص، وفي مايو 1982 تم عقد لقاء سري في كينيا وتحديداً في منتجع "كانتري كلوب"، الذي كان يمتلكه آنذاك رجل الأعمال السعودي عدنان خاشوقجي، وشارك في اللقاء ارئيل شارون وزوجته ليلي، ومدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية في حينه "دياب قمحي"، الذي كان هو الآخر ضالعاً في الخطة وتفاصيلها السرية، كما كان من بين الحضور الرئيس السوداني الأسبق "جعفر نميري" ورئيس جهازه الأمني الجنرال عمر الطيب، وجرى هذا اللقاء بعد أن حصل شويمر ونمرودي على موافقة الرئيس السوداني نميري على إقامة قاعدة تابعة للموساد الإسرائيلي في الخرطوم، لتقوم بدورها الأساسي وهو المساعدة في هجرة يهود إثيوبيا إلى إسرائيل، إلا أن مؤسسة الاستخبارات الصهيونية الممثلة في الموساد لم تكن راضية عن ضلوع شخصيات مدنية أو بمعنى آخر شخصيات غير تابعة للمؤسسة مثل شويمر ونمرودي لتمارس دور البطولة في مثل هذه العمليات، واقتصار نشاط الموساد فيه على ادوار ثانوية فقط، فبعث رئيس الموساد في حينه "إسحاق حوفي"، بعد حصوله على الموافقة من رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك "مناحم بيجن" بنائبه "ناحوم أدموني" إلى المغرب لتحذير نجل الشاه الإيراني رضا بهلوي في خطاب جاء نصه كالتالي: لقد حصلت على صلاحية إبلاغك بأن الإسرائيليين الذين التقيت بهم لا يمثلون الحكومة الإسرائيلية"، كما كان للحرب اللبنانية التي اندلعت بعد مرور شهر من تاريخ تلك الزيارة، أحبطت عملية الانقلاب الذي سعى إليه رجل الأعمال السعودي عدنان خاشوقجي وصديقيه الصهيونيين إيل شويمر ونمرودي.   
وتوالت الاسرار فى سيرة هذا الصهيونى الامريكى إيل شويمر التى تبرز طبيعة العلاقة التاريخية بين ال سعود والإسرائيليين والتى وصلت الى حد التنسيق المخابراتى ضد المقاومة اللبنانبة والفلسطينية والى حد اللقاءات الحميمة بين بندر بن سلطان مستشار الامن القومى الإسرائيلي برئيس الموساد الحالى(مئير دجان) ورئيس الوزراء الإسرائيلى السابق (ايهود أولمرت) فى خليج العقبة خلال الفترة التالية لحربه على لبنان عام 2006  والمستمرة حتى اليوم فى عهد نتنياهو ،فضلاً عن حوار الملك السعودى (عبد الله) بشيمون بيريز فيما اسماه بحوار الاديان فى نيويورك 2008 ،وما تكشف من اسرار خطيرة فى هذا اللقاء من قبلات وسلامات حارة بين الملك وبيريز،كل هذا يؤكد ان صفحة العلاقات ممتدة ومتواصلة ولم تنته للاسف. ولاعزاء للمسلمين المحبين لمكة والمدينة ومقدساتهم الشريفةالتى تئن تحت قبضة اسرة تهينها صباح مساء من خلال علاقاتهم السرية والعلنية مع عدوالامة وعدو المقدسات الحجازية. ولاحول ولا قوة الا بالله .  
 
Exit mobile version