أرشيف - غير مصنف

نكبه أم نكبات

لم يكن ما جرى في العام 1948 أولى نكبات الشعب الفلسطيني، فمنذ أن أعلن المجلس الصهيوني عن قيام كيانه على ارضنا المحتلة بمنتصف ليل الرابع عشر من ايار 1948 والاعتراف الامريكي به بعد الاعلان عنه بثلاث دقائق والقبول به عضواً في "الامم المتحده" باعتراف دولي بوجوده وهو لازال يرتكب مجازر الابادة والتطهير العرقي بطرد اصحاب الارض وتشريدهم والاستيلاء على حقوقهم ولم يواجه العرب ما قام به المحتل الصهيوني بعمل حقيقي يعيد الحق لأصحابه بل أصبح احتلاله المدعوم دولياً للأراضي الفلسطينيه عام 1948 وكأنه حررها ممن كان يحتلها، ولم يعد العرب يطالبون إلا بالاراضي التي أُحتلت عام 1967 متخلين تماماً عن جزء من فلسطين لغير أصحابه أصبح يسمى فيما بعد "اسرائيل" واعترافاً من العرب بوجودها عقدوا معها اتفاقيات سلام وقدموا لها المبادرات كالسلام مقابل الارض والسلام مقابل الامن والسلام مقابل التطبيع الكامل مع كافة الدول العربيه بمبادرة عربيه تم الاجماع عليها في قمة بيروت عام 2002 الذي رفضها الصهيوني مباشرة ورد عليها بارتكابه المجازر والقتل وفشلت كل حملات الدعاية والترويج لها وفشلت كل محاولات نفخ الروح بها.

 

لازلنا في كل عام نعيش ذكرى نكبه جديده والصهيوني لم يتوقف يوماً عن الاستيلاء على الاراضي ولم تتوقف مخططاته بتهويد القدس التي تم تأجيلها للمرحلة الاخيرة وكأنها قضية ثانويه لا تستحق الاهتمام وحصار عالمي على مليون ونصف المليون مواطن في غزة،  وأجواء ملوثة بالفسفور الابيض الذي استخدم في العدوان على غزه وضحايا لازالوا يتساقطون يومياً وبيوت مهدمة ينام اصحابها في العراء وتحت الخيام وفقر وتجويع وبطاله وأوضاع صحيه وانسانيه مزريه كما المشهد الأول للنكبه، كل هذا يحدث تحت سمع وبصر العالم الذي يتجاهل نكبة متواصلة بفعل الصهيوني وداعميه الحريصون على استمراره وبقاءه، ونحن نواجه النكبة والمجازر بالشكوى لما يُسمى بالمجتمع الدولي الذي أُوجد الصهيوني بقرار منه ويبرر عدوانه على الاطفال والنساء بالدفاع عن النفس، نواجه النكبه بقبول كل الحلول التي يفرضها الصهيوني ونواجه تطرفه وعنصريتة  بالمزيد من التنازلات ونرسل له التهنئة بأعياده وبذكرى انتصاره واغتصابه لفلسطين، نواجه النكبه بالمطالبه بحل الدولتين الذي يُشرع الاحتلال ويعترف بالوجود الصهيوني على الاراضي الفلسطينيه المحتلة عام 1948 ونقر ضمنياً بحقه على إقامة دولته بالشكل الذي يريده والعيش بسلام دون أي تهديد (مقاومه) من الخارج وتطبيع كامل مع الدول العربيه والاسلاميه، نواجه النكبه بنكبه طرد مليون ونصف المليون فلسطيني يعيشون بأرضهم لتكون خالية إلا من اليهود ووعود لن تتحقق بدولة فلسطينيه في حدود 67  وليست قابلة للوجود تقزمت مؤخراً لمجرد حكم ذاتي وسلام اقتصادي  وشطب كامل لحق عودة المهجرين في بقاع الارض الى اراضيهم وضياع القدس ومقدساتها، واخيراً يُصريح خالد مشعل في نيويورك تايمز من دعم حركة حماس لحل الدولتين دون الاعتراف بما اسماه الدوله العبريه، وعمل حركة حماس لاقامة دولة فلسطينيه على حدود عام 1967 فهل تبقى أرض لإقامة دولة عليها، وهل تبخرت فلسطين من البحر الى النهر وانتهت المقاومة؟

 

لقد تعودنا على رفض تصريحات قادة الصهاينة مؤقتاً ثم القبول والرضى والدفاع المستميت عنها وبأنها الفرصة الوحيدة المتاحة التي لن تتكرر ولن نستغرب القبول بما يشترطه نتنياهو بالاعتراف بيهودية "الدولة" كشرط للحديث عن السلام الذي يقول عنه ليبيرمان انه مضيعه للوقت ولن نجني بالنهاية سوى نكبه جديده نضيفها لنكباتنا.

 

راضي الغوري

زر الذهاب إلى الأعلى