أرشيف - غير مصنف

عادت (ريتا) من عمّان لتتعرف على جثتي أخويها فاختطفوها واغتصبوها وقبضوا 15,000 دولار

 

هجر العراق حتى الآن نحو 600,000 مسيحي منذ بدء الحرب والنزاعات الداخلية. وإذا استمر "الاضطهاد الديني" الذي يتعرّض له المسيحيون من قبل المتطرفين "السُنة والشيعة"، وأيضا الجرائم التي ترتكبها "عصابات الابتزاز" فإن المسيحية كدين ثان يمكن أن تنتهي في العراق. وتروي إحدى المسيحيات اللاجئات الى عمان كيف قتل أخواها، واقتيدت الى مكان تجهله، جرى فيه اغتصابها من قبل 4 مجرمين سفاحين، لم يتركوها إلا بعد أن حصلوا على فدية مالية كبيرة، دفعها أقرباء لها في الولايات المتحدة.

 
ويقول (توم أسبيل) مراسل شبكة NBC نيوز إنّ (ريتا عزيز) 24 سنة المرأة العراقية المسيحية التي هربت من بلدها الى العاصمة الأردنية عمان قبل شهور قليلة، بعد أن اختطف أخواها على الطريق السريع المؤدي الى بغداد. وبعد إقامتها لوقت قصير تلقت مكالمة هاتفية من جيرانها في العاصمة تخبرها أن "جثتي أخويها وجدتا ويجب أن تحضر للتعرف عليهما". ركبت (ريتا الطائرة) من عمان، وبمجرد أن وصلت بيتها، ظهر لها أربعة رجال و"شحنوها" في سيارة وقادوها الى مكان مجهول.
 
وخلال الأيام الخمسة التالية، اغتصبوها، وعذبوها، وأخبروها أنهم فعلوا ذلك لأنها "مسيحية". وعن تجربتها المرة هذه، تقول (ريتا): ((كان 4 منهم بلا أرواح وبلا أخلاق وبلا أي شيء. لقد عاملوني بقسوة)). وأضافت: ((لقد فعلوا كل شيء. لم يُظهروا أي رحمة. وأخبروني بأنني مسيحية وأنهم سيفعلون أشياء لي)). وتقول إنها تحمّلت محنتها الشنيعة المرعبة بالصلاة الى الله. وأضافت: ((لقد طلبوا مني أن أصبح مسلمة، وعندما عذبوني، اعتدت أن أصلي لله، قائلة: فقط دعني أمت كمسيحية)). وفي النهاية دفع أقرباء لها في الولايات المتحدة فدية 15,000 دولار، فأطلقوا سراحها.
 
وعادت (ريتا) الى عمان، وهي تعيش اليوم وحيدة في غرفة. زوجها في السويد يطلب اللجوء، ولكن فرصته لا تبدو جيدة، لأن السويد قررت عدم منح تأشيرات أكثر للعراقيين، بطلب من الحكومة العراقية تؤكد فيه أن الوضع الأمني جيد في البلد وأنه كاف لكي يعود كافة اللاجئين. وقصة (ريتا) غير معروفة في الأردن.
 
وتقول تقارير الأمم المتحدة أن هناك 7,000 مسيحي مسجلون كلاجئين في عمان، لكن الرقم الحقيقي ربما يكون أكثر من 10,000. وصعب جداً بالنسبة لأي منهم التخطيط بالعودة الى العراق على الرغم من ادعاءات الحكومة أن الوضع آمن إذا ما اختار اللاجئون العودة.
 
وهذا الأسبوع، بينما كان البابا (بينيدكت) يُستقبل من قبل الشخصيات البارزة في الأردن وهو يبدأ رحلته التي تدوم أسبوعاً الى الأرض المقدسة، ازداد أمل المسيحيين العراقيين، بأنه سينتبه الى محنتهم بشكل جيد. وثمة شائعات تحدثت عن احتمالات قيامه بزيارة خاطفة الى العراق لإبراز العنف ضد المسيحيين في البصرة والموصل وبغداد.
 
 وتعيش النساء المسيحيات العراقيات في حال خوف دائمة، ويندر أن يخرجن من بيوتهن ما لم يكنّ مع أقارب لهن. والكثيرون يخافون حتى من الحضور الى كنائسهم. والمختطفون ينظرون الى المسيحيين على أنهم "أقلية غير محمية" وأنهم أثرياء بما يكفي للحصول على فديات كبيرة. ومع أن الأب (بطرس حداد) يقيم قداساً كل مساء في بغداد، إلا أن القليلين فقط هم الذين يحضرون الى كنيسته.
 
 وتؤكد شبكة NBC نيوز أن الكثير من الكنائس في العراق هوجمت. ويقول (حداد): ((لم نواجه محنة كهذه. قتل العديد من الكهنة وكاردينال الموصل بول فرج رحو قتل بوحشية. لم يرحموا سنه، وموقعه الديني)).
 
وفي مدة حكم الرئيس السابق (صدام حسين) كان هناك نحو مليون مسيحي في العراق، موجودين فيه منذ 2,000 سنة. أما اليوم فهناك فقط 400,000 مسيحي، والبقية هربوا من العراق.
 
 وفي عمان يقول الأب (رايموند موسالي) إن معظم المسيحيين في الأردن ينتظرون التأشيرات الى الولايات المتحدة. ويضيف: ((لدينا جاليات مسيحية كبيرة في ديترويت، وفي سان دياغو. ولنا جاليات في كندا، وفرنسا، واستراليا. ومعظم العراقيين المسيحيين يريدون الذهاب الى هناك)). ويؤكد أن الأكثرية تخاف العودة الى البلد. وقبل بضعة أيام 5 مسيحيين قتلوا في بغداد والموصل.

زر الذهاب إلى الأعلى